وجهات آسيوية جاذبة لعشاق الشاي جديرة بالزيارة ولو لمرة

أماكن سياحية في آسيا مخصصة لزراعة الشاي
أماكن سياحية في آسيا مخصصة لزراعة الشاي

من مزرعة الشاي الوحيدة في أوروبا إلى أعلى مزارع الشاي في آسيا، ومن الطقوس في الشرق الأوسط إلى العادات في أمريكا اللاتينية، يعد الشاي تقليدًا مشتركًا بين العديد من الثقافات المختلفة. ليس مجرد مشروب، يتم تحضير الشاي وشربه من أجل التماسك الاجتماعي، وللاستخدام الاحتفالي، وللفوائد الصحية.

بالنسبة لمحبي الشاي، يعد السفر فرصة لاستكشاف الصنوف الجديدة والغريبة، والتعرف إلى ثقافة الشاي، والاستمتاع بمتعة شرب هذا المشروب. سواء كان ذلك كوبًا ساخنًا من الشاي في الهند، أو كوبًا لذيذًا من شاي الفقاعات في تايوان، فهناك الكثير من الوجهات التي يمكن لمحبي الشاي استكشافها. في الآتي، لمحات عن البلدان الآسيوية الشهيرة بزراعة وشرب الشاي.

موك تشاو

لقطة لأحد مزارع الشاي في فيتنام


حقول الشاي المغطاة بالضباب، والقبعات المخروطية التي تتمايل بين صفوف الشجيرات ذات اللون الزمردي التي تخفي الأيدي المنشغلة في قطف أوراق الشجر تحتها، كلها عوامل تميز منطقة موك تشاو الواقعة في شمال فيتنام. في حين أن البلاد تشتهر بمزارع البن في المرتفعات الوسطى، فإن الشمال هو مركز صناعة الشاي. في البداية، زرعت بذور الشاي هنا في ثمانينيات القرن التاسع عشر على يد المستعمرين الفرنسيين، مما أعطى فيتنام أول طعم للشاي المزروع محليًا، والذي كان حتى ذلك الحين يُشرب على نطاق واسع، ولكنه يُصنع دائمًا بأوراق مستوردة. على بعد خمس ساعات غرب هانوي بالقرب من متنزه بو لونغ الوطني، لا تعد موك تشاو أكبر منطقة لزراعة الشاي في البلاد ولكنها الأجمل. غالبية المزارع هنا وفي تاي نجوين شمال هانوي يديرها مزارعون من أصحاب الحيازات الصغيرة. ونتيجة لذلك، لم يتم تسويق الحقول كما هو الحال في البلدان الأخرى، يمكن للزوار ببساطة أن يأتوا ويراقبوا جامعي الثمار، أو يقومون بجولة في المصنع، أو تذوق الشاي. الشاي الأخضر هو إلى حد بعيد النوع الأكثر شعبية من الشاي الذي يتم احتساءه في المقاهي في هانوي وخارجها. هناك عدد قليل من أنواع الشاي المميزة التي يمكنك تجربتها أيضًا، بما في ذلك شاي اللوتس، المصنوع من الأوراق الخضراء التي تمتص رائحة زهرة اللوتس بعد تركها لتنقع طوال الليل.

