هل تبحثين عن وجهة تجمع بين الحداثة والتراث؟ بين الهدوء والمغامرات المشوقة؟ هل ترغبين في تجربة لا تُنسى تجمع بين الفخامة، الثقافة، الطبيعة، والتاريخ وكل ذلك في مكانٍ واحد؟ مرحباً بكِ في أبوظبي، عاصمة التنوع. لكن، من أين تبدئين؟ هل تستهلين رحلتكِ بزيارة مسجد الشيخ زايد الكبير لتغوصي في حالة من السكينة والجمال المعماري؟ أم تنطلقين إلى قلب الصحراء في مغامرة سفاري لا تُنسى تحت سماء مرصعة بالنجوم؟ هل تميلين لقضاء يوم ممتع في واحدة من أكبر المدن الترفيهية المغلقة في العالم؟ أم تفضلين الانسجام مع البحر في نادٍ شاطئي أنيق أو تجديف هادئ وسط أشجار القرم؟ وماذا عن جولة ثقافية في متحف اللوفر أبوظبي، حيث يلتقي الشرقُ الغربَ تحت قبة تنثر مطر الضوء؟ أو نزهة على كورنيش المدينة، حيث يختلط المقيمات بالزائرات في مشهد حضري يعبق بالحياة؟ ولمن تبحث عن الجوهر الحقيقي للمدينة، هل جربتِ التوغل في أحيائها التاريخية مثل الدانة والزاهية، حيث لا تزال رائحة الخبز الطازج وأصوات الأسواق تنبض بذكريات الماضي؟ في هذا الدليل، نأخذكِ في رحلة فريدة عبر أبوظبي. وجهة لا تُشبه سواها وتجربة تستحق أن تُعاش بكل تفاصيلها.
استرخي على الشاطئ
مع أشعة الشمس الساطعة طوال أيام السنة، تُعَدُّ أيام المسبح والشاطئ من أروع وسائل الاستجمام في أبوظبي. في نادي شاطئ السعديات، ستجدين الرمال البيضاء والمياه الفيروزية، مع أجواء متوسطية أنيقة ومرافق رياضية متكاملة، جاكوزي وأكواخ خاصة تُوفر لكِ العزلة والاسترخاء، إلى جانب مسبح يخطف الأنظار في كل زيارة.
استمتعي بجاذبية مسجد الشيخ زايد الكبير
من بين جميع روائع أبوظبي المعمارية، لا يأسر الزائرات مثلما يفعل مسجد الشيخ زايد الكبير. يمكن للمسجد استيعاب ما يصل إلى 40,000 مُصلٍّ كما يستقبل ملايين الزائرات كل عام. ومع هذا العدد الهائل من الزائرات، تسود أجواء من السكينة والطمأنينة، يعززها صوت الأذان العذب الذي يتردد في الأجواء خمس مرات يومياً. تضيف الأبراج المذهبة والثريات المزخرفة والأعمدة المرصعة بالأحجار الكريمة ونصف الكريمة مثل الأماثيست، لمسة من الفخامة والرقي. بإمكانكِ استكشاف المسجد بمفردكِ أو بصحبة مرشدة سياحية. وننصحكِ بزيارته في وقت متأخر من بعد الظهر، حيث يمكنكِ التمهل والاستمتاع برؤية المآذن الأربع والقباب الـ82، وكلها مكسوة برخام أبيض ناصع، تغمرها إضاءة زرقاء ناعمة في هذا الوقت من اليوم. مقابل المسجد مباشرة، تقع واحة الكرامة وهي إنجاز معماري آخر يتميز بنصبها التذكاري الحائز على جوائز والمكون من 31 لوحة مكسوة بالألمنيوم تتكئ على بعضها بعضاً، في رمزية قوية للوحدة والتضامن. من ساحة النصب التذكاري، ستحصلين على أروع إطلالة على مسجد الشيخ زايد الكبير، حيث ينعكس جماله الخلاب في بركة مائية ضحلة أمامه.
