mena-gmtdmp

ابنك المراهق على أعتاب الجامعة: دليل لاختيار التخصص وأهمية توجيهات الآباء

مراهق اختار دراسة الهندسة
مراهق اختار دراسة الهندسة

اختبارات نهاية العام الدراسي على الأبواب، أشهر قليلة وأيام ويجتاز المراهق الامتحان، ويتمكن من الحصول على الدرجات التي تؤهله لدخول التخصص الجامعي الذي اختاره ويحلم باستكمال مستقبله معه، وهذا التخصص لابد أن يكون الأنسب لمهاراته وقدراته التي تتوافق معه، ولأن القرار واختيار التخصص دون غيره من التخصصات من الأمور التي تشكل مصير المراهق العملي، وترسم طريقه المستقبلي، كان علينا التعرف إلى دليل يحوي أصول وقواعد الاختيار، والأسس التي يستند عليها، ولا يجب أن ننسى أهمية دور الوالدين للمشاركة في هذا القرار المصيري الصعب، اللقاء والدكتور التربوي حسام عبد القادر المسؤول بوزارة التربية والتعليم لشرح مزيد من التفاصيل.

حيرة المراهق ودقة الاختيار

مراهقة تقرأ باهتمام

لا جدال بأن تحديد التخصص الجامعي من أهم القرارات المصيرية في حياة كل طالب جامعي، لهذا وجب التدقيق والتروي والتفكير في الأفضل والأنسب، ما يزيد من التمكن الدراسي والتميز فيه.
لا خجل ولا مانع من تغيير التخصص بعد دخول الجامعة المختارة من قبل؛ إذ ربما شعر المراهق بعدم القدرة على مواصلة دراسته، أو لم تستهوه تفاصيله، فكثير من الطلبة فعلوا ذلك من قبل.
وهل نغفل العظماء الذين أتموا دراساتهم الجامعية وفقاً للتخصص الذي سجلوه، واستكملوا سنوات دراسته كاملة، وأحرزوا درجات عالية عند التخرج، ثم تحولوا بإرادتهم لمهن أخرى مخالفة تماماً لما درسوه ولمعوا فيها؟
باختصار اختيار وتحديد التخصص عملية ليست سهلة؛ فقد تمد المراهق بدفعة قوية في مسيرة نجاحه مستقبلاً، وقد تعرضه للفشل أو إضاعة الوقت وهدر سنوات من العمر.
كما ترجع أهمية اختيار المسار التعليمي إلى مساهمته في تشكيل ملامح شخصية المراهق في المستقبل، في الحصول على عمل مرموق ومميز طيلة العمر.

6 مراحل صعبة يمر بها المراهق تعرفي إلى أسبابها

خطوات اختيار المراهق للتخصص الجامعي

طالب يقرأ ويبحث بجدية
  • قم بتحديد رغبتك وتأكيد اقتناعك بالتخصص الذي تتمناه، ومن الممكن إجراء اختبارات تحديد الميول الدراسية والتخصصية، من خلال برنامج متاح على الإنترنت للجميع.
  • تعرف إلى عدد من التخصصات بناء على النتائج، منها ستتعرف إلى الدراسات التي تميل لها وفقاً لقدراتك ومواهبك، بعدها ستستطيع القيام بترتيب التخصصات، ثم حدد واخترْ منها الأقرب إلى ميولك.
  • جمّع المعلومات عن الكليات الأنسب لك؛ من حيث الكفاءة والترتيب العلمي لها، سواء في منطقتك أو عالمياً، ثم من حيث المكان الذي تقع فيه الجامعة، وسبل الانتقال إليها، وتكاليف الإقامة في بلد آخر.
  • لا تنسَ النظر إلى احتياجات سوق العمل عند اختيار التخصص، بعدها اتخذ القرار الأقرب والأهم إلى تحقيق الذات، ودقق عند الاختيار لما لذلك من تأثير على المستوى العلمي والعملي الخاص بك في المستقبل.
  • اخترْ التخصصات المحببة لك، والتي عرفتها وقمت بدراستها في المرحلة الثانوية، ابحث عما كنت قرأت عنه من قبل، وكنت شغوفاً ومهتماً به، ومع تخصصك كن على استعداد للتعمق والتزود في علومه بشكل أكبر.
  • كن على ثقة من رغبتك في القراءة في ذلك المجال، إلى جانب متطلبات الدراسة، خاصة أن التعليم الجامعي يرتكز أساساً على التعليم الذاتي.
  • اختبر ميولك بعد اختيارك للتخصص، وقم بسؤال نفسك صراحة؛ هل تحب المادة الدراسية لذاتها، أو لسهولتها وعدم تعقيدها؟
  • ابحث عن العمل الذي تطمح إليه مستقبلاً، وكيف ستصل إليه، وهل يحتاج الأمر إلى مزيد من الدراسة والتخصصات؟

