في خطوة تاريخية تضع دولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة رواد صناعة المحتوى الإبداعي العالمي، أعلنت "قمة المليار متابع"، بالتعاون مع عملاق التكنولوجيا "غوغل"، عن إطلاق "جائزة أفلام الذكاء الاصطناعي" (AI Film Award). هذه الجائزة، التي تعد الأولى والأكبر من نوعها في العالم، تفتح أبوابها للمبدعين وصناع الأفلام من كل أنحاء الكرة الأرضية للمنافسة على جائزة كبرى بقيمة مليون دولار أمريكي، في مبادرة تهدف إلى استكشاف الآفاق اللامحدودة التي تجمع بين الفن البشري والتقنيات المستقبلية.
وفي لقاء خاص مع سيدتي على هامش الحدث، كشفت السيدة عالية الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي للمكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات ومدير قمة المليار متابع، عن تفاصيل هذه الجائزة الطموحة ورؤية الإمارات لدور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الإعلام والمحتوى الإبداعي.

جائزة عالمية.. بشروط إبداعية
أوضحت الحمادي أن هذه الجائزة ليست مجرد مسابقة، بل هي منصة عالمية لدعم ورعاية المواهب القادرة على تطويع أدوات الذكاء الاصطناعي لسرد قصص مؤثرة وهادفة. وقالت لـ سيدتي: "هذه هي الجائزة الأولى والأكبر من نوعها عالمياً المخصصة للأفلام المولدة عبر الذكاء الاصطناعي. الباب مفتوح للجميع من كافة أنحاء العالم وبجميع اللغات للمشاركة".
وعن الشروط الفنية، بيّنت الحمادي أن على المشاركين إنتاج فيلم قصير يعتمد بنسبة 70% على أدوات الذكاء الاصطناعي التابعة لمنصة "Google Gemini"، بينما يمكن استخدام نسبة الـ 30% المتبقية لدمج أدوات ذكاء اصطناعي أخرى أو حتى أدوات الإنتاج السينمائي التقليدية، مما يمنح المبدعين مرونة لدمج رؤيتهم الفنية الخاصة.
يمكنكم متابعة المزيد من التفاصيل: الإمارات تعلن تفاصيل أكبر جائزة لأفلام الذكاء الاصطناعي وقيمتها مليون دولار
الإنسان أولاً.. والتكنولوجيا أداة داعمة
في ظل التخوفات العالمية من أن تحل الآلة مكان الإنسان، أكدت عالية الحمادي أن الفلسفة وراء هذه الجائزة هي تأكيد الدور المحوري للعنصر البشري. وعلّقت قائلة: "شاهدنا خلال الجلسة أفلاماً مذهلة تم توليدها بالكامل من الألف إلى الياء بالذكاء الاصطناعي، لكن هذه الأعمال ما كانت لترى النور لولا وجود عنصر بشري مبدع يقوم بعملية التلقين (Prompting) وتوجيه الفكرة. ففي النهاية، التكنولوجيا هي عامل تمكين وداعم للإنسان وليست بديلاً عنه".
وأضافت: "التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي تحديداً، لا يزال جزءاً مساعداً كبيراً للإنسان في تطوير كل ما نقوم به في حياتنا، وليس فقط في اقتصاد صناعة المحتوى. لذلك، هذا التخوف ليس في محله، فالتكنولوجيا تكمل الإبداع البشري".
الإمارات.. وجهة عالمية لمواهب المستقبل
لم تكن هذه المبادرة وليدة الصدفة، بل هي انعكاس مباشر للمكانة التي وصلت إليها دولة الإمارات كمركز عالمي للابتكار. واستشهدت الحمادي بإحصائيات مهمة قائلة: "دائماً دولة الإمارات سبّاقة في المبادرات المبتكرة والنوعية. لقد سمعنا اليوم أن الإمارات هي الدولة الثالثة عالمياً في استقطاب أصحاب المهارات في الذكاء الاصطناعي. كما أن حجم الاستثمارات التي وضعتها الدولة في بنيتها التحتية الرقمية ينافس كبرى الدول مثل أمريكا والصين".
هذه البيئة الحاضنة للمواهب والاستثمارات الضخمة تجعل من الإمارات الأرض الخصبة لإطلاق مثل هذه الجوائز التي ترسم ملامح المستقبل، وتؤكد أن التطور في هذا المجال سيكون خيالياً خلال السنوات القادمة.
دعوة مفتوحة لكل حالم ومبدع
في ختام حديثها مع سيدتي، وجهت عالية الحمادي دعوة مباشرة لكل صاحب فكرة وصانع محتوى في العالم للمشاركة، مؤكدة أن قمة المليار متابع بحد ذاتها أصبحت منصة عالمية يتابعها الملايين. وقالت: "نحن ندعو كل شخص مبدع لديه فكرة ويرغب في مشاركتها. هذه منصة دولية لأي شخص يطمح لإيصال رسالة إيجابية وهادفة عبر فيلم مبتكر. نرحب بالجميع للمشاركة في كتابة فصل جديد من تاريخ صناعة الأفلام".
من خلال هذه الجائزة، لا تقدم الإمارات مجرد فرصة للفوز بجائزة مالية ضخمة، بل تمنح المبدعين حول العالم الفرصة ليكونوا جزءاً من حوار عالمي حول مستقبل الإبداع، وتؤكد مرة أخرى أن حدود الخيال هي فقط البداية لما هو قادم.
تابعوا المزيد: انطلاق النسخة الرابعة من قمة المليار متابع في هذا الموعد





