تحالف سعودي ياباني للتحول الرقمي في العقار بقيادة مشاعل بن سعيدان

مشاعل بن سعيدان رئيسة مجلس الإدارة والرئيسية التنفيذية لمصنع آل سعيدان لتقنيات البناء الحديثة -الصورة من المصدر
مشاعل بن سعيدان رئيسة مجلس الإدارة والرئيسية التنفيذية لمصنع آل سعيدان لتقنيات البناء الحديثة -الصورة من المصدر


تُعدُّ مشاعل بن سعيدان، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية مصنع شركة آل سعيدان الصناعية ، رقماً صعباً في قطاع العقار السعودي، فهي سليلة أسرة آل سعيدان، وأول امرأةٍ سعوديةٍ تعمل في هذا المجال، وقد قادها طموحها لقيادة دفة قطاع العقار نحو التحوُّل الرقمي والبحث والابتكار في تقنيات البناء الحديثة بالتحالف مع شركة إزوارا اليابانية.
"سيدتي" التقت مشاعل بن سعيدان في حفل افتتاح المصنع، بمدينة سدير الصناعية، تحت شعار "نحن المستقبل"، بحضور Fumiolwai السفير الياباني بالسعودية، ونخبة من العقاريين وممثلي الوزارات والقطاع العام، للحديث عن المشروع ومسيرتها المهنية.

المرأة السعودية والرقمنة


بدايةً، أوضحت مشاعل بن سعيدان، أن "المرأة السعودية تعيش اليوم عصرها الذهبي بفضل ما تحظى به من تمكينٍ غير مسبوقٍ، خاصةً بعد إطلاق رؤية 2030 من قِبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبدعمٍ كبيرٍ من القيادة، ولولا ذلك لما كنا موجودين في هذا المكان الآن، ولما استطعنا ترجمة الأحلام إلى واقعٍ".
وقالت: "تكامل المرأة مع الرجل دائماً ما يصنع الاختلاف، فالمرأة تمتاز بطريقة تفكيرها، ودقتها، ونظرتها المختلفة للأمور، وبتكاملها مع الرجل في العمل تأتي النتائج خارجةً عن المألوف. واليوم هناك فرصٌ كبيرةٌ أمام المرأة السعودية لتثبت نفسها في مجال الرقمنة وقطاع التشييد والبناء أكثر من السابق، إذ يعتمد القطاع حالياً على تقنيات الثورة الصناعية الخامسة والسادسة، وهو ما يسهل الحياة العملية للمرأة، حتى لو كان ذلك عن بُعدٍ".

التحول الرقمي للعقار السعودي

مشاعل بن سعيدان والسفير الياباني في افتتاح مصنع آل سعيدان - تصوير عتاب نور


وعن افتتاح مصنع آل سعيدان، ذكرت: "المشروع بداية التحوُّل الرقمي في القطاع العقاري، وهذه الامتيازات للتقنيات التي نعمل على تقديمها، ليست مجرد امتيازاتٍ للقطاع نفسه، بل تتعدى ذلك، فهي إضافةٌ للمجتمع، لأنها تمكِّن السعوديين في الوظائف، وتنقلنا إلى مرحلةٍ لنبني وطننا بأيدينا، وهو ما أشار إليه ولي العهد في بداية عام 2017 عند إطلاق رؤية 2030، إذ أكد على ضرورة استخدام الروبوت في البناء وتقنيات الثورة الصناعية الثالثة والرابعة والخامسة"، مضيفةً: "نحن اليوم ترجمنا الحلم إلى واقعٍ بدعمٍ من القيادة الرشيدة، ومساندةٍ من الوزارات، خاصةً وزارة الصناعة، والاستثمار، والإسكان".

التقنية والعقار

صورة تذكارة لحضور افتتاح مصنع آل سعيدان - تصوير عتاب نور


وبيَّنت مشاعل بن سعيدان، أن "التقنية لها أثرٌ إيجابي، خاصةً على المطورين العقاريين، بتسريع معدل الدوران للمشروعات، ومن المتعارف عليه أن تسريع المشروع يعني مضاعفة التكلفة، وتقليل الجودة، لكن في مشروعنا تقنيات التسريع هذه لا تؤثر في الجودة، بل على العكس، تمنح التقنية اليابانية جودةً أعلى من البناء التقليدي والتقنيات الأخرى التي يبلغ عمرها أكثر من 200 عامٍ، كما أن الوقت فيها أقل، وتسهم في حل كل المشكلات التي تواجهنا نحن المطورين العقاريين وملَّاك المشروعات، وتنهيها في فترةٍ قياسيةٍ".
وقالت: "عمر الأصل الذي يمتلكه الفرد، أو شركة الاستثمار قد يصل إلى 200 عامٍ، ما يعني أن قيمة الأصول اليوم ستكون أعلى عند الاستخدام الأمثل للمواد، إضافةً إلى كربونٍ أقل، فهذه التقنية تأخذ في الاعتبار تخفيض نسبة الكربون في الخرسانةشؤ نفسه، ونطمح إلى الوصول إلى صفر كربون عام 2035، أي أننا نسابق الزمن لبلوغ ذلك، هذا إلى جانب الحصول على مشهدٍ حضاري أفضل في الأماكن والأحياء السكنية، لأن التجميع سيتمُّ في المصنع، وبذلك يختفي التشوُّه البصري في مواقع البناء".
وتابعت رئيسة مجلس الإدارة: "المواطن في الغالب يتملَّك منزله لمرةٍ واحدةٍ في العمر، لذا من حقه أن يختار المنزل الذي يناسبه في الشكل والتصميم، وأن تتوفر له مرونةٌ أكبر للتعديل والتبديل في التصميم، كأن يقوم بعد أن تكبر أسرته عقب 20 عاماً بتغيير تصميم المنزل بما يتناسب مع الوضع الجديد، وهذه الامتيازات تتوفر فقط في التقنية اليابانية".

