تحديات نفسية ستواجه عضوات الشورى السعوديات

لا شكَّ من أن المرسوم الملكي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز معلناً ومقرراً فيه تعيين المرأة في مجلس الشورى أسهم بشكل مباشر في تغيير حياة 30 امرأة سعودية، هنَّ المعنيات اللواتي أتيحت لهنَّ فرصة المشاركة في الحياة السياسية وصناعة القرار، وإيصال صوت المرأة للحياة البرلمانية بشكل أكثر فاعليَّة ما يسهم في تدعيم قضاياها المختلفة، "سيِّدتي نت" تلقي الضوء على بعض التحديات الجديدة التي ستواجهها عضوات الشورى باستشارة دكتورة علم النفس منى الصواف، في المرحلة القريبة المقبلة، والتي ستشكل عبئاً نفسياً جديداً قد يؤرقهن لاسيَّما في الفترة الأولى.

بدايةً تخبرنا د. الصواف بأننا لا بدَّ من أن ندرك جيداً أن التجربة جديدة على المجتمع السعودي بأسره، والذي لا يزال بعض أفراده متردد في حقيقة توقعاته من السيِّدات العضوات، وسيكون معظم الضغط النفسي عليهنَّ نتيجة أمرين أساسين، أولهما هو التوقعات غير الواضحة والمرتفعة السقف من أفراد المجتمع، والذي سيحملهنَّ أكثر مما يستطعن أن يقمن به، فالبعض يتوقع أنه بمجرد دخول المرأة المجلس ستطرح جميع القضايا على طاولة المجلس، ويتم حلها بأفضل شكل وأسرع صورة من دون حدوث أي عقبات، ومن ثم فقد يمثل هذا التوقع ضغطاً عليهنَّ لاسيَّما إذا تمت محاسبتهنَّ أو انتقادهنَّ على أمور وقضايا مازالت بحاجة إلى مزيداً من الوقت والجهد.

أمَّا الأمر الثاني الذي سيشكل عليهن ضغطاً آخراً سيكون نتيجة كونهن سيصبحن تحت المجهر بصورة متواصلة حتى على المستوى الخاص في حياتهنَّ الشخصية، وأعتقد أنهنَّ ناجحات في مجالات عملهنَّ المختلفة ويمكنهنَّ أن يستفدن من خبرة زملائهنَّ الرجال في الحصول على الدعم والتوجيه في حال احتجن إلى ذلك حتى يتمكنَّ من القيام بالأعباء المناطة بهن، لكن الأمر سيتطلب منهنَّ المزيد من الصبر ورحابة الصدر والحذر، لأن لكل منصب ولكل نجاح ضريبة، كما أن هناك دور مهم للإعلام بالقيام بتوضيح الدور الذي ستلعبه المرأة في مجلس الشورى، وذلك عن طريق عقد الندوات والبرامج واستضافة بعض العضوات لشرح دورهنَّ داخل المجلس.