كيف تتحولين من ربة منزل إلى سيدة أعمال ناجحة؟

في قاموس لغة الأعمال، ليس من السهل اتخاذ قرار حول تحقيق الرغبة في التحول من ربة منزل إلى سيدة أعمال ناجحة، ولكن إن لم يكن ذلك سهلا، فهو ليس بمستحيل، والسر هنا يكمن في البحث والتخطيط.

والأخبار الجيدة هو أنه لم يعد هناك في وقتنا الحاضر، الكثير من القيود حول الانطلاق إلى ميدان العمل بالنسبة للمرأة، فهي تستطيع كالرجل أن تبدأ سيرتها المهنية بشكل متواضع، ومن ثم تنتقل إلى عالم الشهرة، وتصبح سيدة أعمال مرموقة في المجتمع... فما الخطوات اللازمة لهذا الانتقال؟

 

 

تحديد الاهتمامات

في دراسة لمعهد المهن الصناعية والتجارية الصغيرة المسمى «سيناك» في مدينة ساو باولو، حاول عدد من الخبراء البرازيليين المختصين بتطوير الأعمال، إلقاء الضوء على نقاط مهمة، يمكن أن تكون دليلا للمرأة حول نقطة الانطلاق نحو دنيا الأعمال وتحقيق رغبتها في سلوك طريق الأعمال، وأكد الخبراء في بداية الدراسة أن المرأة بحاجة أولا لتحديد رغبتها في الانتقال إلى عالم الأعمال، وكذلك تحديد المجالات التي يمكن أن تحقق النجاح فيها، وأضافت الدراسة أن أول ما تحتاجه المرأة هو توفير المساحة اللازمة لتصور مشروع في ذهنها طبقا لإمكاناتها، ومهما تكن فكرة المشروع صغيرة، فإن احتمالات التطور لاتغيب عنها، وكثيرات هنَّ اللواتي بدأن سيرتهم بمشاريع صغيرة ومتواضعة، ومن ثم كان النجاح حليفهن فدخلن عالم الشهرة.

 

منذ الصغر

سيدة الأعمال البرازيلية فيرا فولباتو (49 عاما)، العاملة في مجال منتجات التجميل النسائية المستخرجة من النباتات الاستوائية في غابات الأمازون، والمحاضرة في معهد «سيناك» قالت إن الاهتمامات تبدأ من الصغر، ومن ثم تتطور مع التقدم في العمر، وتعتمد هذه الاهتمامات على قوة الملاحظة عند المرأة، فالفتاة الصغيرة التي تكون في السيارة مع والديْها، تبدأ بالتفكير عندما يوقف والدها السيارة في محطة البنزين لتزويدها بالوقود عن سبب وجود طابور طويل من السيارات بانتظار تزويد سياراتهم بالوقود، تفكيرها هنا ينصب على ناحيتين متعلقتين بأسباب طول طابور السيارات.

الناحية الأولى: هو أن وجود الطابور الطويل للسيارات ربما يكون دليلا على أن محطة البنزين جيدة لا تغش الوقود.

الناحية الثانية: هي أن أسباب طول طابور السيارات ربما ناجم عن حسن استقبال العاملين في المحطة للزبائن. مثل هذا الموقف يمنح الفتاة الصغيرة القدرة على إدراك الأسباب ومن ثم التمييز بينها.

وأضافت فيرا التي شاركت في إعداد الدراسة، أن هناك عاملين في غاية الأهمية يجب أن تتمتع بهما المرأة التي تريد دخول عالم الأعمال، الأول هو حبها الكبير للمشروع الذي تنوي الانطلاق به، والثاني هو التمتع بروح قتالية من أجل التغلب على المصاعب التي ستواجهها في إطلاق مشروعها.

