mena-gmtdmp

تنوع جهات الصدقة الجارية

أخبر المصطفى، صلى الله عليه وسلم، أن المرء إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. فقد بدأ المصطفى، صلى الله عليه وسلم، في هذا الحديث بالصدقة الجارية وإذا لاحظنا واقع بعض الناس نجدهم يحصرونها في بناء المساجد ولا شك أن بناء المساجد عمل من أشرف الأعمال، لكن لا ينبغي الاقتصار على ذلك، فهناك أمور يحتاجها الناس ربما تكون في بعض الأماكن أهم من المسجد من جهة توفر المساجد في ذلك المكان وكثرتها والحاجة إلى غيرها من الأمور الفاضلة كحفر الآبار وبناء المدارس ودور العلم.

 حول تنوع مجالات الصدقة الجارية بدأ الشيخ الدكتور صالح بن حمد الحواس، إمام وخطيب جامع العباس في الرياض حديثه قائلاً:

قال عليه الصلاة والسلام: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

إن من مفاخر رسالتنا "الوقف" الذي هو بمعنى الصدقة الجارية بعد ممات الإنسان، وهذه الأوقاف التي حبسها الأخيار على وجوه البر هي الصدقات الجاريات الباقيات والنفقات الخالدات لبحور الأجور، وأصل هذه الصدقة الجارية قوله جل شأنه: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) يقول سبحانه: (إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم) ، قال أهل العلم: «ومن آثارهم الوقف بعد مماتهم»، وفي الحديث: «إن الله تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم زيادة لكم في أعمالكم» رواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبع تجري للعبد بعد موته وهو في قبره، من علم علماً، أو كرى نهراً، أو حفر بئراً، أو غرس نخلاً، أو بنى مسجداً، أو ورث مصحفاً، أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته»، رواه البزار، وأبو نعيم في الحلية، ومعنى كرى نهراً: أي حفره.

سمع بذلك الصحابة فتنافسوا فيه لإحراز قصب السبق؛ قال جابر رضي الله عنه: ما بقي أحد من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، له مقدرة إلا وقف.

 

وحدث الشيخ طاهر بن محمد المجرشي، إمام وخطيب جامع الخراشي بالرياض، وأحد رجال التربية والتعليم فقال:

الصدقات الجارية منها:

< تعليم الأفراد تلاوة القرآن أو المساهمة أو تبرع بالمساعدة لأماكن تعليم القرآن الكريم.

< المساهمة في بناء مسجد أو بيت من بيوت الله فعندما يدخل المسجد إنسان ليصلي أو ليتلقى علماً تكون حسنة لك في دنياك وآخرتك.

< كفالة يتيم قال صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة» وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى. صدق رسول الله حتى ولو بعشرة ريالات أو زيارة دار للأيتام لتمسح على رأس يتيم لتأخذ بعدد شعر رأسه حسنات.

< المساهمة في بناء المستشفيات ولو بالدواء المتبقي عندك ولا تحتاجه، لإعطائه للفقراء والمساكين أو شراء أجهزة لتلك الأماكن أو التبرع بالمال، وتكون أيضاً صدقة جارية بالحياة والممات.

< شراء الأطراف الصناعية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وعجلات المعاقين والكراسي المتحركة وسماعات الأذن ونظارات طبية.

< التبرع بنظاراتك الطبية القديمة لمن يحتاجها من ضعاف البصر.

< التبرع بالدم لمن يحتاج من المرضى والمصابين.

< وضع طبق به حبوب للعصافير والطيور المحلقة بجوار منزلك لتأكل منه.

< توزيع المصاحف (تكون علماً ينتفع به) لك في الدنيا والآخرة وتوجد أيضاً مراكز إسلامية في بلاد أجنبية من الممكن أيضاً توزيع المصاحف لها.

< توزيع مصاحف بلغات أخرى مثل لغة الزولو أو اللغات الآسيوية لهذه البلاد، لأن هنالك حملات تنصير كبيرة بهذه البلاد فلماذا لا ندعو هذه البلاد للإسلام.

< المساهمة في عمل الأكفان والمشاركة في سيارات الموتى، لأنه يوجد بعض الفقراء لا يجدون ما ينقل موتاهم ولا يجدون ثمن الكفن لديهم ولا يجدون من يقوم بتغسيلهم، فالمشاركة في هذا عمل عظيم الثواب.

< إنشاء المقابر لدفن الموتى فيها بشراء أرضها وتهيئتها للدفن.

< إذا كنت مدرساً لماذا لا تساعد الطلبة الفقراء على استذكار دروسهم ويكون علما ينتفع به وينير لك قبرك.

< عمل صنابير مياه في الأماكن النائية لتكون صدقة، لأنها تروي العطشى ويتوضأ بها المسلمون لأداء الصلاة وتكون أساساً للنظافة لهم وإن النظافة من الإيمان، وأيضاً يمكن التبرع لهؤلاء الناس بجراكن المياه الفارغة والزجاجات الفارغة لملء المياه من أقرب نبع ماء أو صنبور ماء في هذه الأماكن النائية وبالفعل يوجد أناس بحاجة لهذا الشيء البسيط وعظيم الثواب.

< حفر بئر حتى يشرب منها أي إنسان أو طائر أو حيوان.

< عمل مجموعة إسلامية وإرسال رسائل دينية للمجموعات.

<التبرع بسجادات الصلاة لكي يصلي بها المسلم وتنال الثواب في كل صلاة ومستلزمات المساجد.

< إعطاء دروس للعلم تفيد الناس بما تعلمته سواء بالعلم أو الدين.

< التبرع بالدم أو صفائحه.

< إذا كنت تجيد تلاوة القرآن وتفسيره فعليك بتعليم القرآن للناس «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» وأيضاً إذا كنت تعرف الأحاديث النبوية الصحيحة فعليك أيضاً بتعليمها للناس.

< توزيع الأقراص المدمجة الدينية والعلمية والأشرطة.

< عمل مطبوعات دينية وعلمية ونشرها.

< التصدق بالملابس والبطاطين للفقراء.

< شراء لبن أو حليب للأطفال وأيضاً البامبرز والأطعمة والأدوية.

< إرسال راتب شهري لغير القادرين أو حتى مبلغ قليل للفقراء، فالخير في القليل الدائم أفضل من الكثير المنقطع.

< توريث المصاحف والكتب الدينية والعلمية.

< تعليم الفقراء المحتاجين مهنة تجعلهم يكسبون منها رزقاً حلالاً يعينهم على الحياة أفضل من أن يتسولوا.

< تمويل الفقراء بمشاريع بسيطة وصغيرة مثل بيع الورود أو الكتب الدينية وكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا جاء أحد وتسول منه أعطاه درهمين ليشتري أدوات التحطيب ويحتطب بدلاً من التسول.

< تأهيل المعوقين للعمل لكي يكتسبوا رزقاً حلالاً طيبا.

< التبرع لإنشاء مستوصفات بأجور رمزية.

< إعداد قوافل الخير بالقرى