مسؤولية الآباء والأمهات في الاختيار

مراهقة حائرة بين اختيارات التخصص

في مرحلة معينة عندما يصل طفلك المراهق إلى الصفوف الثانوية، سيتحتم عليه اختيار توجه دراسي معين لكي يفيده بعد التخرج في المدرسة لاختيار التخصص الجامعي المناسب.
غالباً سيطلب من طفلك بحسب المنهج الدراسي الذي تتبعه مدرسته، أن يختار مجموعة من المواد التي سيقدم بها امتحانات خارجية، ولكن هل يمكن لطفلك المراهق وحده، أن يختار المواد المناسبة بنجاح؟وهنا أقول: هناك ضرورة لمشاركة الآباء:
قدم/ي الدعم والنصيحة دون ضغوطات:
احرص على ألا تكون من الآباء أو الأمهات اللواتي يضغطن على أطفالهن؛ ليدرسوا تخصصات معينة، ليمتهنوا مهناً تحبها الأم أويفضلها الأب والمجتمع، فلقد انتهى زمن إجبار الطلاب على دراسة الطب والهندسة، فإن لم يدرسها الطالب عن شغف واقتناع، يتخرج بصعوبة ليصبح طبيباً أو مهندساً فاشلاً.

استعرضي للمراهق نقاط قوته:

إذا اختار المراهق تخصصاً في المواد الإنسانية؛ فتحايلي لتخبري طفلك بنقاط قوته في هذا المجال، وأثني على اختياره المسار الذي يعزز قوته.

سلمي طفلك زمام الأمور:

مراهق وقد اختار الهندسة مجالاً لتخصصه

كوني حاضرة دائماً بالنصيحة والدعم، ودعي طفلك يشعر بأنه هو من يقوم بالخيارات واتخاذ القرارات، ما يمنحه القوة وزيادة ثقته بنفسه.

استشيري المتخصصين:

اطلبي رأي المرشد الأكاديمي في مدرسة طفلك، واجتمعي معه بوجود طفلك لتحصلي على نصيحة مهنية من شخص مختص وذي خبرة، وتحدثي مع أمهات أخريات مررن بالتجربة نفسها مع أطفالهن؛ لتحصلي على النصائح، وتستنتجي الدروس من تجاربهن.

اصحبي طفلك في جولة:

تعقد الجامعات أياماً مفتوحة تستعرض فيها تخصصاتها، اصطحبي ابنك أو ابنتك المراهقة في جولة؛ لتحصل على معلومات مفيدة ودقيقة عن التخصصات الجامعية والوظائف التي يوفرها كل تخصص.

تابع: أهمية دور الآباء في الاختيار

  • ناقش الابن حول مفهومه للدراسة الجامعية، بحيث يفهم أنه ليس هناك اختصاص أفضل من اختصاص، إنما التفضيل يرتبط بأهواء وميول وقدرات كل فرد بحد ذاته.
  • أشعر الابن بأنه حر في اختيار الاختصاص الأقرب إلى قلبه، وذلك من خلال تحديد أهدافه المستقبلية، ومحاولة إيجاد الاختصاص الذي من شأنه أن يحدد له هذه الأهداف.
  • اترك للمراهق الفرصة للاختيار من دون التأثر بأي عوامل يمكنها تغيير اختياراته، مثل رغبة الوالدين، أو الآراء الاجتماعية من حوله.
  • ساعد ابنك في الاطلاع على سوق العمل وحاجاته الحالية، حتى يستطيع اختيار اختصاص يؤمّن له مورد رزق في المستقبل، حتى يتجنّب البطالة.
  • أرشد الابن ليختار اختصاصه الجامعي بما يتناسب مع قدراته التعليمية، وأن يكون على دراية بالاختصاصات التي يمكنه النجاح فيها، وألّا يختار ما سوف يكون صعباً بالنسبة إليه.

*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.