هل تعانين من ضيق في التنفس باستمرار؟ هل تشعرين باحتقان أنفك باستمرار؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن يكون هواء منزلك أو مكتبك مرتفع الرطوبة. تقود الرطوبة العالية في الهواء إلى نمو العفن والفطريات، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى مشكلات في الجهاز التنفسي والحساسية. لكن، إحدى الطرق للمساعدة على تحسين جودة الهواء وتنظيم مستوى الرطوبة، هي إضافة نباتات داخلية محددة، فبعض النباتات مساعد على زيادة الرطوبة من خلال عملية النتح، حيث يمتص الماء من التربة ويطلقه عبر أوراقه، مما يزيد من مستوى الرطوبة في الجو. وعلى العكس من ذلك، هناك نباتات أخرى تمتص الرطوبة من الهواء.
يشير ذلك إلى أن الهدف من ديكور المنزل، بالإضافة إلى الجماليات، هو تحسين البيئة الداخلية، وجعلها أكثر صحة وملاءمة للعيش. فهم تأثير النباتات على مستوى الرطوبة يساعد على اختيار الأنواع المناسبة وفقاً لاحتياجات المنزل، سواء لرفع أو تقليل الرطوبة. لكن، جدير بالذكر أن التأثير الفعلي للنباتات على مستويات الرطوبة يبقى نسبياً ومحدوداً، خاصة في أمر خفض الرطوبة.
كيف تؤثر رطوبة المنزل على صحة ساكنيه؟

يُعد الحفاظ على مستويات مثالية للرطوبة الداخلية بالمنزل -عادةً ما بين 30% و50%- أمراً ضرورياً لتعزيز الصحة والراحة. بخلاف ذلك، قد يصاب الساكنون بمشكلات في:
- صحة الجهاز التنفسي: يمكن أن يؤدي انخفاض الرطوبة إلى جفاف الأغشية المخاطية، مما يقود إلى تهيج الجهاز التنفسي. نتيجة لذلك، يمكن أن تتفاقم حالات مثل الربو والحساسية.
- صحة الجلد: يمكن أن يتسبب الهواء الجاف بجفاف الجلد وحكة وتهيجه. من ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي الرطوبة الزائدة إلى زيادة التعرق والتهابات الجلد؛ بسبب تراكم الرطوبة.
- جودة النوم: تُسهم مستويات الرطوبة المناسبة في تحسين النوم. بالمقابل، يمكن أن تتسبب الرطوبة المنخفضة بعدم الراحة وجفاف الممرات الأنفية، بينما يمكن أن تُصعّب الرطوبة العالية على الجسم تبريد نفسه، فالرطوبة العالية تزيد من شعور الحرارة وعدم الراحة، وتؤثر على جودة النوم بشكل عام.
- الراحة والرفاهية: يمكن أن تجعل الرطوبة المنخفضة أو المرتفعة جداً البيئات الداخلية أقل راحة وتؤثر سلباً على الصحة العامة.
- نمو العفن والفطريات: قد تؤدي مستويات الرطوبة العالية إلى نمو العفن والفطريات، مما قد يُسهم في سوء جودة الهواء ومشكلات الجهاز التنفسي.
إشارة إلى أن الرطوبة العالية تُزيد من احتمالية نمو العفن والفطريات، مما يؤثر سلباً على جودة الهواء والصحة، بينما الرطوبة المنخفضة تضر بالجهاز التنفسي والجلد. في المواجهة، يُمكن أن يُساعد استخدام أجهزة الترطيب أو مزيلات الرطوبة في تنظيم مستويات الرطوبة، وفقاً لاحتياجاتك الخاصة، جنباً إلى جنب مع نباتات داخلية محددة تمتص، وتساعد أيضاً على خلق بيئة معيشية أكثر توازناً ومتعةً.
نباتات مساعدة في السيطرة على رطوبة المنزل

- نبات الأوركيد: يمتص نبات الأوركيد المزهر الماء من وسيط النمو (لحاء، أو طحالب)، ويطلق الرطوبة في الهواء من خلال عملية النتح، مما قد يزيد الرطوبة قليلاً. هو يحتاج إلى نسبة رطوبة تتراوح بين 60 و80% ليزدهر. ويُزرع عادة في وسط نمو خالٍ من التربة، مثل لحاء التنوب، أو طحالب الخث، أو طحالب السفاغنوم، والتي توفر الرطوبة والدعم المطلوبين.
