توكّل كرمان أوّل امرأة عربيّة تحصل على جائزة نوبل للسلام

11 صور

يعتبر البعض توكّل كرمان «32 عاماً» الوجه النسائيّ للربيع العربيّ، وهي أصغر شخصيّة تفوز بجائزة نوبل للسّلام. وأكدت أنّ فوزها بمثابة تكريم للمرأة اليمنيّة والعربيّة والمسلمة، مضيفة أنّه «اعتراف بكفاح اليمنيين؛ من أجل حريّة التّعبير وحقوق الإنسان».

جائزة عالمية
حملت كرمان قضيّة اليمن أمام الدبلوماسيين، وناضلت من أجل حقوق المرأة، معتبرة أنّه «لا يوجد خصوصيّة في حقوق المرأة؛ لأنّ حقوقها ليست بمعزل عن حقوق المواطنين بشكل عام». وقد لمع نجم توكّل من خلال مقالات سياسيَّة ساخنة وجريئة، كانت تنشرها في صحيفة ناطقة بلسان الحزب الاشتراكيّ، في مفارقة بطلتها كاتبة إسلاميَّة في صحيفة يساريَّة، قبل أن تتحوّل إلى ناشطة حقوقيَّة، عبر تأسيسها لمنظمة «صحافيّات بلا قيود». وحصلت توكّل، ابنة السياسيّ والقياديّ عبدالسلام كرمان، على جائزة نوبل، بعد أن قضت ثمانية أشهر في خيمة؛ لتحقيق مطالب الثورة اليمنيَّة في إسقاط النظام.

تكريم المرأة
بعد فوزها بجائزة «نوبل»، قالت توكّل: «إنّ منحي هذه الجائزة يُعتبر بمثابة تكريم للمرأة اليمنيّة والعربيّة والمسلمة. وهذا اعترافٌ كبيرٌ وإنصاف عادل لدور المرأة العربيّة في الحراك السياسيّ، ودورها الفعّال في الإصلاح، وقيادة الشّارع في البلدان العربيّة نحو التغيير باتّجاه الأفضل». وأضافت أنّ المرأة أصبحت جزءاً لا يتجزّأ من نسيج المجتمع العربيّ، سواء في دورها الاجتماعيّ أو السياسيّ، مشيرة إلى أنّها بعد حصولها على الجائزة العالميّة المهمّة سوف تواصل جهودها؛ لتكون في مستوى هذه الجائزة».

نساء وحقوق
انتقدت كرمان القوانين التي تنتقص الكثير من حقوق المرأة في بلدها، قائلة: «أنا دائماً ما أراهن على المرأة ودورها في بناء المجتمع، وأرى أنّ على المرأة أن تعمل جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل. ويجب أن تخوض نضالاً مجتمعيّاً ليس حكراً على النساء فحسب. فالنساء لسن بمعزل عن الرجال، ولا يوجد خصوصيّة في حقوق المرأة؛ لأنّ حقوقها ليست بمعزل عن حقوق المواطنين بشكل عام. وهذه هي الضمانة الحقيقيّة للدستور بأن يرعى حقوق الرجل والمرأة على حدّ سواء».

توكّل كرمان أكّدت أنّ تحدّي المرأة أكبر من أيّ شيء آخر، فالمرأة عليها ألا تكون ضعيفة بعد اليوم، وميزة الربيع العربي أنّ المرأة كانت فيه جزءاً من الحلّ ولم تكن جزءاً من المشكلة، كما كان في السّابق. وفي اليمن، تواجه المرأة تحدّياً كبيراً في التواجد بشكل فاعل على السّاحة السياسيّة بعد الثورة، حيث جرت العادة أن تُشارك المرأة في صنع الثورات وتكون أوّل من يتمّ تجاهله فيما بعد.

توكّل في كلمات
توكّل كرمان من مواليد العام 1979 في محافظة تعز «جنوبي العاصمة صنعاء». وقد تمّ اعتقالها في يناير الماضي بتهمة «إقامة تجمّعات ومسيرات غير مرخّص بها قانوناً والتحريض على ارتكاب أعمال فوضى»؛ ليتمّ الإفراج عنها بعد ثلاثين ساعة. وقد بدأت الشابة الإعلاميّة والناشطة الحقوقيّة معركة النضال؛ من أجل «يمن ديمقراطيّ حديث» مبكراً، وكانت في 2005 من بين مؤسّسي منظمة «صحافيّات بلا قيود»، حيث قالت يومها: «إنّ أهمّ أهداف المنظمة تتمثل في تجميع الصحافيّات، وتشكيل حلقة وصل بين الصحافيات في داخل وخارج اليمن؛ لتبني مجموعة من القضايا المشتركة التي نؤمن بها، وذلك بغضّ النّظر عن أيّ من مرتكزات العضويّة؛ كالجنسيّة أو الاتجاه الدينيّ أو السياسيّ».