دارجلينج

مدينة دارجيلنج هي الأهم في زراعة الشاي


توفر المنطقة الجبلية في ولاية البنغال الغربية بالهند، حيث تقع مدينة دارجيلنج، ظروفًا مثالية لزراعة الشاي عالي الجودة. شاي دارجيلنج خفيف، عطري، وغني. يتوافد عشاق الشاي من جميع أنحاء العالم إلى المدينة الواقعة على قمة التل، وتحيط بها حدائق الشاي، لتذوق بعض من أفضل أنواع الشاي في العالم. كان البريطانيون هم من اكتشفوا أن دارجيلنج كانت مناسبة تمامًا لزراعة الشاي، وبدأوا في استيراد نباتات الشاي من الصين في منتصف القرن التاسع عشر. كما نما الشاي محليًا في المنطقة، وقام مزارعو الشاي بتجربة الخلطات. ببطء، تطورت صناعة الشاي المزدهرة، وتم تطوير دارجيلنج لتكون محطة تلة للراج البريطاني. واليوم، أصبحت مزارع الشاي، وبقايا الاستعمار، والموقع المذهل في جبال الهيمالايا، التي يهيمن عليها جبل كانشينجونجا، ثالث أعلى جبل في العالم، نقطة جذب كبيرة للسياح الدوليين والمحليين. هناك الكثير مما يمكن رؤيته والقيام به في دارجيلنج، بدءًا من ركوب "قطار الألعاب" وحتى التجول في حدائق الشاي وتذوقه في محلات الشاي والفنادق في المدينة.

تشنغدو

إطلالة على مدينة تشنغدو


تتميز مدينة تشنغدو، عاصمة مقاطعة سيتشوان الصينية، بالاسترخاء والهدوء بشكل ملحوظ بالنسبة لمدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة. تشنغدو هي موطن لأكبر عدد من المقاهي في أي مدينة في الصين، ويقضي السكان المحليون والزوار على حد سواء ساعات في احتساء الشاي أو الدردشة أو تناول الوجبات الخفيفة أو الاسترخاء أو مجرد الجلوس. الشاي الأخضر، وخاصة صنف ماوفينج المزروع في جبل أومي، هو الأكثر شعبية في المدينة. في الماضي، كانت المقاهي عبارة عن أماكن اجتماعية وأماكن لرواية القصص أو العروض. لا يزال لدى معظمها بعض وسائل الترفيه المعروضة مثل نسخة قصيرة من أوبرا سيتشوان أو عرض بهلواني صغير.

تايوان

تايوان هي موطن شاي الفقاعات


تايوان هي الموطن لشاي الفقاعات أو شاي الحليب اللؤلؤي، وهو مشروب تم اختراعه في الجزيرة في الثمانينيات ونما ليصبح أكثر من مجرد مشروب. يعتبر شاي الفقاعات رمزًا للأمة وجزءًا لا يتجزأ من الثقافة والهوية التايوانية. كما هو الحال مع العديد من تقاليد الشاي، فإن له تاريخًا طويلًا يعكس الأحداث الأوسع في المنطقة. هناك نوعان على الأقل من أنواع الشاي الأصلية التي تنمو في تايوان، وهما Mountain Tea وRed Sprout Tea، إلا أن أيًا منهما غير مناسب للاستخدام التجاري. وبدلًا من ذلك، جاءت صناعة الشاي الأولى في الجزيرة من نباتات تم جلبها من مقاطعة فوجيان الصينية. نوع آخر، شاي آسام، انطلق في عام 1926 عندما غزت اليابان تايوان. لا يزال يتم زراعته كشاي متخصص في المزارع المحيطة ببحيرة صن مون. وأخيرًا، عندما وصل المستعمرون الهولنديون إلى الجزيرة في عشرينيات القرن السابع عشر، أحضروا معهم الحليب والسكر، مما أضاف طبقة أخرى إلى تقاليد الشاي التي كانت تتشكل بالفعل في تايوان. أدت كل هذه الأحداث إلى تلك اللحظة المحورية في الثمانينيات عندما تم تحضير شاي الفقاعات للمرة الأولى.

يتكون المشروب من الشاي الأسود أو الأخضر المخمر ويقدم مع الحليب فوق الثلج. ويمكن أيضًا إضافة طبقة أخرى مثل مكعبات الجيلي في الأعلى. يتم تناول شاي الفقاعات بكميات كبيرة في الأسواق الشهيرة في تايوان، وليس من غير المألوف رؤية الناس صغارًا وكبارًا يسيرون في شوارع تايبيه وهم يحملون كوبًا بلاستيكيًا عملاقًا في أيديهم.