تعيش الحامل طوال فترة حملها تُهيئ نفسها لاستقبال مولودها الجديد، وبرأسها تدور أفكار وشكوك؛ كيف ستكون ملامحه؟ وما لون عينيه؟ تُرى هل سيشبهني أم سيأخذ من والده أكثر؟ والسؤال الأهم: هل يتأثر شكل الجنين بما أراه وأشاهده من حولي؟ وبالتالي عليّ أن أنظر إلى كل ما هو جميل، وأبعد نظري عن الناس غير الطبيعيين أو المشوهين!
سيدتي التقت والدكتور خليل عبد القادر أستاذ النساء والتوليد للإجابة عن تلك الأسئلة الحيرى، والتعرف إلى مدى تأثر الجنين بما تشاهده الأم الحامل بين العلم والخرافة.
حقائق طبية عن الصفات الوراثية:

- يحدث أحياناً أن تلد الأم طفلاً ملون العينين من أبوين عيونهما ليست ملونة، وقد يكون المولود طويل القامة أو قصيراً، خلافاً عما هو عليه الأبوان! وعلمياً: الصفات والملامح والسمات ولون البشرة والعينين، ونعومة وخشونة الشعر من الصفات الوراثية المحمولة في الجينات الوراثية، ويأتي نصفها من البويضة والنصف الآخر من الحيوان المنوي.
- الجينات منها ما هو سائد وما هو متنحٍ، وتظهر الصفة على المولود تبعاً لمقدرة تلك الصفة أو الأخرى على سيادة الموقف؛ بمعنى أن الجين السائد في حالة وجوده مع جين سائد آخر يعطي الصفة الوراثية بشكل كامل 100%، وعند التقاء جين سائد مع جين آخر متنحٍ ولكن يحمل تلك الصفة وراثياً، يعطي الصفة السائدة ظاهرياً في الطفل المولود، وقد تنتقل بعد ذلك إلى الحفيد.
- بينما لا تظهر الصفة المتنحية إلا إذا التقت الجينات المتنحية سوياً مع بعضها، وبالتالي قد يختلف لون العينين أحياناً أو الملامح العامة متنحية من الأبوين إلى أحد الأطفال، فتظهر صفة لم تكن موجودة من قبل. مثال: الزوج القمحي أو الأسمر إذا تزوج بسيدة بيضاء فإن صفات لون البشرة وطبيعة الشعر تنتقل منه إلى الإناث، وتنتقل صفات لون البشرة البيضاء من جينات الأم البيضاء إلى أبنائها الذكور.
كيف أعرف لون شعر طفلي؟ التفاصيل داخل التقرير
تأثير تصرفات الأم وما تشعر به على الجنين:

لا شك أن تصرفات الأم وما تشعر وتقوم به، هي الأمور التي تؤثر على الجنين الذي ينمو في أحشائها؛ حيث يتفاعل الجنين -مثلاً- عندما تضع الأم يدها على بطنها، ويظهر هذا التفاعل على شكل زيادة حركة الجنين في الرحم، وقد يشعر الجنين بالقليل من الخوف عندما تعطس الأم، وعند شعورها بالسعادة والهدوء، فهي تسمح هنا لجنينها بأن ينمو في بيئة هادئة وصحية.
يتأثر الجنين فتزداد حركته

كما يتأثر الجنين كذلك بالمشاعر السلبية والتوتر الذي تعيشه الأم، ويظهر هذا في ضربات قلبه السريعة، وتؤكد الحقائق العلمية أن التوتر المزمن يؤثر على نمو الجنين، مما يؤدي إلى الولادة المبكرة وانخفاض وزن الطفل عند الولادة.
وهل تعلمين أن الجنين يستطيع أن يسمع أيضاً صوت أمه ويميزه، وكذلك نغمات الموسيقى والأصوات التي تحيط به، ما يشعره بالفرح أو القلق.
الجينات فقط صاحبة التأثير:

لهذا يؤكد العلم أنه ليس هناك ما يمكنك القيام به "سيدتي" للتأثير على شكل مولودك وملامحه؛ فعبر الجينات -فقط- والتي تنتقل إليه منك ومن زوجك، يتحدّد شكل طفلك، نعم! كل شيء؛ من لون بشرته، وشعره وشكل أنفه، وحتى إلى طول قامته عندما يصبح شخصاً بالغاً.
ويحدث أن تتساءل الحامل أحياناً: لماذا جاء طفلي برأس مخروطي الشكل؟ والجواب: لأن القناة الضيقة التي يمر المولود عبرها أثناء الولادة الطبيعية تجعل عظام رأسه تتداخل قليلاً، وقد تحتار؛ لماذا تبدو الساقان مقوّستين؟ الجواب: لأن عظام ساقي الطفل تكون مقيّدة لتتناسب مع المساحة المتوفرة في الرحم.
وسؤال ثالث: من أين جاء بالأنف الأفطس؟ الجواب: لأن عظام أنف الطفل الطرية تتعرض أحياناً للحشر أثناء مروره عبر قناة الولادة.
كل هذه الآثار تتأثر من داخل الرحم وحتى لحظة الولادة، وهي مؤقتة وتختفي خلال أول سنتين من حياة طفلك.
احذري من:

- الضغط على رأس المولود لجعله مستديراً.
- قرص الأنف أو شده لجعله مستقيماً.
- الضغط بقوة على الساقين أثناء التدليك لجعلهما مستقيمتين.
سيدتي : لن تعطي هذه الممارسات أية نتائج، بل قد تكون خطرة على طفلك إذا تكرر القيام بها بقوة، لذا تحلي بالصبر سيدتي، واتركي طفلك الصغير يكبر ليصبح الشخص الذي ساهمت جيناته في شكله ومنظره.
علمياً وفي حالة خاصة، يمكن أن تتأثر بعض الجوانب الجسمانية التي تحدّدها الجينات بالبيئة، ولكن ينطبق ذلك فقط على أشياء محددة، مثل الطول ولون البشرة.
إذن الأقاويل التي تتناقل عن تأثر الجنين بما تشاهده المرأة الحامل من أشخاص يعانون من تشوهات خلقية أو غير طبيعيين، أو رأت مناظر طبيعية أو أشخاصاً جميلين ،سينعكس هذا بشكل إيجابي على شكل الجنين... كلها مجرد خرافة وموروثات غير علمية.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.