 

وضع اليد على العمل

أوضحت فيرا أن الخطوة الأولى لوضع اليد على ما تنوي المرأة القيام به، هو التخطيط للمشروع وتنفيذه دون التفكير بالمستقبل القريب جدا للمشروع، طالما أن الهدف هو الانطلاق بعيدا، والتفكير بالمستقبل البعيد، ذلك لأن كل البدايات تصطدم بمعوقات، فإن كانت الروح القتالية ضعيفة لدى المرأة، فإن المستقبل القريب الفاشل قد يقضي على فكرة المشروع، الذي ربما يكون مصير نجاحه بحاجة لوقت أطول، وأوردت فيرا إحصائية مهمة تقول إن نحو 90 % من مشاريع الأعمال التي تبدأ بها المرأة تفشل بعد عام من انطلاقها، لأن معظم اللواتي بدأن المشاريع يفكرن في الربح السريع في المستقبل القريب، وفي حال عدم تحقق ذلك، فإن فكرة المشروع ربما لا تخرج عن الورق.

 

الأفكار الضخمة لا تُفيد

 وتأييدا لطروحات فيرا حول كيفية انطلاق المرأة بأفكارها عن مشاريع الأعمال، أكد خبراء آخرون شاركوا في إعداد الدراسة، بأن التفكير في مشاريع الأعمال بروح متضخمة منذ البداية، لا يفيد نقطة الانطلاق باتجاه إنجاز مشاريع الأعمال، ونصحوا بضرورة التفكير بمشروع صغير في البداية لتخطي حاجز الصعوبات، ومن ثم التدرج في تطوير الأفكار، كلما نجحت خطوة من خطوات البداية.

وقال الخبراء إن التفكير بشكل ضخم ينجم عادة عن عدم تقوية الأساس الذي تبنى عليه فكرة القيام بمشروع عمل ما، ولذلك فإن الأمر الأكثر أهمية من ضخامة الأفكار، هو بناء الأساس القوي لهذه الأفكار، وشبَّه الخبراء هذه الناحية بذلك المريض الذي يود الشفاء من مرض بسرعة قياسية دون الأخذ بعين الاعتبار خطوات تشخيص المرض، ومن ثم تحديد العلاج، وبعدها تناول الأدوية المناسبة.

 

تحديات أخرى

أكدت سيدة الأعمال فيرا أن البداية هي أكبر تحدٍّ بالنسبة للمرأة، ثم تليها المعرفة التقنية بالمشروع الذي تنوي إطلاقه في الخطوة الأولى نحو دخول عالم سيدات الأعمال، أما التحدي الثالث فيكمن في المعرفة الكافية بالسوق، ومن ثم يأتي التحدي الأكبر، وهو تشكيل الفريق الذي سيساعدها للانطلاق بالمشروع، والتحدي الخامس هو تحديد الأهداف العامة للمشروع، ومن ثم التفكير في الإدارة، أي إدارة المشروع، وأخيرا الاطلاع على البيروقراطية الموجودة في الدولة، والتي قد تعيق أو تؤخر انطلاق المشروع.

 

الاستقرار العاطفي

وتابعت فيرا قائلة: إضافة للتحديات المذكورة هناك الجانب الإنساني للمرأة، والذي يتمثل في الاستقرار العاطفي، فعدم الاستقرار العاطفي لها يحول دون نجاحها في كل الميادين؛ لأن الاستقرار العاطفي للمرأة يعتبر أمرا حيويا جدا للتغلب على التحديات، فبه تستطيع المرأة استيعاب الآخرين والتعامل معهم بشكل متوازن، وتتمكن من كسب تأييد الآخرين لها ولمشروعها. وأوضحت الخبيرة البرازيلية، أن الاستقرار العاطفي للمرأة التي تدخل عالم الأعمال يجعل الفريق الذي يعمل معها يثق بها وبقراراتها، وأكدت أيضا أن الاستقرار العاطفي الذي يُقصد به عدم معاناة المرأة من أي خلل بسبب علاقة زواج فاشلة أو حب فاشل، يجعل مواجهة التحديات في طريق تنفيذ مشروعها أمرا سهلا مقارنة مع امرأة منشغلة بعلاقة معقدة تسد أفق تفكيرها وتحرمها من الإبداع.