مساحة صديقة للطبيعة خاصّة باستقبال الضيوف

من اللافت أن يبني المرء مكاناً خاصّاً باستقبال ضيوفه، بجوار قصره! فهذه المساحة، التي حرص المالك عبد العزيز سليمان العفالق على إطلاق إسم «مجلس» عليها، تعكس صداقةً للبيئة، وتضافرت خامات الحجر والخشب والزجاج لهذه الغاية، فساهمت الطبيعة في تشكيل عنوان هذا المكان، من خلال إحاطتها به واستخدامها الأمن في هندسته وديكوره الداخلي. وقد أشرف كلّ من المهندس الدكتور فريد قاصوف والمصمّمة كاتيا طرابلسي على هندستها من الألف حتى الياء.

يشهد الــبــنــاء الــخـارجـي عـلـى حـضـور الحجـر الملوّن، كما الخشب الذي أدمج معه بعد دراسة معمّقة، فيما يكلّله القرميد الأحمر. وتشي التفاصيل بكلاسيكية تجمع بين الأناقة والبساطة، في حين

ترتفع السلالم المستقيمة ضمن خطّ أفقي أمام الضيوف، مستبعدة الطابع الرسمي المعهود.

 

مساحة داخلية رحبة

تسمح المساحة الداخلية الرحبة للعين في التجوال بحريّة بين الجلسات القابلة لإعادة الترتيب حسب عدد الضيوف وطبيعة اللقاءات.

وبصورة عامّة، يمكن ملاحظة نقاط ارتكاز تتوزّع الجلسات حولها، تتمثّل، في: المساحة الواقعة تحت النوافذ الأربع والمدفأة. وحتّمت الأرضية المنحدرة بناء طابق سفلي إضافي خصّص لاستضافة المطبخ ودورات المياه.

ويبدو الأثاث عصرياً، يتغنّى بألوانه الزاهية. وفي هذا الإطار، تتألّف الجلسة الأولى من أريكة جلدية برتقالية كبيرة، يحوطها مقعد ينتمي إلى الخامة واللون نفسهما، إضافة إلى كرسيين يمتازان بمساندهما الخشبية، منجّدين بقماش مطبّع.

وتجمع الجلسة الثانية بين الجلد والتويد (النسيج الصوفي الخشن)، ويسجّل حضور الكرسيّين في الجلسة الأولى تكراراً له في الجلسة الثالثة، حول المدفأة التي يعلوها تلفاز، بالإضافة إلى أريكتين بيضاوين.

أمّا الجلسة الرابعة، فتسجّل طرازات غير مألوفة لكن لافتة، يحوطها زوج من المزهريّات. وإذ تبدو غرفة الطعام بسيطة بتصميمها، تتّسع لأربعة عشر كرسياً، إلا أنّها قابلة لأن يدمج فيها عدد من الكراسي الإضافيّة.

 

خامة الخشب

يلعب كلّ من الخشب والحديد دورهما المعماري والفنّي في آن في هذا البناء.  وعدا عن إيحاء الخشب بالدفء، يبدو استخدامه موفّقاً ضمن هذه الطبيعة الجبليّة.

ويشرح المهندس الدكتور فريد قاصوف لـ «سيدتي» أن «استخدام الخشب الطبيعي الغني يتطلّب الإستعانة ببعض مواد الحديد الفنية اللاقطة»، مضيفاً: «أن لكل قطعة، مهما كانت صغيرة، دورها المحوري في هذا البناء، بحيث إذا تمّ إلغاء «برغي» واحد يسقط!».

وتحجب مجموعة من اللوحات الفنيّة تصوّر قصر المالك ومجلس ضيوفه أجهزة تبريد.  ويكسو كلّ من «السيراميك» والبلاط الأرضيّة بألوان تكسر الملل.

 

للاطلاع على الصور بشكل أوضح زوروا استوديو "سيدتي"