صراعات طويلة وحروب وتحديات كثيرة مرت بها الإعلامية كاريمان حمزة علي المستوي المهني وعملها مذيعة في التليفزيون المصري منذ عام 70 وإلى الآن، حتي علي المستوي الشخصي لاقت مشاكل عديدة في زواجها الأول وفي زواجها الثاني.
أحداث صاخبة ومواقف مؤلمة وقرارات ظالمة عاشتها كاريمان حمزة حتي وصلت سن السبعين من عمرها واختارت أن تعيش الأيام الباقية من حياتها في هدوء بعيداً عن الصخب
تقول كاريمان : انتهيت من تفسير آيات من القرآن الكريم وأحاول أن أجلس مع نفسي خلال الفترة القادمة وكلما حاولت قراءة القرآن أشعر أنني اقرأه للمرة الأولي وهوما جعلني أحس بخوف شديد فقد ظننت أنني وبعد قراءتي لكتاب الله علي مدي 39 عاماً وختم أجزائه أكثر من 1000 مرة وتفسيره في الفترة الأخيرة أصبحت ملمة بأسرار القرآن الكريم ولكن فوجئت بما شعرت به حتي أدركت أن هذا الشعور هو إعجاز القرآن حيث يشعر الإنسان في كل مرة يقرأ فيها كتاب الله أنه يقرأه لأول مرة.
هل صحيح أنك أول سيدة تقوم بتفسير القرآن الكريم ؟!
.. الجميع كان يسألني هذا السؤال وكنت أعتقد أنني بالفعل أول امرأة تقوم بتفسير القرآن الكريم بل إن كل من حولي من المتخصصين والفقهاء كانوا يعتقدون ذلك حتي تذكرت أن الداعية زينب الغزالي هي أول امرأة قامت بتفسير القرآن الكريم ولقد أطلعت علي هذا الخبر قبل وفاتها وعلمت أنها سلمت التفسير إلي دور النشر والطباعة ولكن بعد وفاتها توقفت الطباعة ولم يظهر هذا التفسير للنور. وهو ما كنت أرغب أن أعلنه. عبر مجلة « سيدتي « حتي أعيد الحق لأصحابه فأنا لست أول سيدة تقوم بتفسير القرآن الكريم .
صراعات
كيف ترين نفسك ككاتبة وسط الكثير من المؤلفات ما بين كتب للمرأة أو للأطفال أو السيرة الذاتية رغم أنك مذيعة إعلامية في المقام الأول؟
- التليفزيون المصري له الفضل الأول لما أنا فيه الآن!!
بسبب الصراعات والحروب المستمرة التي كانت تشن علي من قبل الجميع فلقد تعرضت للتحقيق الإداري عشرات المرات إلي جانب إيقافي عن العمل أكثر من 11 مرة وفي كل مرة كنت أحاول جاهدة أن أثبت أنني علي حق وأعود من جديد إلي عملي لأجد الصراعات في انتظاري ومع الوقت أصبحت الكتابة هي المتنفس الحقيقي لي وقلت: رب ضارة نافعة فبعد توقف برامجي بدأت في كتابة العديد من الكتب خاصة أنني درست بكلية الآداب قسم صحافة فلم تكن الكتابة من الأمور الصعبة بالإضافة إلي المقالات والمحاضرات داخل المساجد والجامعات والمؤتمرات التي أشارك فيها في مصر وأوروبا والشرق الأقصي
وكيف بدأ عملك في مجال الدعوة ؟!
عندما كان سني 19 عاماً، كنت وقتها مجرد مستمعة لإذاعة القرآن الكريم وبدأ يخطر ببالي أن أقوم بتفسير القرآن في يوم من الأيام، ووجدت نفسي أنجذب إلى مجال الدعوة الإسلامية وأنا لست أزهرية بل أنني لم أدرس مواد إسلامية فقد تخرجت في كلية الآداب ودرست بمدارس فرنسية .. حتي أصبحت وعلي مدي 39 عاماً وبالتحديد منذ عام 1970 حتي 2009 عاشقة للدراسات الإسلامية المستفيضة ولقد بدأت عملي في التليفزيون المصري ببرنامج ( قرآن ربي ) والذي أراه أفضل برنامج قدمته في حياتي وقد نجح نجاحاً مبهراً وتقبله الجمهور آنذاك تقبلاً غير عادي ومن بعده كان أول إيقاف لي عن العمل !
التليفزيون السعودي
قدمت العديد من البرامج علي قنوات التليفزيون العربية فكيف كان استقبال الجمهور العربي لك؟!
رحبت بي جميع الدول العربية بل أنني كنت أول سيدة تظهر علي شاشة التليفزيون السعودي وقدمت هناك برنامج « أبناء الإسلام « الذي أذيع أكثر من 35 مرة ثم نال جائزة أجمل برنامج للأطفال من اليونيسيف ثم أذيع في التليفزيونات علي مدي عامين .. وكذلك في دولة الكويت وجدت ترحيبا غير عادي ومواقف لا أستطيع أن أنساها من المسئولين هناك فقدمت 200 حلقة من برنامج (رسالة لأختي المؤمنة) كانت مدة الحلقة عشر دقائق فقط .
