3 وجهات سياحيّة ترضي الأذواق المختلفة

سواء كنتم من هواة المغامرات أو تفضّلون الإبحار في التاريخ والآثار أو «المتاهة» في الأسواق التجارية والتسوّق، يشكّل هذا «المشوار» ضالتكم! إذ تنقلكم «سيدتي» إلى ثلاث وجهات سياحيّة تناسب كل واحدة منها ما تنشدونه من رحلتكم، وتتمثّل هذه الأخيرة، في: شلالات فكتوريا في زمبابوي والعاصمة الاسبانية مدريد ومدينة ميلانو الإيطالية.


رحلة إلى شلالات "فكتوريا" لهواة المغامرات

تـقع هذه الشلالات في جنوب «زامبيا» في القارة الافريقية، على الحدود مع «زمبابوي» في مدينة «ليفينغ ستون» Livingstone الصغيرة، التي لا يتجاوز عدد سكّانها عشرة آلاف نسمة. وقد أُطلق على هذه المدينة اسمها الحالي، بعد أن زارها الرحّالة الأوروبي الدكتور دافيد ليفينغ ستون David Livingstone الذي شاهد هذه الشلالات وعرّف العالم إليها في عام 1855، ثم سمّاها باسم الملكة فكتوريا! لكن، سبق للسكّان المحليّين أن اكتشفوا هذه الشلاّلات وكانوا يسمّونها Mosi-oa-Tunya أي «الدخان الراعد» نظراً إلى الغيوم المائية القوية، التي تتكوّن عند مصبّها نتيجة قوة المياه التي يصل ارتفاعها إلى خمسين متراً.

يبلغ عرض شلالات فكتوريا الواقعة على نهر «زامبيزي» 1700 متر، وارتفاعها 128 متراً. وفوق النهر، سوف تجدون أربعة جسور، لعلّ أكثرها روعةً هو الجسر الذي يقع بعد هبوط الشلالات والذي يصل طوله إلى 198 متراً وارتفاعه إلى

94 متراً عن مياه النهر.

تشكّل هذه الرحلة إلى واحد من أروع مواقع العالم متعةً حقيقيةً، إذ ستتمكّنون خلالها من القيام بعدد من النشاطات كالقفز بالمنطاد والتجذيف في النهر واستقلال طائرة مروحية سياحية للتمتع بمشاهدة الشلالات والنهر والحدائق المحيطة بهما التي تسرح فيها الحيوانات البريّة المختلفة كالزرافات والأسود والفيلة وغيرها، وذلك ضمن إطار طبيعي ساحر لم تمسّه الأيادي البشرية! بالإضافة إلى هذه النشاطات، يمكنكم القيام بجولة على متن إحدى السفن السياحية أو داخل سيّارة رباعية الدفع أو القيام بجولة على ظهر الخيل أو الفيل برفقة دليل سياحي، لاكتشاف المنطقة، بالإضافة إلى التنزّه على الجسر الواقع بعد هبوط الشلالات، للتمتع برؤية بانورامية ساحرة على المكان!

وبعد نهار «مغامراتي» شاق ومتعب، تنتظركم في القرية التي تحتضن الشلالات مجموعة من المطاعم المتميّزة، بالإضافة إلى فنادق و«شاليهات» ومنازل معدّة خصيصاً لاستقبال الزائرين الذي ينشدون الراحة والهدوء.



