غالباً ما تصاب المرأة وفي الشهور الأولى بعد الزواج بحالة الإجهاض، حيث تنقلب فرحة العروسة بحملها الأول ومشاعر الأمومة الجديدة إلى حزن شديد، ولذلك فقد رددت الأمهات للتقليل من حزن بناتهن المتزوجات حديثاً مقولة شعبية وهي "أول بيضة للغراب" بمعنى أن فرصة الحمل الأول غالباً ما لا تكتمل ويحدث ما يعرف بالإجهاض التلقائي.
ضمن إحصائيات عالمية تبين أن نسبة حدوث الإجهاض تزداد بين الحوامل في الثلث الأول من الحمل، وغالباً ما تسجل النساء أنهن فقدن حملهن الأول في شهوره الأولى، والملاحظ أيضاً أنه كلما تقدمت شهور الحمل تقل معدلات واحتمالات فقدان الجنين، ما لم تطرأ ظروف أخرى مثل التعرض لحوادث السقوط مثلاً، ولكن هناك أسباباً غير متوقعة لحدوث الإجهاض بعد الشهر الرابع يجب أن تتنبه لها الحامل، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باختصاصية النساء والولادة الدكتورة صفاء عيسى، حيث أشارت إلى 3 أسباب غير متوقعة لحدوث الإجهاض خصوصاً في شهور الحمل الأولى، ومنها معدل السكر وضعف عنق الرحم والعدوى الفيروسية في الآتي:
تعريف الإجهاض

- اعلمي أن مرحلة الحمل الطبيعية تكون عبارة عن 40 أسبوعاً أو قد تزيد عن ذلك بأسبوعين مثلاً وتحسب مع نهاية آخر يوم في الدورة الشهرية التي حدثت للمرأة قبل اكتشاف الحمل، ولكن احتساب مدة الحمل بهذه الطريقة لا يعني أنها سوف تلد بعد إتمام هذه الأسابيع تماماً، لأن هناك ما يعرف بحالة انتهاء الحمل أوعدم القدرة على الحفاظ على الجنين، وهي الحالة المعروفة طبياً بأنها الإجهاض والتي تحدث قبل أن يتم الجنين في رحم أمه مدة 20 أسبوعاً ، وتختلف حالة الإجهاض عن الولادة المبكرة فهي الحالة التي تحدث قبل اكتمال الأسبوع السابع والثلاثين من أسابيع الحمل.
- توقعي أن تحدث حالة من عدم اكتمال الحمل أيضاً في الثلث الثاني من الحمل ويبدأ الثلث الثاني من بداية الشهر الرابع ويستمر في الشهرين الخامس والسادس، وغالباً لا يتم في هذه الحالة إنقاذ الجنين ولا توجد أي احتمالات للحياة بالنسبة له، ولذلك يضاف تعريف آخر لانتهاء الحمل وهو الإجهاض في الثلث الثاني، ولا يندرج على الإطلاق تحت مسمى الولادة المبكرة التي يمكن خلالها إنقاذ الجنين بحجزه في الحضانة الصناعية وحصول الأم على حقنة الرئة قبل اتخاذ قرار الولادة المبكرة.
3 أسباب لحدوث الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل
1- إصابة الأم الحامل بسكر الحمل

