13 صور

«واو» و«ياي» و«باي» و«هاي» كلمات تسمعها من فئة «نانا» و«سوسو» و«شوشو» و«لوليتا»، فتيات يصفهن الشباب بـ "المايعات"، فهنّ شاطات لكحلتهن، دابغات لحمرة خدودهن وشفاههن، متمايلات بمشيتهن، يقبّلن هذا ويطلبن الذهاب إلى السينما مع ذاك، ويتباهين بعدم قدرتهن على قلي بيضة!

صفات الفتيات المايعات تحقيق ترصده «سيدتي» مع الشباب العرب، وهل وافقت الفتيات على هذه الانتقادات؟

في السعودية: من سمات الشباب أيضاً
"مياعتهن" محاولات لإخفاء عيوب شخصية، حيث يرى محمد خضر، طالب كلية هندسة، أنها لاصطياد العِرْسَان، ويفترض وجود كتالوج؛ لترجمة المصطلحات التي يتحدثن بها. فيما لا ترفع ضغط حسن محمد حسن، خريج ثانوية عامة، إلا البنت التي تأكل نصف الحروف، خصوصاً حرف الراء. عدا الوقوف لساعات طويلة أمام المرآة، وعمليات الريجيم المستمرة طوال العام.

لكن مشكلة البنات برأي معتز أبو بكر، في الصف الثاني ثانوي، هي في اعتقادهن أنّ طريقة كلامهن ومشيتهن المستفزة، "برستيج". وإذا لمحت إحداهن صرصوراً تتصرف كأنها في مواجهة مع أسد.
البنات انقسمن إلى مؤيدات لكلام الشباب ومدافعات عن "مياعتهن" فما المشكلة في أن تدلع البنت نفسها برأي غدير الغنام، طالبة، تستدرك قائلة: «بالنسبة لأعمال المنزل والطبخ فيمكنها مستقبلاً أن تستعين بعاملة منزلية، ولا تنسوا خدمة الدليفري». أما صديقتها لينا صابر فأثارت نقطة مهمة، فهناك الكثير من الأولاد الذين أصابتهم العدوى، بطريقة كلامهم وإكسسواراتهم.

في الإمارات يؤيدن كلامهم!
يدركون أن أسلوب الفتيات المايعات يختلف كثيراً عن الدلع؛ لكن فلاح الحرشي، موظف، يقول عنهن: "هنّ يظهرن في الأسواق عندما يقمن بشد أوتارهن الصوتية، خصوصاً عندما يتكلمن مع الدكتور!»
فيما يعاني محمد فوزي، مدرس شاب في إحدي المدارس الخاصة، من مياعة الفتيات، فهَمّهنّ الوحيد الرد على الهاتف والكلام بـ: «مياصة». يمشين وهنّ يقلدن عارضات الأزياء. ويعتبر طارق الرميثي، موظف، البنت "المايعة" هي التي تحط رجلاً على رجل في العمل، وتجلس بشكل مائل، وتعلك، وتجدها خائفة من أي حشرة.

ويصف الطالب الجامعي عبدالله أحمد "المايعة" بغاوية الشباب، خاصة في جلوسها في كافتيريا الجامعة تلعب بشعرها! وهناك من الطلاب، وخاصة ذوي النفوس الضعيفة ممن تستهويه البنت ويقوم بملاحقتها.
لم تنكر روان عليان، طالبة في كلية الهندسة، انتقادات الشباب، ، تتابع: «أكثر من زميلة قالت لي أنا أذهب إلى البيت للنوم، ثم أتكلم بالهاتف كي أسهر أمام التليفزيون أو على الفيس بوك». لكن ما يصاعد ميوعة البنات هم الشباب أنفسهم، برأي هبة عبدالعزيز، طالبة جامعية، لأن حركاتها تغويهم، تتابع: « تنام وتصبح وهي تقلد الأخريات من الفضائيات، فتصاب بالقهر إذا لم توفق في نقل حركة معينة، ومنهن من يقلدن حليمة بولند».
هي الأخرى، سارة شكري، طالبة جامعية، تجد أن الشباب لا يحبون الفتاة ضاربة «بوز» تتابع: «هو أيضاً أسلوب يتبعنه مع الأستاذ الجامعي؛ حتى يراعيهن في الدرجات».

في لبنان شبان يعتبرونها للتسلية!
باتت صفة مشتركة بين الفتيات، حتى أن فريد زهران، طالب، حسب قوله، يندر أن يصادف فتاة لا تطلب من زميلها أن يخرج معها حتى يسهرا، وتطلب منه أيضاً إيصالها إلى المنزل والجلوس معها لساعات...ولكن لا مانع عنده من مجاراة هذا النوع من الفتيات، فالفتاة "المايعة" هي للتسلية!، ومن وجهة نظر أحمد حمزة، طالب، أن الفتاة "المايعة" هي التي لا تملك أي مواصفات للجمال، بل تلجأ إلى "المياعة" للفت الانتباه إليها، خصوصاً في ملابسها الغريبة والعبارات التي تستعملها،.
بالإجمال، لم توافق الفتيات على انتقادات الشباب، فعبير ياسين، طالبة ثانوي، تعتقد أنه لا يوجد فتاة "مايعة" أو لا، بل هناك فتاة تتدلّع، وفتاة جامدة. تتابع: «المجتمع يظلم دائماً الفتاة الحلوة، ويعتبرها "مايعة"؛ لأنها تستغلّ جمالها أحياناً لأهداف إيجابية، وبعفوية».
فيما تبرر ميرنا المصري، طالبة ثانوي ظروفها، فهي فتاة مدلّعة كثيراً ؛ لأنها وحيدة بين 5 شبان، تستدرك: «الشباب يدعونني للخروج معهم إلى السينما، ولم أشعر يوماً بأنني "مايعة"، بل أنا فتاة أحب الحياة».