رحلة إلى مدريد لهواة الإبحــار في التاريخ والآثار

تـقدّم العاصمة الاسبانية مدريد مجموعةً لا يستهان بها من الآثار التي تركت بصماتها على مرّ العصور، فقد احتفظت هذه المدينة بعدد كبير من الأعمال الغنية كبقايا القلاع العربية والكنائس ذات الطراز القوطي أو الأعمال الأولى لعصر النهضة. وتجدر الإشارة إلى أن اسم «مدريد» مشتقّ من العربية «ماجريت» Magerit أي «أم المياه»، وهو الاسم الذي تحمله القلعة المبنية على حافة نهر «مانزنارس» Manzanares في مدينة قرطبة التي ازدهرت خلال الهيمنة العربية عليها طيلة مئتي سنة! إلا أن قرطبة، اليوم، لا تحتفظ سوى ببعض القلاع وبقايا القلاع وعدد قليل من الأبراج التي تحوّلت في ما بعد إلى أبراج للأجراس. وبعد وصول البيت النمسوي إلى العرش، ابتداءً من القرن السادس عشر والذي بلغ أوجه في القرن السابع عشر، رسمت بداية السمات المهيبة للمدينة وبرزت في محلة «مدريد دو لوس أوسترياس» Madrid de los Austrias حيث تتمركز «بلازا مايور» Plaza Mayor مجموعة من الصروح الدينية ذات قيمة فنية عالية. أمّا الواجهات «الساذجة» لهذا الطراز الباروكي فتتناقض تماماً مع الفخامة الداخلية للقصور! وقد ترك القرن الثامن عشر أثره «النيو كلاسيكي» في هذه المدينة، وذلك من خلال المجموعة الهندسية الساحرة للقصر الملكي ومن خلال حدائق «ساباتيني» Los Jardines de Sabatini و«كامبو ديل مورو» Campo del Moro في قلب العاصمة. كما أن بازيلية «سان فرانسيسكو الكبير» San Francisco El Grande وينابيع «بازيو ديل برادو» Paseo del Prado وجسر «توليدو Toledo  ومتحف «برادو» Prado و«بويرتو دو ألكالا» Puerta de Alcala... كلّها أمكنة تعبّر عن فخامة هذا الطراز.


ورغم أهمية إرثها الهندسي المعماري، إلا أن ثروة مدريد الكبيرة تكمن، بدون شك، في معارض الرسوم، حيث تبرز ثلاثة متاحف قريبة من بعضها البعض، تتطابق زيارتها مع ما يطلق عليه اسم «نزهة الفن»!



رحلة إلى ميلانو لهواة «الشوبينغ»

تـعتبر مدينة ميلانو عاصمةً للمال والأعمال... والأناقة أيضاً. هنا، لن يجد السائح صعوبةً في التنقل بين محالها و«بوتيكات» الموضة التي تنتشر فيها، علماً أن لهذه المدينة نقطتي ارتكاز، تتمثلان في: 

- المدينة الأرستقراطية القديمة المتمركزة حول ساحات «ماجنتا» Magenta و«مونفورت» Monforte و«غاريبالدي» Garibaldi  و«تيسينيز»  Ticinese، فضلاً عن طرق «بالسترو» Palestro و«بريرا»  Brera و«كونسرفاتوريو» Conservatorio، وفي أسرار منازل «نافيغلي» Navigli المرمّمة حديثاً بشرفاتها الطويلة (مناطق الاقنية)، وفي الساحات الداخلية ضمن  شبكات من الحديد المطروق لـ «كابوتشينو»» Cappuccino و«لانزون»  Lanzone .

- المربّع الذهبي المرتكز على الإيقاع الجامح لطرق «ديلا سبيغا» Della Spiga و«سانت اندريا» Sant’Andrea و«مونتي نابليون» Montenapoleone  و«مانزوني» Manzoni حيث الأسماء الشهيرة في عالم الموضة...      

وإذا صودف وجودكم في ميلانو أثناء فترة التنزيلات الشتوية الممتدة بين 15 يناير (كانون الثاني) و15 فبراير (شباط) والتنزيلات الصيفية الممتدة بين 15 يوليو(تمّوز) و15 أغسطس (آب) فننصحكم بالتوجّه إلى محلات «ايل سالفاغانتي» Il Salvagente و«فستيستك» Vestistock و«اترو» Etro. أمّا خارج فترة التنزيلات فيمكنكم التوجّه إلى «كومو» Como التي تبعد حوالي ساعةً عن ميلانو بواسطة القطار، حيث ستجدون «بوتيكات» تعرض أزياء كبار المصمّمين، بأسعار أدنى بحوالي 60% من المحال العادية، طوال أيّام السنة. كما يمكنكم أيضاً التوجّه إلى مجمع «سيرافال» Serravalle، بواسطة القطار من المحطّة الرئيسية Stazione Centrale أي في ميلانو، وصولاً إلى محطّة «سيرافال سكريفيا» Serravalle Scrivia، ثم استقلال الباص للوصول الى المجمع، حيث ستجدون ما يناهز مائة محلّ كـ «فيرساتشي» و«كافالي» و«دولشي أند غابانا» وغيرها الكثير تبيع البضائع بأسعار أدنى بنسبة 50% طوال أيّام السنة!