ما رأيك بقراءة أيضًا دبي وجهة سياحيّة مناسبة للاستمتاع برحلة عائليّة قصيرة
استمتعي في مدن الألعاب الترفيهية
تُعَدُّ مدن الألعاب الترفيهية من أبرز ما تتميز به أبوظبي، حيث تُقدم تجارب عالمية المستوى وأربع من أشهر هذه المدن تقع في جزيرة ياس، عاصمة الترفيه في الإمارة. إذا كنتِ من محبات الإثارة؛ فوجهتكِ الأولى هي عالم فيراري، حيث تجدين أسرع أفعوانية في العالم، إضافة إلى مضمار كارتينغ بطول 290 متراً وتجارب محاكاة متطورة تنقلكِ إلى قلب عالم السرعة. قريبة من هناك، تقع ياس ووتر وورلد، التي تضم أكثر من 40 لعبة ومنزلقاً مائياً تناسب جميع الأعمار وتدور فكرتها حول مغامرة البحث عن لؤلؤة أسطورية. بل يمكنكِ الغوص في خزان مائي لجمع محار يحتوي على لآلئ حقيقية تكريماً لتراث الإمارات في الغوص بحثاً عن اللؤلؤ. أما عالم وارنر براذرز؛فهو الخيار الأمثل في أيام الصيف الحارة، إذ يُعد أكبر مدينة ترفيهية مغلقة في العالم بمساحة تصل إلى 1.65 مليون قدم مربع، ويُوفر تجربة مليئة بالشخصيات الكرتونية المحبوبة للأطفال والكبار. وجهة إضافية خارج جزيرة ياس: في مول الريم، ستجدين سنو أبوظبي، حيث يتحول الحلم إلى واقع: التزحلق على الجليد، القفز داخل كرات زورب والانزلاق بالحبال وكل ذلك وسط عالم شتوي ساحر في قلب الصحراء. إذا كانت مدن الألعاب من أولوياتكِ، فاحرصي على الاطلاع على باقات تجارب متعددة في جزيرة ياس التي تُوفر دخولاً مخفضاً لأكثر من حديقة ترفيهية وهي خيار مثالي للعائلات الكبيرة.
اهربي إلى قلب الصحراء
صحراء الربع الخالي، هذا الامتداد اللامتناهي من الرمال الذهبية، لطالما كانت مصدر إلهام لأساطير عن مدن مفقودة وقوافل اختفت في المجهول. تمتد على مساحة مذهلة تبلغ 650,000 كيلومتر مربع؛ لتكون بذلك أكبر صحراء رملية متصلة في العالم وتُغطي حوالي 70٪ من أراضي أبوظبي. وبانتظاركِ هناك تجارب لا تُنسى: من رحلات طبيعية هادئة إلى مغامرات مليئة بالأدرينالين، وصولاً إلى إقامات فاخرة تحت النجوم. إذا كانت هذه زيارتكِ الأولى للصحراء؛ فننصحكِ بتجربة سفاري الصحراء. تتضمن هذه الرحلة مجموعة من الأنشطة الشائقة: ركوب سيارات الدفع الرباعي بين الكثبان الرملية في مغامرة مليئة بالإثارة، إلى جانب قيادة الدراجات الرباعية، التزلج على الرمال، ركوب الجمال، عروض الرقص الشرقي وعشاء مشاوي في الهواء الطلق. أما إن أردتِ الارتقاء بالتجربة؛ فجربي المبيت في الصحراء، حيث السماء الصافية المليئة بالنجوم، تليها شروق شمس ساحر وتجربة ضيافة بدوية أصيلة. إذا كنتِ تعانين من دوار الحركة، يُفضل تناول دواء مناسب قبل 30 إلى 60 دقيقة من بدء رحلة السفاري، خصوصاً أن قيادة السيارات على الكثبان الرملية وركوب الدراجات الرباعية قد تكونان مليئتين بالحركة.
عودي بالزمن إلى الوراء في أقدم أحياء المدينة
وسط المجمعات التجارية الضخمة والفنادق الفاخرة وملاعب الغولف الحديثة، تختبئ أحياء الدانة والزاهية، مناطق قديمة لا تزال تنبض بالحياة، لكنها نادراً ما تكون على خارطة الزائرات. هنا، تقف متاجر العائلات الصغيرة التي افتُتحت قبل أكثر من 40 عاماً، شاهدة على ماضٍ بسيط وأصيل. خلال تجوالكِ في الأزقة الضيقة والممرات الجانبية، ستكتشفين مخابز تقليدية تديرها عائلات ومطاعم كباب صغيرة ومحال أقمشة وخياطين مهرة وصالونات تجميل.