في مصر: يطلبن التعارف لأخذ المحاضرات
مياعتهن دائماً ما تروق للشباب في فترة الجامعة، حيث تبدو الواحدة وكأنها تتحرك وفق برنامج رقيق لا يمكن أن تتحمل غيره، حتى أن محمد عبدالسلام، خريج جامعي، بدا سعيداً وهو ينتظر طلبها للمحاضرات؛ لأنها لا تستطيع اللحاق بما قاله المدرس؛ فهي مشغولة بالخروج والحفلات مع «أصحابها»! يعلّق محمد: «نهاية هذا الدلع ترسب في الامتحانات، وأعتقد أنها طريقة تعودت عليها منذ صغرها».
هنّ بارعات في استخدام هذا الأسلوب للتهرب من القيام بما هو مطلوب منهن، حيث تروي لنا نورين السهنودي، طالبة بكلية الآداب، أن إحدى صديقاتها حينما طلب منها المدرس عمل بحث في موضوع بعينه بالاشتراك مع فريق من الطالبات، تمايلت عليه قليلاً فألقى كل العمل على الفريق. فيما يؤثر دلع الشقيقة الصغرى لسارة أحمد، طالبة جامعية، عليها؛ فهي دائماً ما توهم والديها بانشغالها بالمذاكرة؛ حتى لا تكلف بأي عمل.

في البحرين: لا لسلق البيض!
عدم الإحساس بالمسؤولية والتعلق بالهواتف النقالة ووسائل التواصل الاجتماعي ومتابعة مواقع النجوم والنجمات على الفيس بوك وتويتر، وبرامج التليفزيون لساعات هي علامات ميوعة الشابة البحرينية برأي محمد الحلي، جامعي ويدرس الفيزياء، يتابع: «درست إحدى زميلاتي، وبعد بداية الحصة تبدأ بالحديث بالتليفون مع صديقاتها، أو «تمسج» وترد على المسجات، وفي نهاية الدرس طلبت مني الحلول! وتصور المادة، وتخزنها في الموبايل، وتقول لقد أصبحت جاهزة للامتحان، فتوقفت عن تدريسها!
كباقي فتيات العرب اعتبرن المياعة دلعاً، حيث ترى الفنانة التشكيلية هدير البقالي، أن هذا من حقهن؛ فهنّ فتيات لديهن بطاقات صراف آلي قبل أن يصلن الجامعة، والسيارة موديل السنة، تتابع: «لدينا خدم في المنازل، ونسافر حول العالم، وعند الزواج يجب أن يوفر الزوج كل ما نملكه سابقاً. فنحن لا نجيد سلق البيض؛ لأننا لم نتعلم هذا. وإذا لم يعجبه فهو حر. وعموماً الزواج والطبخ والعيال والحماة أصبح «موضة» قديمة، ولكن هذا لا يمنع من أننا ناجحات، فأنا فنانة تشكيلية، ووقتي بين الغاليري والكوفي شوب والصديقات وشراء «النيوفاشن».

الرأي الاجتماعي
المياعة هي أحد إفرازات العولمة، ووسيلة للفتاة للفت الانتباه لأنوثتها من وجهة نظر الاختصاصية وفاء شما التي تتابع: «تفقد بموجب ذلك الكثير من فرص الزواج؛ لأنها تثير حولها الكثير من الشبهات، ويمكن التعرف على المايعات بسهولة سواء من لغة الـ«فرنكو أرب»، ومشيتهن وعباءتهن. وقد يكنَّ ردَّة فعل عكسي لفئة البنات البويات اللاتي يتجردن تماماً من أنوثتهن. ونصيحتي لهن ألا يربطن الأنوثة بالدلع، ويتركن الدلع لزوج المستقبل».

استبيان
أجرت «سيدتي» استبياناً ضم 500 شاب في البلدان العربية الخمسة المشاركة، حول أكثر أساليب البنات مياعة كما يرونها:
35 % طريقة الكلام «تسبيل العيون، لوي الفم، تغيير الصوت»، وطريقة المشي. والملابس غير المحتشمة.
33 % عدم تحمل المسؤولية، والتفاخر بعدم القدرة على قلي بيضة.
22 % مغازلة الشباب والتقرّب منهم بشكل أو بآخر.
10 % التدخين دون مبالاة، والتفوّه بعبارات مثل «واو وياي».