في ظل التخطيط لعطلة مميزة داخل المملكة المتحدة، كثيراً ما يتبادر إلى أذهان المسافرات سؤال بسيط لكنه جوهري: متى يُنصح بالسفر إلى ويلز؟ الإجابة عن هذا التساؤل لا تقتصر فقط على حالة الطقس، بل تشمل أيضاً عوامل مثل الازدحام السياحي، تنوّع الأنشطة، جمال الطبيعة في كل فصل من فصول السنة. فويلز، تلك الوجهة ذات الطبيعة المتنوعة، لا تُشبه غيرها في أوروبا، إذ تمتزج فيها الجبال المهيبة مع الشواطئ الهادئة والبلدات التاريخية المفعمة بالحياة. لكن، هل الصيف هو الخيار الأمثل دائماً؟ أم أن الربيع والخريف يقدمان تجربة أكثر هدوءاً؟ وماذا عن الشتاء؟ هل يستحق أن تُخاطر المسافرة بأجوائه الباردة في مقابل خصوصيته؟ في الواقع، لكل فصل من فصول السنة في ويلز جاذبيته الخاصة ومزاياه التي قد تتناسب مع أذواق واهتمامات مختلفة. فالبعض يفضّل ضوء الشمس لساعات أطول والمشي على السواحل، بينما تفضّل أخريات الأجواء الباردة والنيران المشتعلة في المناطق الجبلية. كما أن طول الرحلة يلعب دوراً في تحديد الأنسب؛ فزيارة خاطفة ليومين أو ثلاثة قد تتطلب طقساً مستقراً، بينما رحلة أطول تسمح بمرونة أكبر في استكشاف الوجهات المتنوعة. وبينما تسهل السيارة التنقل عبر الجبال والمناطق الريفية، تظل وسائل النقل العام متاحة لمن تفضلن السفر بدون قيادة.
متى يُنصح بالسفر إلى ويلز؟

رغم أن الطقس الجاف لا يمكن ضمانه في ويلز، فإن أواخر الربيع والصيف تُعد من أفضل الفترات من حيث الطقس، حيث تسطع الشمس في معظم الأيام. بين شهري يونيو وأغسطس، تزدحم الشواطئ بالمصطافين وتمتلئ مسارات المشي المؤدية إلى قمم الجبال وتُختتم الأيام بغروب شمس خلاب على الساحل. بالنسبة للمسافرات، يُعد هذا الوقت مثالياً لممارسة رياضة المشي في المسارات الساحلية مثل مسار ساحل بيمبروكشير أو الطرق الجبلية في الداخل، خاصة لمن تحب الطبيعة والمغامرة. لكن من المهم التخطيط المسبق، إذ تكون معظم المسارات مزدحمة ويكون الطلب مرتفعاً على أماكن الإقامة، لذا احجزي مبكراً لتفادي المفاجآت.
فصل الصيف
إذا لم تتمكني من زيارة ويلز في الصيف، فلا تقلقي، فالطقس نادراً ما يكون عائقاً في فصلي الربيع والخريف، خاصة إذا كنتِ تحملين معكِ معطفاً مضاداً للمطر أو مظلة جيدة. قد لا تحتاجينها، لكن من الأفضل أن تكوني مستعدة.
فصل الربيع
في أوائل الربيع، تبدأ الحياة من جديد؛ سترين الخراف الصغيرة حديثة الولادة وزهور النرجس البري والزهور البرية الأخرى تملأ الحقول، بينما تنعشك النسمات الباردة أثناء صعودك إلى قمم مثل Pen-y-Fan.
فصل الخريف

أما الخريف، فهو وقت رائع آخر للتنزه والمشي لمسافات طويلة، حيث يكون الطقس ألطف مما يجعل التعرق أثناء الحركة أكثر راحة. كما أن الأشجار تتزين بألوان خريفية من الأحمر والبرتقالي، في مشهد يستحق التأمل. وإن كنتِ ترغبين في تجربة ركوب الأمواج، فإن أكبر الأمواج على طول الساحل خاصة حول شبه جزيرة Gower تبدأ بالظهور من الخريف وحتى أوائل الربيع.
فصل الشتاء
وللشتاء جاذبيته الخاصة، حيث تغطّي الثلوج المتلألئة قمم الجبال في منتزه إريري الوطني سنوودونيا ومنتزه باناو بريخينيوغ بريكون بيكونز. كما يُعد الشتاء من أفضل الفصول لمراقبة النجوم في ثلاث من محميات السماء المظلمة Dark Sky Reserves. يجدر الانتباه إلى أن القيادة في الشتاء قد تكون صعبة بسبب الجليد، كما أن الرياح القوية قد تجعل المشي في المسارات الساحلية أو الجبلية محفوفاً بالمخاطر.
المدة التي ينبغي أن تقضيها في ويلز

