هل فكرت يوماً، من هو زميلك وصديقك في آن واحد؟ في ممرات المكتب وضغوط العمل، تلتقي الوجوه وتتكرر اللقاءات، لكن هل تساءلت يوماً: فهل كل زميل يُعتبر صديقاً؟ هناك خيط رفيع يفصل بين الزمالة والصداقة، وقد تمر بعض الفروقات الدقيقة دون أن تلاحظها، دعنا نكشف معاً هذه الفروق التي قد تغيّر نظرتك للأشخاص من حولك، وتمنحك فهماً أعمق للعلاقات المهنية في حياتك، وفقاً للخبيرة في مجال العلاقات العامة والتنمية البشرية، الصحفية رنيم الصقر.
هل علاقتك بزميلك قائمة على المصلحة أم على الثقة؟
في العمل، قد يكون معظم تفاعلك مع زملائك منصباً على التعاون لتحقيق الأهداف المهنية المشتركة، هذه العلاقة، رغم أهميتها، تعتمد غالباً على المصلحة المتبادلة داخل بيئة العمل، أما الصداقات الحقيقية فتقوم على الثقة المتبادلة، حيث يكون الهدف الأساسي هو دعم كل طرف للآخر في الحياة الشخصية والمهنية دون انتظار مقابل، بينما العلاقة المهنية قد تختفي بمجرد انتهاء المشروع، فإن الصداقة تبقى ثابتة لأنها تعتمد على الروابط الإنسانية التي تتجاوز المصلحة الشخصية.
تدرّب على: كيفية تجنب سوء الفهم بين الزملاء في العمل؟
هل تستطيع أن تكون صريحاً مع زميلك كما مع صديقك؟
في بيئة العمل، غالباً ما تكون هناك خطوط حمراء عند الحديث مع الزملاء، فقد تحتاج إلى توخي الحذر في التعبير عن آرائك أو مشاعرك خشية التأثير على العلاقات المهنية أو على مظهرك في العمل، بينما في الصداقات، يمكن أن تكون صريحاً تماماً، حيث تكون الصداقة ملاذاً لتبادل الأفكار والمشاعر بحرية دون خشية من سوء الفهم أو العقوبات، الصداقة تعني القدرة على أن تكون نفسك بالكامل مع الشخص الآخر.
هل تشارك مع زميلك الأمور الشخصية؟
الزملاء في العمل قد يتبادلون أخبار العمل ومهام المشروع فقط، وفي أفضل الأحوال، يمكن أن يتحدثوا عن أمور سطحية خارج العمل، لكن مع الأصدقاء، تتعمق العلاقات لتشمل جوانب حياتك الشخصية؛ مثل ما يثير اهتمامك، مشاعرك، مشاكلك، وحتى تفاصيل حياتك اليومية، في العمل، يتم الحفاظ على المسافة المهنية، بينما في الصداقات، يكون هناك انفتاح على التحدث عن أحوالك الشخصية، مما يعزز التواصل العاطفي بينكما.
هل تواصل علاقتك بزميلك خارج ساعات العمل؟
العلاقة مع الزميل تكون محدودة بشكل كبير في ساعات العمل، حيث تتداخل فقط في نطاق المهام اليومية أو الاجتماعات الرسمية، لكن الصداقات لا تتوقف عند هذه الحدود، إذ غالباً ما تتوسع لتشمل التفاعل الاجتماعي خارج ساعات العمل، سواء عبر لقاءات غير رسمية أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأصدقاء يظلون في حياتك بعد انتهاء يوم العمل، بينما الزملاء قد تختفي علاقتك بهم بمجرد مغادرتك المكتب.
هل يقدم لك زميلك الدعم العاطفي كما يفعل صديقك؟
الزملاء قد يقدمون لك الدعم المهني، مثل مساعدتك في إتمام المهمة أو تقديم النصائح التقنية، لكن الدعم العاطفي، الذي يتطلب فهماً عميقاً لمشاعرك وأحاسيسك، عادةً ما يأتي من الأصدقاء الذين يهتمون بك كشخص كامل، الصديق الحقيقي لن يقتصر دعمه على مجرد النصائح المهنية، بل سيساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة، ويستمع لك بحب ودون أحكام، بينما الزميل غالباً ما يبقى في إطار الدعم المهني البحت.
هل تتغير علاقتك بزميلك مع تغير المصلحة؟
في العمل، قد تجد أن العلاقة مع الزميل قوية خلال فترات معينة، خاصة عندما تتشاركان الأهداف والمهام ذات الاهتمام المشترك، لكن بمجرد أن تتغير ظروف العمل أو تتبدل المهام، قد يتغير مستوى العلاقة أو تتلاشى، أما الصداقات الحقيقية، فهي مستقرة أكثر، فهي لا تعتمد على مصلحة مشتركة بل على الروابط العميقة بين الأشخاص، مما يعني أنها ستظل قائمة حتى لو تغيرت الظروف المهنية أو الحياتية.
هل تجد أن العلاقة مع زميلك متكافئة كما مع صديقك؟
في بيئة العمل، قد تجد أن العلاقة مع بعض الزملاء غير متكافئة بسبب الفروق في الأدوار والمناصب أو الخبرات المهنية، قد تكون هناك ديناميكية حيث يتوقع منك تقديم المزيد من الجهد بناءً على مركزك في الفريق، أما في الصداقات، فالعلاقة تكون متوازنة: يتبادل الأصدقاء الدعم والتقدير على قدم المساواة، مما يخلق بيئة من التعاون والاحترام المتبادل، في الصداقة، لا يوجد تباين في الأدوار؛ الجميع يشارك في بناء العلاقة بشكل متساوٍ.
طبق الآتي: أفضل الاستراتيجيات للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك في العمل