للتعرف أكثر على مشاعل بن سعيدان يمكن الاطلاع على حوارها الخاص لمجلة سيدتي رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية لمصنع آل سعيدان لتقنيات البناء ...

التقنية اليابانية


وحول التقنية اليابانية، أوضحت أنها "عبارةٌ عن عظمٍ، يمكننا تشبيهه بعظم الإنسان من حيث القوة والتجانس، وهذه القوة تتجاوز 200 عامٍ، وتتميَّز هذه التقنية أيضاً بالجدران غير الحاملة، فإذا تطلَّب المشروع وجود جدرانٍ تبدو مثل قطعٍ فنيةٍ، فيتمُّ ذلك بطباعتها بطابعةٍ ثلاثية الأبعاد، أما بالنسبة للمواد المستخدمة في البناء، فهي محليةٌ، ما يعني توطين المواد أيضاً ونقل المعرفة".

تدريب السعوديين

من حفل افتتاح المصنع - الصورة من المصدر


وأشارت مشاعل بن سعيدان إلى أن "المصنع يقوم بتدريب السعوديين، ويمكن اعتباره مركز أبحاثٍ، يتكامل مع مراكز الأبحاث في اليابان، إذ يدرِّب أكثر من 50 شخصاً، حيث نسعى إلى نقل التقنية لكفاءاتٍ سعوديةٍ تقود المستقبل في الشرق الأوسط كاملاً وفي العالم بإذن الله"، وقالت: "السعودية تحظى بموقعٍ لوجستي مميزٍ جداً، يتيح لها التفرُّد بتصدير المواد ثلاثية الأبعاد، والجدران خفيفة الوزن"، مستدركةً: "تقنية فرينشايز، وتطبيقها على المشروعات الكبرى من المستحيل أن يغطيها مصنعٌ واحد، ولو بنسبة 1% من الطلب، لذا نطمح إلى تغطية ونقل هذه التقنية حول السعودية عبر تسريع توطينها في البلاد، وترجمتها على المشروعات الكبرى Mega Project بشكل أكبر".

ترجمنا الأحلام لواقع

واختتمت رئيسة مجلس الإدارة حديثها بالقول: "عبر تكاملنا مع القطاع العام، بدعمٍ من الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ترجمنا هذه الأحلام إلى واقعٍ اليوم، ونسعى بجدٍّ إلى تحقيق أحلامنا المستقبلية في المجال، وتطوير أنفسنا أكثر، فنحن نؤمن بأن تكاملنا يصنع الاختلاف، وأن اليد الواحدة لا تصفق، لذا نعمل في القطاع الخاص على تحقيق هذا التكامل في إطار مسؤوليتنا بترجمة الرؤية المباركة إلى واقعٍ، ونتمنى التكامل مع القطاع العام والقطاع الثالث، ومع الكل، فتغيير حياتنا للأفضل مسؤوليتنا جميعاً، والإيمان بالتقنيات الحديثة، ورؤيتنا، وطموحنا يسرِّع من إنجاز ذلك على أرض الواقع، لتكون السعودية دائماً في مصاف الدول المتقدمة".
نماذج لسعوديات حققن أحلامهن في الرابط التالي : سعوديات حققن أحلامهن في اليوم الوطني السعودي 93

لمنتدى الاستثماري السعودي الياباني

مشاعل بن سعيدان في منتدى الاستثمار السعودي الياباني


يشار إلى أن مشروع مصنع آل سعيدان لتقنيات البناء الحديثة المستدامة كان المشروع الوحيد الممثل للقطاع الخاص في المنتدى الاستثماري السعودي الياباني الذي شهد استعرض فرص الشراكة الاستثمارية وتوقيع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم، والإعلان عن مشروعات مهمة في قطاعات حيوية، بحضور أكثر من 45 من كبرى الشركات اليابانية وأكثر من 400 ممثل من القطاعين الحكومي والخاص في البلدين.