جاني ذات السنوات السبع وقصة انفصام الشخصية

 

لا حدود لخيال الطفل. وبعض الصبيان والبنات يتظاهرون بأنهم رواد فضاء أو حوريات بحر. وبعضهم قد يجنح به الخيال ويتخيل أصدقاء وهميين، ولكن هناك عدة أطفال حول العالم، يبدأ عقلهم بصنع حالة من الهلوسة لا يمكن التخلص منها، والتي قد تؤدي أحياناً إلى سلوك عدواني وتصرفات عنيفة لدى هؤلاء الأطفال.

ويعرف مايكل وسوزان تماماً كيف يمكن لمرض ذهني أن يدمر حياة طفل. فطفلتهم التي تبلغ من العمر 7 سنوات، جاني، تعاني من أحد أكثر أمراض الطفولة حدة وقد شخصت حالتها بأن لديها حالة حادة من انفصام الشخصية، لم يسبق للأطباء أن شاهدوا مثلها. والفصام وفقا للمعهد الوطني للصحة العقلية، هو مرض مزمن، يحدث فيها نوع من فقدان سيطرة دماغ على كل وظائفه، مما يسبب للمصاب هلوسات، فيسمع أصواتاً ويرى أشياء بعيدة عن الواقع. وفي بعض الأحيان يتخيل لهؤلاء المرضى أن الناس من حولهم يتآمرون عليهم وأنهم سيؤذونهم مما يؤدي لعدوانيتهم واكتئابهم.

 

معركة جاني

قد تكون جاني صغيرة جداً على الإصابة بهذا المرض، لكنها تحارب ذات الشياطين وتخوض ذات المعركة. وفي حالتها تأخذ الهلوسة شكل أطفال وحيوانات وهمية. فلديها صديقة وهمية تدعى 24 ساعة، وفأر يدعى ودينسدي، وقط اسمه 400 وهو من يطلب منها فعل أشياء سيئة.
قال مايكل، أستاذ اللغة الإنجليزية في الجامعة بأنه وعلى مر السنين، تعرف على أكثر من 200 شخصية وهمية ما بين قطط وفئران وكلاب وطيور وفتيات صغيرات والتي كانت ابنته الوحيدة القادرة على رؤيتهم. ويقول مايكل وسوزان بأنهم لاحظا شيئا مختلفاً عن طفلتهم منذ يوم ولادتها. وشعروا بأن جاني كانت أكثر ذكاء من معظم الأطفال، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على تفسير عاداتها الغريبة في النوم. «معظم المواليد الجدد ينامون ما لا يقل عن 16 ساعة يومياً، ولكن جاني لا تنام إلا 20 دقيقة في كل مرة وحصيلتها من النوم ليست أكثر من أربع ساعات يومياً.

الآن ، عندما يراجع والدا جاني أشرطة الفيديو المنزلية ، يقول مايكل بأنه كانت هناك مؤشرات تدل على حصول أشياء غامضة داخل عقل طفلتهم، حتى ومنذ أن كانت رضيعة.

 

أصدقاء وهميون
وكلما بدأت جاني تكبر أكثر، كانت بحاجة لمزيد من التحفيز، وكانت بذات الوقت تحدق طويلاً في أشياء لم تكن موجودة فعلاً. وقال مايكل أن جاني أرادت من الناس حولها أن ينادوها بأسماء مثل الضفدع الأزرق العينين أو جاني الجنية، والشيء الذي كان يدل على الخيال الخصب.
وعندما بلغت السنة الثانية من عمرها، بدأ أصدقاؤها الوهميون بالظهور، وأصبحوا لا يفارقونها أبداً، وبدأت الهلوسة تتحول إلى عنف، حينها أدرك مايكل وسوزان وجود مشكلة خطيرة.

عندما أصبحت جاني في الخامسة من عمرها أصبح سلوكها خطراً، وأصبحت تخربش أو تعض إلى أن ينزف من أمامها دماً، ولكنها تهدأ في لحظات وتعود تلك الطفلة الرقيقة،  وفي مرة كادت أن تقتلع عيني والدها بأظافرها وكانت تقول أن صديقها الوهمي ودينسدي وأخر يدعى 400 هم من يطلبون منها ذلك ولو لم تفعل لضربوها وخربشوها إلى أن تنزف. وبدأت جاني تحاول إيذاء نفسها وكادت في مرة أن تختنق، وأصبحت كئيبة، وكانت ترفع يدها حول عنقها وتسأل كيف أستطيع قتل نفسي، ومرة حاول والدها معاقبتها بإرسالها إلى غرفتها وعندما ذهبوا خلفها وجدوها تحاول القفر من النافذة.

 

رحلة العذاب
إنها السنة الأولى التي يدرك فيها مايكل وسوزان حالة جاني، لقد تفاقم العنف لديها في الخامسة وأصبح عليهم علاجها وعاشت في المستشفى أكثر مما عاشت في المنزل تلك السنة.
أثناء وجودها في المستشفى ، شخص الأطباء حالتها بانفصام الشخصية. ومن  يناير إلى أغسطس 2009 ، أحضرت جاني إلى المستشفى ثلاث مرات ، وقضت ما مجموعه 174 يوما في المركز الطبي لجامعة كاليفورنيا في جناح المرضى النفسيين.