وتضيف : كنت أراعي في برامجي كيفية النهوض بالأمة الإسلامية من خلال الحديث مع علماء ومشاهير الدعوة
المذيعة المحجبة
ما رأيك في إصرار التليفزيون علي عدم ظهور المذيعة المحجبة ؟!
.. موقف غريب وتحد صارخ لواقع يعيشه المجتمع العربي بل أنه رافض لواجب ديني ، ولقد ذهبت المذيعات إلي القضاء، والحقيقة أنني أحب اللجوء إلي الله وأنتصر في كافة المعارك بعون الله وقوته فقط وأتصور أن الأمر سيكون مختلفاً في الفترة القادمة خاصة وأن رئيسة التليفزيون في هذه الأيام ترتدي غطاء الرأس
صراع مرير
ذكرت في كتابك « تزوجت مجرماً» .. كيف ان بعض الجهات الأمنية كانت ضد إتمام زواجك وكيف كانت تلك المعركة ؟!
.. كانت المعركة فيها نوع من التحدي وموافقتي علي الزواج من هذا الرجل الرائع الذي صوره البعض لي بأنه أسوأ رجل في العالم كانت تحدياً لتلك النظرة !! وحمدت الله علي هذا التحدي ..
ولم يكن زواجي من اللواء كمال هو أول زواج لي فلقد تزوجت قبل ذلك من والد أبنائي الثلاثة ورغم الصراع المرير الذي عانيته في الزواج الأول والذي انتهي بحصولي علي الطلاق بحكم المحكمة إلا أن زواجي الثاني كان نعمة ومكافأة من الله علي صبري ولقد استمر هذا الزواج لمدة ست سنوات دعوت الله أن يطول ولكن إرادة الله شاءت بالفراق حتي تزوجت للمرة الثالثة حالياً وأستطيع أن أسميه زواج الإستقرار والهدوء بعد متاعب الحياة وصراعات العمل ..
ابنتي داليا هي التي أري فيها أنها تكمل مسيرتي فهي حافظة للقرآن ودرست اللغة العربية وتقوم بتدريسها في إحدي المدارس الأجنبية وتحاول جاهدة أن تصل بجمال وسماحة الإسلام إلي كل القائمين علي العمل معها في نفس المكان وإن كنت أخشي عليها من الضغط العصبي الذي تعيشه والذي كنت أعاني منه وأنا في نفس مكانها في بداية طريقي .. ولي من الأحفاد طلال ومحمد وعمر ويحي وكاريمان وعبد الرحمن وعلي.
موسوعة سيد الخلق
وهل من أجل هؤلاء الأحفاد كانت كتاباتك للأطفال ؟!
.. لهم ولأطفال الأمة الإسلامية بالكامل وأعتز بموسوعة سيد الخلق والتي قدمتها في خمسة أجزاء حصلت من خلالها علي تقدير كبير من ألمانيا. ولكن للأسف لم أجد تقديراً لهذا المجهود في بلدي ووجدته من الخارج .
من يعجبك من مقدمي البرامج الدينية علي القنوات المختلفة ؟!
. يعجبني كثيراً الشاب الداعية مصطفي حسني والشابة السورية سلمي هاشم كما أحترم كثيراً الشيخ محمد حسان وأتعجب كيف رغم أنه مصري إلا أن التليفزيون المصري لا يستفيد منه في قنواته التليفزيونية فهو رجل عملاق في الناحية العلمية وقادر علي تبسيط المعلومة الدينية ..
وما رأيك في هؤلاء المذيعات؟
ـ دعاء عامر
لطيفة وبسيطة وتخاطب قطاعاً عريضاً من بنات هذا الجيل .
مني عبد الغني :
تبذل جهداً كبيراً وتحتاج لمن يحسن تقديمها ..
ياسمين الخيام :
سيدة لن تتكرر
شهيرة :
تعجبني كثيراً ونواياها طيبة ولكن في مجال التقديم التليفزيوني كانت تحتاج إلي من يقف بجوارها .
لا رجعة في الإعتزال وماذا عن قرار الإعتزال ؟!
.. لا رجعة فيه ويكفيني ما أعانيه طوال حياتي من صراعات وحروب. كنت أعتقد أنني لن أصل إلي السبعين من عمري بهذه السرعة والآن أرغب أن أتم الباقي من عمري في هدوء بعيداً عن ضجيج العمل الإعلامي أعيش أيامي في قراءة القرآن وتلاوته ومساعدة المحتاج ومتابعة الأحداث ومشاهدة أحفادي وهم يكبرون أمامي ويكفيني كل هذا .