الفتيات الصغيرات وعالم الأزياء



يحيل الحديث عن موضة الأزياء إلى الفتيات الصغيرات المولعات بهذا العالم، إلى حدّ نشوب «حروب صغيرة» مع أمهاتهن، عند اختيار ملابسهن! وغالباً ما تقف، وراء خياراتهن، رغبة جامحة بالتفرّد بآرائهن. فموضة الأزياء لم تعد حكراً على السيدات والشابات، إنما تعدّته لتطال جيل صغيرات السن أيضاً.

«سيدتي» تسلّط الضوء على هذه الظاهرة التي باتت موضوع نقاش دائم بين الأمهات وبناتهن، وذلك من خلال جولة ميدانية قامت بها في أحد المتاجر المخصّصة لبيع ألبسة الفتيات الصغيرات.

 

تعكس هذه الجولة مدى «التوافق» أو «التضارب»، في هذا المجال، بين الأمهات وبناتهن. وإذا كانت بعض الفتيات يبدين رأيهن قبل أن ينصعن إلى رأي أو ذوق أمهاتهن، فإن بعضهن الآخر لا يقبل النقاش!

 

أثق بذوقها... ولكن؟!

«أحب مرافقة والدتي إلى السوق لأنّي أثق بذوقها في اختيار ما يناسبني!»، هذه العبارة تمثّل إجابة سيلين حسن (10 سنوات) عن سؤال «سيدتي» حول تجربة التسوّق مع والدتها. وهي تؤكّد أن خيارات والدتها غالباً ما ترضيها، ما يجعل احتمال حدوث أي شجار أو تصادم بينهما شبه مستحيل.

وعمّا يلفتها في موضة الفتيات، تشرح أنّها تميل إلى ارتداء الفساتين أكثر من السراويل، إذ إنها تشعر أن هذه الأخيرة تليق بالفتيان أكثر، كما أنها تحدّ من حريتها في التحرّك. وتضيف: «أسأل دائماً والدتي عمّا يجب ارتداؤه، حين يتعلق الأمر بتلبية إحدى الدعوات الإجتماعية».

أمّا والدة سيلين السيدة عفت حسن فهي تحرص، كما أكّدت لـ «سيدتي»، على القيام بجولة في السوق وتحديد المتاجر التي تودّ زيارتها، قبل مرافقة ابنتها إليها، كسباً للوقت. وتشير إلى أن ابنتها سيلين تميل إلى اختيار الألوان الزاهية، بينما هي تفضّل الألوان الهادئة لها، والتي ترى أنها تناسبها أكثر.

وعن ذوق ابنتها في اختيار الملابس، تقول «إنها ترغب أحياناً في اختيار الملابس العصرية كالتنانير القصيرة والفساتين المزخرفة، ولكنّي أرى أنها غير ملائمة لها!».

 

شجار؟!

بالمقابل، تؤكّد يارا (9 سنوات) أنها تفضّل مرافقة صديقاتها إلى السوق لأنها لا تتفق مع والدتها في اختيار الملابس المناسبة لها. وإذ تشرح أنها تفضّل السراويل أكثر من الفساتين لأنها عصرية ومريحة أكثر، تشبّه الفستان بـ «الموضة القديمة التي تليق بالفتيات الصغيرات السن!». ورغم عدم اتفاقهما في الذوق، إلا أن يارا تهتمّ بسماع تعليقات والدتها حول ملابسها. وفيما تؤكّد السيدة رانيا قرداحي «أن ابنتها تنفرد بذوق خاص في اختيار ملابسها و«اكسسواراتها»، وأن هذا الأمر لا يزعجها بتاتاً»، تنتقد إصرار ابنتها على ارتداء الملابس عينها، في خلال مناسبات عدّة. وتلفت إلى أن ابنتها تهوى «الاكسسوارات»، وخصوصاً الحقائب التي تمتلك مجموعةً منوّعةً منها، كما أنها تفضّل اللون الأسود، وترى أنه يلائمها للغاية. وتضيف قرداحي: «في معظم الأحيان، يحدث شجار بين يارا وبيني حول اختيار الملابس داخل المتجر، ما يستدعي خروجنا بدون شراء أي شيء!».


 

«خط أحمر»

حين يحصل شجار بين الأم وابنتها حول اختيار زيّ معيّن، لا بدّ أن تشهد العاملة في المتجر عليه. وفي جعبة هؤلاء مجموعة من الطرائف المتعلّقة بهذه الحالات. وفي هذا الصدد، تؤكد عبير «أن عدداً من الشجارات بين الأهل وبناتهم، خصوصاً اللاتي تتعدّى أعمارهن العشر سنوات، تدور رحاها في المتجر الذي تعمل فيه»، لافتةً إلى «أن فتيات هذه الفئة العمرية يملن إلى اختيار الملابس العصرية كسراويل «الجينز» وتلك القصيرة، فيما يفضّل الأهل الفساتين والأزياء المحتشمة». وإذ توضح «أن هناك تفهّماً من قبل الفتيات لقدرة الأهل المادية في هذا الخصوص، إلا أن الفتيات يعتبرن أن اختيار أزيائهن هو «خط أحمر»، ونادراً ما يقبلن المساومة عليه!». 

 

 

رولا سعد: تصاميمي تلقى إعجاب الأهل والفتيات في آن!

تمتلك الفنّانة رولا سعد متجراً لبيع الملابس الخاصّة بالفتيات التي تقوم بتصميمها، في أحد المراكز التجارية في ضواحي العاصمة. وتعزو دخولها هذا المجال إلى جانب الفن بـ «أنها لطالما كانت تحلم في صغرها باختيار الملابس و«الاكسسوارات» الخاصّة بها والتي تظهر أنوثتها، مؤكدةً «أنّها تجد متعةً في عملها، خصوصاً أن أزياءها تلقى إعجاب الأهل والفتيات في آن». وتضيف: «تشمل خطوط الموضة العصرية، في هذا المجال، الفساتين القطنية على اختلاف تصاميمها، علماً أنه يكثر حضور هذه الأخيرة في مجموعات دور الأزياء العالميّة».


الموضة العالميّة


تبيّن مجموعة «أرماني  جونيور» (من سن سنتين إلى 8 سنوات) لربيع وصيف عام 2009 حضور اللمسة الرومانسية في أزياء الفتيات، وذلك من خلال استخدام خامات لها ملمس الحرير الممزوج بالكتّان و«الساتان» وصوف «الفسكوزي» الخفيف، لإضفاء لمسة أنثوية إلى الملابس المخططة، مع إضافة زينة لامعة، تشمل رمز النسر الجديد وشعاراً مكتوباً بكريستالات «سواروفسكي» الصغيرة. وتشمل ألوانها كلاً من الأبيض والأزرق والرمادي، مع قليل من الوردي.