- لاحظي أن هناك علاقة لا يلتفت إليها الكثيرون بين إصابة الأم الحامل بسكري الحمل وحدوث الإجهاض، حيث بيّنت الدراسات العلمية أن نسبة إصابة الحوامل بما يعرف بـ" سكر الحمل" تزداد في الثلث الثاني من الحمل تحديداً، وقد تبيّن أن فرص واحتمالات حدوث الإجهاض تتراوح ما بين 2.5 إلى 3.5 % من عينات السيدات الحوامل المصابات بالسكر قبل الحمل، كما أن نسبة حدوث الإجهاض تكون أعلى في حال إصابة الحامل بالنوع الثانى من مرض السكر أكثر مما هي عليه في حال الإصابة بالسكر من النوع الأول.
- اهتمي بضبط نسبة السكر قبل حدوث الحمل في حال كنت مريضة بالسكر، وعليك ضبط السكر أثناء شهور الحمل عن طريق المتابعة المستمرة مع طبيبي أمراض السكر، وأمراض النساء والولادة، وذلك لكي تستطيعي الحفاظ على حملك مع اتباع نصائح مهمة لكي لا تصابي بزيادة الوزن خصوصاً مع دخولك الثلث الثاني من الحمل واتباع نظام غذائي متوازن.
2- إصابة الحامل بعدوى فيروسية
- احرصي على البعد عن مصادر العدوى المختلفة خاصة في أوقات ومواسم انتشار عدوى الأمراض الفيروسية المرتبطة بالجهاز التنفسي العلوي، مثل الرشح والأنفلونزا، حيث تبين أن العدوى الفيروسية كثيراً ما تتسبب في موت الجنين داخل الرحم، حيث إن الفيروسات تصل إليه عن طريق الفم.
- اهتمي بأن تحصلي على مصادر فيتامين سي لأنها تحسن مناعة الحامل ضد العدوى الفيروسية، وكذلك يجب أن تحافظي على المجرى التنفسي بارتداء الكمامات الواقية عند الخروج إلى التجمعات البشرية المزدحمة لكي لا تصابي بالعدوى، إضافة لضرورة الذهاب إلى الطبيب في حال إصابتك بالرشح مثلاً لكي يصف لك الدواء المناسب مع النصائح الطبية الاحترازية.
3- إصابة الحامل بضعف عنق الرحم
- لاحظي أن هناك حالة تصيب بعض النساء الحوامل وتؤدي لحدوث الإجهاض غير المتوقع، حيث إن الحمل يستمر في الشهور الثلاثة الأولى ولكن الحامل تفقد جنينها بسبب ضعف عنق الرحم، حيث إنه كلما زاد وزن الجنين وكبر حجمه داخل الرحم تقل قدرة الرحم على الاحتفاظ به بسبب ضعف عنق الرحم مما يؤدي لحدوث الإجهاض، حيث إن عنق الرحم يعمل بمثابة السدادة التي تغلق الرحم حتى يحين موعد الولادة الطبيعي.
- اهتمي بأن يقوم طبيبك وبداية من أول الشهر الرابع بإجراء صورة سونار للجنين والرحم عموماً وقياس طول عنق الرحم، لأن وجود قصر في عنق الرحم يعني ضرورة إجراء ما يعرف بعملية ربط عنق الرحم للحفاظ على الحمل، وغالباً ما يتم إنهاء عملية الربط مع قرب موعد الولادة الطبيعي مع ضرورة المتابعة المستمرة مع الطبيب.
ما هو الإجهاض المتكرر؟

- لاحظي أن هناك بعض النساء اللواتي لديهن الإجهاض في الثلث الأول من الحمل لأسباب ترتبط بالجنين وليس بالأم غالباً، كما أن الإجهاض يحدث بين حوالي 15 % _20% من الحوامل حول العالم، فيما يحدث الإجهاض بين 70 % من النساء الحوامل في الثلث الأول من الحمل، وذلك لأسباب غالباً ما تعود إلى الجنين أيضاً، ومنها الخلل الجيني، ولكن نسبة الإجهاض في الحدود العامة هي التي تحدث في ثلث الحمل الأول وليس بسبب أمراض أو موانع لدى كلا الزوجين، ويجب على ذلك عدم الالتفات إلى معتقدات خاطئة حول مسببات الإجهاض وطرق التعامل معها لسلامة الحمل في الأحوال الطبيعية، مثل ممارسة الرياضة والسباحة والعمل الوظيفي فكلها نشاطات طبيعية لا تؤدي إلى الإجهاض.
- اعلمي أن هناك تعريفاً بالإجهاض المتكرر وتطلق هذه الحالة في حال حدوث الإجهاض مرتين أو أكثر في الثلث الأول من الحمل، وفي حال حدوثها مرة أو أكثر في الثلث الثاني من الحمل، وفي حال حدوث الإجهاض المتكرر يجب أن يخضع الزوجان لفحص الكروموسومات للوصول إلى أسباب حدوث الإجهاض بالإضافة إلى المتابعة الطبية والحصول على صور ثلاثية الأبعاد منذ بداية الحمل للوصول إلى أسباب هذه المشكلة ومنع حدوثها.
قد يهمك أيضاً: كيف يمكن التعافي من الإجهاض بدنياً ونفسياً؟
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.