يعتمد ذلك على المدة المتاحة لديكِ. فهناك الكثير لتريه وتفعليه في ويلز، لذلك من الأفضل أن تمنحي نفسكِ الوقت الكافي للاستكشاف. يُعد قضاء أسبوع واحد خياراً جيداً كبداية، إذ يتيح لكِ زيارة مدينة أو اثنتين والاستمتاع بجمال السواحل والجبال الويلزية التي تخطف الأنفاس. أما إذا خصصتِ أسبوعين، فستتمكنين من القيام بجولة أكثر شمولاً تشمل الجبال والسواحل وحتى الوجهات البعيدة عن المسارات السياحية المعتادة. إذا كانت زيارتكِ سريعة، فمدينتا سوانزي وكارديف تُعدان مركزين مهمين للثقافة والتاريخ. أما بلدة Tenby، فهي نقطة انطلاق رائعة للتعرف إلى ساحل بيمبروكشير، في حين أن Abergavenny تُعتبر بوابة ملائمة للوصول إلى جبال Bannau Brycheiniog. أما في شمال ويلز، فتُعد مدن مثل كارنارفون وبلايناو فستينيوق، وبيثوس-ي-كويد وأبيريستويث مراكز مثالية لاستكشاف منتزه إريري الوطني.
الوصول إلى ويلز والتنقل داخلها
استكشاف ويلز بالسيارة يُعتبر الخيار الأسهل، لكن العديد من الزائرين يعتمدون على وسائل النقل العام للتنقل عبر البلاد. تُعد كارديف نقطة انطلاق ممتازة لاكتشاف جنوب ويلز، إضافة إلى باناو بريخينيوغ وساحل بيمبروكشير، حيث تتوافر بها وصلات مريحة عبر الطرق والسكك الحديدية وحتى الرحلات الجوية إلى مختلف أنحاء البلاد. كما تُعد سوانزي مركزاً جيداً آخر في جنوب ويلز وتوفّر سهولة الوصول إلى شبه جزيرة جاور الجميلة. أما في الشمال، فبإمكانك التوجه شمالاً من أبيريستويث أو اتباع الطريق السريع A55 أو خط السكك الحديدية الرئيسي على الساحل الشمالي للوصول إلى منتزه إريري الوطني وجزيرة أنغليسي. إذا كنتِ تخططين لقيادة سيارة، فستتمكنين من التنقل بسرعة ومرونة أكبر، خاصة أن شبكة السكك الحديدية بين شمال وجنوب ويلز ليست مترابطة بشكل جيد. أما الحافلات الطويلة المدى، فهي تسلك الطرق الرئيسية وتتجاوز أجمل المناظر، بينما قد تكون الحافلات المحلية بطيئة بعض الشيء. إذا كنتِ قادمة بالطائرة، فإن مطار كارديف هو البوابة الرئيسية لجنوب ويلز، أما في الشمال، فيُفضل السفر إلى ليفربول ومتابعة الطريق بسيارة أو حافلة أو قطار.
المسارات الطبيعية مناسبة لعاشقات المشي

ويلز تُعد وجهة مفضلة لعشّاق المشي، حيث تنتشر فيها مسارات طبيعية يمكن الوصول إلى بداياتها ونهاياتها باستخدام الحافلة أو القطار. من أشهر هذه المسارات:
• مسار ساحل بيمبروكشير، يستغرق أسبوعين تقريباً.
• مسار Offa’s Dyke Path
• طريق North Wales Pilgrim’s .
كما أن العديد من الزائرات يُخصصن رحلتهن بالكامل لاستكشاف مسارات جبال باناو بريخينيوغ وإريري، لما تقدمه من مغامرة وجمال طبيعي لا يُنسى.