ماذا تقول التركيات عن مسلسل "نساء حائرات"؟

6 صور

المسلسل التركي الناجح "نساء حائرات" الذي عرضت نسخته المدبلجة للعربية عبر شاشة MBC، يقدّم حالة من التعمّق بقضايا اجتماعية وثقافية وعائلية لعدة عوائل تربطها الصداقة المتينة بين النساء.
"سيدتي نت" تلقي الضوء على بطلات هذا العمل وقصته وحول إذا ما أصبح التركيز على العلاقات النسائية علامة درامية فارقة في الدراما التركية والعربية؟

من ياسمين السيدة الثلاثينية الجميلة المنفصلة والتي تعيش وحيدة مع ابنتها المراهقة، وتختلجها مشاعر الحب الجديد ورغبة تعويض فراغ الماضي، مع الخوف من المستقبل عبر حالة من الفطرية والبساطة القريبة للكوميديا والتي تجسّدها النجمة سونغول أودين، إلى نرمين والتي تقدمها النجمة بينوو يلدرملر التي اشتهرت لدى الجمهور العربي بشخصية فكرت بمسلسل "الأوراق المتساقطة"، حيث الشخصية الجدية، الصارمة والمهووسة بالنظافة والنظام بطريقة تتسبّب بقلق حياتها الزوجية وهجران الزوج وخيانتها ونفور الأبناء وخداعها، إلى رفيف السيدة الجميلة والناجحة التي تحوّلها أمومتها لأربعة أطفال صغار إلى امرأة فاقدة للسيطرة وتعاني من أزمات عديدة بسب ضغوطات الحياة، وأيضاً الحسناء زيزي التي تعاني غيرة الزوج والتراجع الاقتصادي والمضايقات من حولها لفتنتها والتي قدمتها الحسناء افريم سولماز ملكة الجمال التركية السابقة، إلى أمل الشابة المطلقة والباحثة عن الزوج بالتنافس مع ياسمين.
المسلسل الذي يحاول خلق الرابطة عرض وضع السيدات بمنطقة واحدة كجارات، ينتقل من قصة لأخرى ومن عائلة لأخرى عبر المحور القصصي حول صديقتهم المنتحرة.
آراء النساء التركيات
"سيدتي نت" استعرضت آراء الشارع النسائي التركي حول حقيقة قرب فكرة "نساء حائرات" من الواقع الاجتماعي التركي، عبر التساؤل حول العلاقات النسائية في الواقع المعاصر هل لازالت سمة يومية أو علامة فارقة في حياة السيدة التركية؟
السيدات التركيات لم تتباين آراؤهنّ كثيراً حول الموقف من العلاقات الاجتماعية النسائية التي تقدّم المسلسل محوراً لها. وقد كان هنالك شبه إجماع على تفضيل العلاقات الأسرية أو العاطفية على العلاقات الاجتماعية النسائية. كما بيّنت بعض السيدات أن النوع الذي تقدّمه "نساء حائرات" من علاقات نسوية، موجودة وواقعية ولكنها ليست الأوسع.
-تحدثت الشابة التركية شيدا الطالبة الجامعية ابنة العشرين عاماً والتي التقتها "سيدتي نت" في أحد مقاهي اسطنبول فقالت:" إن العلاقات النسائية موجودة ولكن لم تعد بذلك العمق ربما بسبب ظغوط الحياة". وأردفت بأنها شاهدت المسلسل حباً بـ سونغول أودين (نور)، وليس بحثاً عن قصص النساء التي تجدها كلاسيكية جداً.
- أما أسماء ذات الاثنين وثلاثين عاماً والتي تعمل بائعة في أحد المراكز التجارية فقد أخبرتنا بأنها على الرغم من إعجابها بالمسلسل، إلا أنها ترى أن الواقع التركي للعلاقات الاجتماعية أكثر قرباً من الصداقات الاجتماعية معتبرة أن زوجها هو الأقرب لها من صديقاتها.
- المهندسة توبا ابنة الثامنة والعشرين عاماً لم تختلف عن آراء أسماء كثيراً. فقد اعتبرت أن صديقها المقرّب هو الأقرب ثم عائلتها فصديقاتها. وعندما سألناها عن رأيها بتفهّم الأصدقاء لمشكلاتها من عدمه، احتارت بالإجابة فكرّرنا السؤال بصيغة ثانية، وقلنا لها:" لو كان لديك سر فلمن ستعترفين"؟ وبدون تردّد قالت:" لصديقي المقرّب"!
وبالعودة للمسلسل قالت توبا إنه قدّم بطريقة تحاكي واقع المجتمع التركي وعلاقات الجيران معتبرة أن المرأة التركية بعد الزواج والانشغال بالعمل تضعف علاقاتها الاجتماعية وسط زخم الحياة ويبقى لها صديقة مقرّبة أو جارة. وقد تكتفي بزوجها أحياناً. وهذا ما يحاول المسلسل رصده بوصف محور العلاقات بين جارات حارة واحدة. وأكملت ضاحكة: "إننا نساء غير حائرات".
-عائشة إبنة السادسة والعشرين أعرضت عن الإجابة وقالت إن المسلسل لم يعجبها كثيراً. فعلّق صديقها كريم بالقول:" إن المسلسل ليس سيئاً ولكن واقع الحال بالنسبة لمن هم دون الثلاثين يعزّز من علاقات الحب والصداقة بين الرجل والمرأة أكثر من العلاقات النسائية – النسائية، في حين ربما بعد الثلاثين قد تتغيير الأمور".