المـرح.. 10 نصائح فهل تبتسمين؟

تؤكد النظريات والكتب والدراسات الحديثة ـ إضافة إلى الطرق العلاجية التي تعتمد على الضحك ـ على أن الصلة وثيقة بين الإحساس بالحب والسعادة، فالفرق واسع بين الذين يعيشون حياة زوجية مستقرة، ويتمتعون بمناعة قوية، وبين آخرين يعيشون التعاسة والفشل والملل والاكتئاب، فتنقص المناعة لديهم! عن هذا المزج يحدثنا الأطباء النفسيون أو الأطباء البشريون.. وإليكم تفاصيل هذا الخبر..


قديماً قال الحكماء: «إنْ أردت أن تعرف إنسانًا، لا تناقشه، وإنما راقب ضحكاته، ومنها تصلك كل صفاته دون رتوش أو خداع»، وعن أهمية الضحك وخفة الدم وجاذبية المرح، أكدت دراسة مصرية، أجراها مركز البحوث القومي أن خفة الظل تمثل 20% من أسباب السعادة والاستقرار العائلي، إضافة إلى حرص الراغبات في الزواج على توافر صفة المرح والابتسامة عند اختيارهم لشريك الحياة.

ويرى الدكتور أنور الإتربي، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة، أن الزوجة البشوش تقبل  بتقصير أو عجز شريك حياتها، وتستطيع أن ترفع عن كاهله أعباء الحياة القاسية، فالأبحاث العلمية أثبتت أن المتزوجين السعداء يعيشون عمرًا أطول، وفى أمثالنا القديمة قالوا: «الزوجة المِفرْفشَة جوزها عندها من العِشَا»، ففي المرح والابتسامة تبسيط للدورة الدموية، بتحريك عضلات المعدة، مع انتعاش للقدرات العقلية، كما أن الضحك يقوم بنوع من التدليك لجميع الأعضاء الداخلية للجسم، والتركيب الكيميائي للدم يتغير بالضحك، ويصبح أكثر صفاءً، وفي النهاية منْ يضحك أكثر يستمتع أفضل في علاقته الحميمة بزوجته.

 

للزوجة أقول

أما الدكتور يسري عبد المحسن، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، فهو يرفع الضحك والابتسامة شعارًا له، ويضعه منهجًا وأسلوب حياة لكل زوجة تعاني من الخلافات، أو تشعر بالضيق والتوتر والتعب من توالي الأزمات، فيقول: لتكن الابتسامة أول ما تبدئين به يومك مع فنجان قهوة الصباح، فالوجه البشوش الباسم، والعيون والشفاه الضاحكة، تجعلك أجمل، وتضفي على بشرتك النضارة واللمعان، عكس الوجه العابس، الذي يُسرع بالترهل وتتسرب إليه التجاعيد.

 

هرمون الحب

وعن «الحب والضحك والمناعة و..» اتخذ الدكتور عبد الهادي مصباح عنوانًا لأحدث كتبه، حيث يقول: «إن كان الحب بنّاءً أو ناجحًا، فهذا يفيد جهاز المناعة ويُقويه، بدليل أن السعداء في حياتهم بعيدون عن الأمراض، والعكس صحيح، فعندما يحب الإنسان هناك مجموعة من المواد الكيميائية والهرمونات تؤثر في الحالة النفسية، وكلها موصولات عصبية تُشعر الإنسان بالهمة والسرور والسعادة، كما أن مادة «الأدرينالين» التي تؤثر في نبضات القلب وبرودة الأطراف، وغيرها من علامات المحبين، تؤثر بنفس الطريقة في الجهاز المناعي.

ويحذر الدكتور عبدالهادي مصباح المرأة، في كتابه، ويقول: «إن الرجل يفرز كمية أقل من المرأة من هرمون (الأوكتسيتوسين)، والذي يطلق عليه (هرمون الحب)، وهو يزيد من قوة العلاقة الحميمة بين الزوجين، لهذا أنصح كل زوجة بالتعبير عن مشاعرها للرجل ـ الزوج ـ خاصة أنها أكثر شعورًا بالحب منه، نتيجة لوجود هذا الهرمون بكمية أكبر في جسمها».