- نبات الهواء (التيلاندسيا): ينتمي نبات التيلاندسيا إلى فصيلة البروميلياد، عند اختيار النبات المذكور، يُفضل ترتيب مكان مُشمس (وليس حارقاً) طوال اليوم حتى يحل فيه. لكن، قدرة نبات الهواء على خفض الرطوبة في غرفة بأكملها بشكل ملحوظ، قد تكون محدودة وتعتمد على حجم النباتات وعددها ومستوى الرطوبة الأساسي. إضافة إلى ما تقدم، يتميز نبات التيلاندسيا بجماله الأخّاذ وجاذبيته، مما يجعله خياراً مثالياً للمنزل.
نبات الهواء في أصيص معلق (الصورة من unsplash) - خيزران الحظ: نبات شبه دائم الخضرة، متوفر بأحجام وأشكال متنوعة. لكن، قد يدهش بعض الناس عندما يعلم أن خيزران الحظ، المعروف أيضاً باسم دراسينا ساندريان، لا ينتمي إلى عائلة الخيزران، إلا أنه يشبه سيقان الخيزران بشكل ملحوظ. ينمو خيزران الحظ بشكل جيد في البيئات الرطبة، ويمتص الماء من الوسط الذي ينمو فيه (الماء أو التربة)، لكنه يطلق الرطوبة في الهواء من خلال النتح، مما قد يزيد الرطوبة، وهو لا يخلو من جمالية.
خيزران الحظ مع اكسسوارات مستخدمة في تزيين زاوية منزلية (الصورة من pexels) - نخيل طاحونة الهواء: تحتاج شجرة نخيل طاحونة الهواء، المعروفة أيضاً باسم "نخيل النمر" أو "نخيل الديبيس"، إلى عناية معتدلة من صاحبة المنزل، فهي تحب الضوء غير المباشر والرطوبة العالية، ومفيدة في زيادة مستوى الرطوبة في المنزل، خاصة في الأماكن الجافة، كما تضفي مظهراً جمالياً أنيقاً.
شجيرة نخيل (الصورة من pexels) - بوثوس الذهبي: يمتلك هذا النبات المنزلي المعمر والمنتمي إلى الفصيلة القرمزية (Araceae)، أسماء كثيرة، من بينها: لبلاب الشيطان، وكرمة الشيطان، وبوثوس الملكة الرخامية، وكرمة القلقاس. وهو لا يحتاج إلى عناية كبيرة، ومرغوب فيه لأوراقه اللامعة أو الخضراء أو المتنوعة على سيقانه المتدلية، علماً بأنه ينمو ليتراوح ارتفاعه بين 6 و8 أقدام فقط كغطاء أرضي أفقي، لكن يمكن أن يصل طول الكروم المتدلية والمتسلقة إلى 40 قدماً. هذه الميزة تجعله مناسباً تماماً للسلال المعلقة. كنبات في أوعية، يحتفظ عادةً بشكل أوراقه الصغيرة. يفضل هذا النبات الضوء الساطع غير المباشر، ولكنه قادر على البقاء حتى لفترات طويلة في ظروف الإضاءة الخافتة، وهو قد يساعد في زيادة مستويات الرطوبة الداخلية، خاصة إذا كانت الرطوبة منخفضة.
نبات بوثوس الذهبي في المنزل (الصورة من pexels) - نبات العنكبوت: يُعدّ نبات العنكبوت مُفضلاً في صفوف مُحبي الحدائق الداخلية؛ بفضل قدرته على التكيف وسهولة العناية به. ينمو بسرعة، وهو مثالي للزراعة في الأصص المُعلقة. لكن، على الرغم من قدرة "العنكبوت" على امتصاص الرطوبة، يُنصح بعدم الاعتماد عليه وحيداً للتحكم في مستوى الرطوبة، خاصة في الأماكن ذات الرطوبة العالية جداً.
الخلاصة: يُوصى باستخدام أجهزة إزالة الرطوبة كحلّ فعال لمشكلات الرطوبة العالية بالمنزل، مع الإشارة إلى أن النباتات تؤدي دوراً تكميلياً، أو تكون مفيدة في حالات الرطوبة المنخفضة، أو لما لها من فوائد أخرى، بعيداً عن المبالغات التي تضخم من دورها في تنقية هواء المنزل، أو القضاء على الرطوبة.