أغلى نسخة من القرآن الكريم في معرض الرياض الدولي

يقول مدير جناح الدار النمساوية العارضة الدكتور ميشال سترزل عن نسخة القرآن الكريم الذهبية المعروضة في معرض الرياض الدولي للكتاب: هذه النسخة من القرآن غير مؤرخة، وغير معروف مصدرها على وجه الدقة إما العراق، وإما إيران، ويرجع تاريخها إلى القرن الحادي عشر، وكانت من عمل الخطاط ابن البواب (413هـ- 1022م) الذي كان يعمل في بلاط الخلفاء العباسيين في بغداد عام (750هـ- 1258م)»

 

أداة مساعدة

ماذا عن طبيعة الأوراق الحاملة لكتاب الله؟

تم استعمال الأوراق المطلية بالذهب كحاملة للقرآن الملحق، وما هو إلا أداة مساعدة لتطوير صفحات السور بدءًا من النص.

لماذا؟

هذه النسخة الموجودة في مكتبة ميونيخ في مجلد واحد، مكتوبة على ورق من ذهب؛ لأنّ بريق الذهب يحمل المعنى الإلهي للقرآن، ولون الذهب وثمنه يعنيان أن القرآن يحمل معنى مقدسًا.

وما سر الرقم الكودي «1112» الذي تحمله المخطوطة الأصلية في مكتبة ميونيخ؟

الرقم الكودي الذي تحمله المخطوطة الأصلية في مكتبة ميونيخ يعني القرآن في مجلد واحد، الذي سُمي طبقًا للمصطلحات العربية بكلمة مصحف، وذلك على عكس القرآن المكتوب في عدة أجزاء يسمى «رابعة»، ويحتوي على 184 ورقة مقسمة إلى 367 صفحة بها النص، الورقة الأولى تم تصميمها من صفحة واحدة مزدوجة، أي صفحتين، الصفحة الأولى باعتبارها الواجهة، والتي توحي بأنّ هناك بداية ورقة أخرى؛ أي أنّ الأصل 185 ورقة، والأوراق مقاس 25.8 في 17.5 سم، وكان الشكل الأصلي أكبر، والكتاب بأكمله، وقبل مجيئه إلى المكتبة كان مقطعًا تقطيعًا شديدًا، وقد ظهر ذلك في هوامش الكتاب، التي كانت متآكلة من كثرة الاستعمال، وغير واضحة للقراءة؛ لأن أجزاء من الهوامش المزخرفة كانت مقصوصة.

 

أنماط هندسية

إلى أي شيء تشير الأنماط الهندسية في المصحف الذهبي؟

الواجهة المطبوعة تبين على الصفحة المجزأة تكرارًا لأنماط هندسية، «الشكل.أ»، على الشبكة المربعة تظهر دوائر كبيرة، وما بينها دوائر صغيرة، ومن خلال الدوائر الكبيرة تمر شبكة من القضبان الملتوية، التي تشكل ثمانية أركان تتخللها نجوم ذات أربع زوايا، وعلى مرور الدوائر الأربع هناك مقاطع خطية قصيرة بالخط الكوفي الشرقي، التي يصعب قراءتها بسبب حالة الصفحة القديمة، وربما تشير إلى عدد من الآيات، ومقاطع من النص القرآني، لدى هذه الدوائر والمقاطع لا يتضح بالضبط عما إذا كانت متلامسة أو متشابكة.

حدِّثنا عن كيفية كتابة القرآن الكريم بهذه الطريقة في النسخة الذهبية المعروضة؟

الطلاء المتآكل يجعل خطوط التصميم الأفقية، والرأسية، والمائلة واضحة للعيان، النص القرآني مكتمل الصفحات، ويحتوي على 19 سطرًا، حجم النص ما يقرب من 23.3 في 14.5سم، ما بين السطرين الأساسيين الأول والأخير 21.8 سم، الصفحات التي فيها اسم السورة المكتوب بخط أكبر من الخط العادي يكون بها 18 سطرًا، وتوجد بعض الصفحات القليلة من تلك التي بها 18 سطرًا، أو 17 سطرًا، والنص كُتب بخط النسخ، وبالحبر الأسود على نمط ذهبي شفاف قليلاً، والسطور تشكل نصًّا متكاملاً، الجانب الأيمن منها متساوٍ، والجانب الأيسر حدوده متفاوتة، والمسافات الموجودة مع نهاية الحروف تتجاوز في بعض الأحيان الحافة.

ماذا عن نوعية ورق الذهب المكتوب عليها القرآن الكريم؟

أهم معالم هذه النسخة المأخوذة عن المخطوطة في مكتبة ميونيخ، أنها مكتوبة على صفحتين مذهبتين، لم يبحث عن نوعية الورق المذهب، حيث تمت كتابته بذهب «موشل جولد»، أي ذهب الصدف، والذهب المطحون مخلوط بماء ومادة لزقة، والحبر الذهب كان معروفًا قديمًا لدى العرب والآسيويين، ولكن الصفحات المذهبة لم تكن معروفة للعرب.

 

البرجمانت

هل كانت الكتابة على ورق مذهب معروفة قبل ذلك، ولماذا كُتب هذا المصحف على ورق مذهب؟

استعمال الورق لكتابة القرآن الكريم تم في القرنين العاشر والحادي عشر، والكتابة على الورق تم استخدامها من الصين، وفي القرن التاسع تم الاستغناء عن البردي والبرجمانت واستعيض عنه بالورق، ولكن القرآن ظل لفترة أطول يكتب على البرجمانت، وأقدم قرآن مكتوب على الورق هو مصحف ابن البواب في دبلن (971-972)، وكتابة القرآن على البرجمانت كانت أغلى من الورق وأمتن وأفضل، وهناك القرآن المكتوب على برجمانت ملون، وكان معروفًا لكن كان قليلاً، وكانت أشهر نسخة من القرآن. أيضًا كان مكتوبًا بحبر الذهب على ورق أزرق، ونسخة أخرى مكتوبة بالحبر الأصفر على ورق برجمانت، والنسختان كانتا بالخط الكوفي ومؤرختين في القرنين التاسع والعاشر، والورق المذهب كان متداولاً في عام 618-907، ومن المعتقد أنّ الأوراق المذهبة تم تداولها في إيران وغرب آسيا عام 1400م، وهذا الورق لم يكن مذهبًا.

لماذا لم يستمر استعمال الورق الصيني لكتابة القرآن عليه؟

من الممكن أن نعتقد أن القرآن المذهب في ميونيخ كان يماثل الرسومات في العصر البيزنطي، وكان هذا مثالاً للمسيحيين وخيالاتهم عن عظمة الله، وكتابة القرآن على ورق في القرنين 13- 14 من دون رسومات؛ لأن الرسومات لم تكن موجودة فيه، وقد تمت الاستعاضة عنها بالحروف المكتوبة على خلفية من الذهب، وهذا هو الفرق بين مخطوطة القرآن في ميونيخ وغرب آسيا.