 

سعادة الأسرة

وحول أهمية الابتسامة والسعادة والحب، يرى الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية، والحاصل على جائزة الدولة في الطب النفسي أن صفة البشاشة والمرح والقدرة على الدعابة إنْ تحلت بها الزوجة فهي مسؤولة عن %70 من استمتاع الزوجين معًا بحياتهما الأسرية، فابتسامة الزوجة ضرورية لتخفيف حدة التوتر بالنسبة للزوج وأفراد الأسرة، ولإشاعة جو من البهجة والمرح والمزاح.. مما يُخفف من الانفعالات وحدة التوترات.

 

 

أكدت الخبيرة في الشؤون الصحية لوريتا لاروش الفرنسية في أحد أبحاثها: «أن الضحك 100 مرة في اليوم يوازي 10 دقائق من رياضة التجديف، ومنْ يضحك أكثر تزداد مكاسبه من 30 إلى 40 %، وكلما طالت مدة الضحك، وارتفع الصوت كانت الفائدة أكبر، حيثُ تزداد ضربات القلب، وتنشط الدورة الدموية، ويتم توزيع الأوكسجين على خلايا الجسم»، ولذلك ننصح بالضحك 7 مرات يوميًّا على الأقل، فهو أرخص دواء، ولا يحمل آثارًا جانبية.

 

 

نصائح تهمك:

يضعها لكل زوجة الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي بقصر العيني، وتضم معلومات وإرشادات ونصائح:

- الضحك تيار كهربائي يسري من العقل إلى القلب، يدغدغ المشاعر، فاعلمي أن ضحكاتك ستسعد قلوب منْ حولك.

- ركِّزي على أن تبدو ضحكتك وسعادتك  في البيت، كي تضفي جوًّا دافئًا محببًا على أسرتك.

- إنْ ضحكت أكثر سيزداد تأثيرك الإيجابي على الآخرين، عكس المرأة العابثة جادة الملامح.

- اعلمي أن الابتسامات: بيضاء صادقة، صفراء زائفة، سوداء يائسة، وابتسامة خجْلى، وأخرى منافقة، أو قلِقة، أو غامضة، وكلها تظهر للزوج، فلا تمثلي!

- الضحك رياضة لعضلات البطن والحجاب الحاجز، حيثُ يخرج «ثاني أكسيد الكربون» بكميات كبيرة، ويعمل على تجديد الأوكسجين بالرئتين، مما يُشعرك بالراحة.

- الضحك أسلوب حضاري يكوّن توازنًا نفسيًّا أمام ضغوط الحياة التي تصادفك.

- منْ تمتلك الحس الفكاهي والقدرة على الإضحاك، أو ابتكار جو من المرح أكثر ذكاء أو أقل تعرضًا للأمراض النفسية.

- الضحك والتفاؤل يحميان القلب وينظمان الجهاز الهضمي والعصبي، عكس الاكتئاب أو انقباض النفس، الذي يُفقدك الشهية ويتسبب في إصابتك بالأمراض.

- تعلمي كيف تتسامحين مع الأحداث اليومية المزعجة وتتخطينها.

- انظري دائمًا إلى المستقبل، واهتمي بالناس لا بالأشياء من حولك كي تدركي مغزى الحياة، أو تجدين أسبابًا للمرح والسعادة.

 

مشاريع للإضحاك!

- في عام 1991 افتتحت أول عيادة متخصصة في العلاج عبر الضحك في بريطانيا، وكانت آلام المريض (فوزمان كوزيس) بالعمود الفقري أولى تجاربها، والتي شفي منها خلال فترة قياسية.

- في التليفزيون الألماني يوجد أكثر من 10 ساعات إرسال ضحك يوميًّا، بالإضافة إلى محطات الفكاهة الفضائية بالعالم.

- أعلن باحثون بجامعة (فاندر يلت) بولاية تنستي الأمريكية أن الضحك لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة يوميًّا يؤدي إلى خفض وزن الجسم بمقدار (كيلو جرامين) سنويًّا.

- قال باحثون من جامعة «ميريلاند» الأمريكية: إن الضحك الذي يصاحب الأفلام الكوميدية يؤدي إلى توسيع الشرايين، بينما يتسبب الضغط الذهني والعصبي إلى تضييقها.