قد يهمك متابعة أيضًا إقامة مترفة في أجمل 3 فنادق فخمة عند السياحة في دبي
زوري متحف اللوفر أبوظبي
يُعَدُّ اللوفر أبوظبي وجهة لا غنى عنها لعاشقات الفن والثقافة، حيث يلفت الأنظار بتصميمه المعماري ومجموعته الدائمة التي تضم أكثر من 700 عمل فني من مختلف حضارات العالم، إلى جانب 300 قطعة فنية مُعارة من متاحف شريكة، ومعارض مؤقتة تربط بين الشرق والغرب.
من بين روائع المعروضات الدائمة:
- القارئة الخاضعة للفنان رينيه ماغريت.
- صورة لامرأة لبابلو بيكاسو.
- أمير شاب يدرس لعثمان حمدي بك.
يمكنكِ قضاء ساعات طويلة في هذا القصر الثقافي الغني بالتفاصيل. أما إذا كانت زيارتك قصيرة؛ فبإمكانكِ حجز جولة سريعة تُسلط الضوء على أبرز الأعمال. ومهما كانت مدة زيارتكِ؛ فلن يفوتكِ التأمل في القبة العملاقة التي صممها المعماري جان نوفيل والبالغة 7,500 طن. تبدو القبة وكأنها تطفو فوق المتحف، حيث تخلق فتحاتها المضيئة تأثيراً بصرياً شاعرياً يُعرف بـ مطر الضوء. لرؤية مختلفة تُبرز جمال المتحف من زاوية معمارية فريدة، خاصةً عند غروب الشمس، يمكنكِ القيام بجولة كاياك حول المتحف، المُطل على حافة الخليج العربي. على مقربة من المتحف، يمتد شاطئ الكورنيش، حيث تلتقي المقيماتُ الزائراتِ في أجواء بحرية هادئة مثالية لنهاية يوم ثقافي مميز.
انغمسي في نمط الحياة المحلي على كورنيش أبوظبي
يُعتبر كورنيش أبوظبي الواجهة البحرية المحبوبة في المدينة، وهو المكان الذي تلتقي فيه الزائرات الباحثات عن الاستجمام تحت الشمس مع المقيمات اللواتي يأخذن استراحة من صخب الحياة اليومية. ستجدين هنا مزيجاً من العائلات والأزواج الشابة مع أطفالهم وعاشقات الرياضة وكبار السن الذين يستمتعون بنزهة هادئة، جميعهم يتناثرون على طول ممشى يزدان بالمقاهي والحدائق المُهذبة وملاعب الكرة الطائرة ومناطق اللعب للأطفال. يُخصص شاطئ الكورنيش للزائرات الباحثات عن الانتعاش تحت أشعة الشمس. يتميز الشاطئ بوجود منقذات ومنقذين للحفاظ على السلامة ويوفر كل ما تحتاجينه ليوم شاطئي مريح: من كبائن تغيير الملابس، إلى المظلات، الاستحمام والمناطق الخاصة بالعائلات والمجموعات وحتى الأفراد.
تجديف في مياه متنزه القرم الوطني
قد لا يبدو الجمع بين الصحراء وأشجار القرم طبيعياً في الظاهر، لكن في أبوظبي، هذا التنوع البيئي يشكل جزءاً أساسياً من الهوية الطبيعية للمنطقة. تُهيمن أشجار القرم الكثيفة على السواحل وتساعد على تنقية المياه وتهدئة التيارات، كما تلعب دوراً كبيراً في امتصاص وتخزين كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون. في متنزه القرم الوطني، يمكنكِ مشاهدة مجموعة مدهشة من الكائنات الحية: سرطانات البحر المرقطة، طيور الفلامينغو، البلشونات وحتى أبقار البحر المعروفة بخجلها الشديد. أفضل طريقة للتقرب من هذه الحياة البرية هي التجديف بالكاياك أو التوازن على لوح التجديف في هدوء المياه الساحرة.
