يمكن للألوان أن تغير المشهد العام لأي مساحة، فهي قادرة على توسيعها أو تضييقها، وإضاءتها أو تعتيمها، لذا من الضروري اختيار الألوان المناسبة لكل فراغ.
لا ينبغي الاستهانة بتناسق الألوان، ومن المهم هنا البدء من الأساسيات. على سبيل المثال، يُعدّ اختيار الألوان المتناسقة حلاًّ فعالاً دائماً، لإنشاء تصميم داخلي حيويّ ومتوازن. يمكنك أيضاً اختيار ألوان متكاملة؛ تُضفي لمسةً جذابةً وشخصيةً مميزة، وهذا الخيار مثالي للغرف المفعمة بالحيوية والنشاط. ننصحكِ بالالتزام بثلاثة ألوان متناسقة، واستخدام درجاتها المختلفة؛ لتجنب فوضى الألوان وعدم انتظامها.
في مشروع التصميم الداخلي، يُعدّ اختيار الألوان المناسبة أمراً بالغ الأهمية لمظهر الغرفة ووظيفتها. في السطور الآتية، سنستكشف كيف يُمكن لاستخدام الألوان المناسبة أن يُحدث تغييراً جذرياً في تصميم الغرفة.
الألوان تُغيّر حجم الغرفة
للألوان تأثيرٌ كبيرٌ على حجم الغرفة. الفكرة الأساسية هي أن الجدران ذات الألوان الفاتحة عادةً ما تُوسّع المساحة، مما يُضفي عليها شعوراً بالاتساع والانفتاح، بينما تُضفي الجدران ذات الألوان الداكنة شعوراً بالضيق، ما يجعلها تبدو أقل اتساعاً وأكثر ازدحاماً. إن معرفة "التأثير البصري" للألوان عامل مهم لاختيار الألوان بوعي ودراية، مما يُتيح لك اختيار توليفات مُختلفة لتحقيق أفضل النتائج والاستفادة القصوى من الغرفة التي تُصمّمينها.
مثلاً، يُمكن لطلاء الجدران باللون الأبيض أن يُضفي على الغرفة شعوراً باتساعها. أو إذا اخترت طلاء الجدار البعيد بلون مختلف، فقد يُحدث ذلك تأثيرات مُختلفة؛ فإذا كان لوناً بارداً؛ سيبدو الجدار أبعد، بينما سيجعله اللون الدافئ أقرب. استخدام لون داكن أو دافئ على جميع جدران الغرفة سيجعلها تبدو أصغر وأكثر اتساعاً، بينما اختيار لون أهدأ للجدران، مثل درجة باستيل فاتحة، سيُضفي شعوراً باتساع الغرفة. من المهم أن إدراك هذه "التأثيرات البصرية" لتجنب اختيار لون يُعطي تأثيراً غير مرغوب فيه على المساحة التي نُصممها.
اختيار الألوان بناءً على سطوع الغرفة
من العوامل المهمة الأخرى التي يجب مراعاتها سطوع الغرفة ومدى تعرضها للضوء الطبيعي. ولا تنسي أن جودة الضوء الطبيعي ليست ثابتة دائماً، بل تتغير على مدار اليوم وعلى مدار السنة، وهذه التغيرات تؤثر على إدراكنا للون الذي نختاره لجدران غرفتنا. لنلقِ نظرة فاحصة على تعرض غرفتنا للإضاءة، مع مراعاة كل حالة على حدة، فإذا كان الضوء الطبيعي الداخل إلى الغرفة يميل نحو درجات الألوان الباردة، فيعني ذلك أنه من الأفضل تجنب الألوان ذات الدرجات الباردة، التي تميل إلى الأخضر أو الرمادي. يمكنك اختيار ألوان ذات درجات دافئة، بدرجات فاتحة، لجذب أكبر قدر ممكن من الضوء. أو يمكنك اختيار درجات أغمق قليلاً، مع الالتزام بالدرجات الدافئة، لخلق جو أكثر شمولاً يمنح شعوراً أكبر بالراحة. أما بالنسبة للغرف التي يكون فيها ضوء النوافذ دافئاً طوال ساعات النهار، فيمكنك استخدام ألوان الباستيل للاستفادة من كمية الضوء الطبيعي، مما يزيد من إشراق الغرفة.
بالطبع، إلى جانب الإضاءة الطبيعية، يجب مراعاة مصادر الإضاءة الاصطناعية في الغرفة، واختيار نوع الإضاءة الأنسب للتأثير الدافئ أو البارد الذي نرغب في الحصول عليه. تُصدر مصابيح الهالوجين والمتوهجة ضوءاً أصفر اللون، مما يجعل ألوان الغرفة تبدو أكثر دفئاً، بينما تُبرز الإضاءة الباردة الألوان الباردة المقابلة بشكل أكبر. يُعد حجم الغرفة ودرجة تعرضها للضوء وسطوعها من الاعتبارات المهمة التي يجب مراعاتها قبل البدء في استكشاف أذواقنا التصميمية الشخصية، إذ يمكن أن يكون لها تأثير حاسم على نتيجة مشروع التصميم الداخلي، وتأثير كبير على المظهر النهائي للغرفة.
وضع أثاث الغرفة في الاعتبار
يمكنك التفكير في العناصر الأخرى الموجودة في الغرفة، أو التي ترغبين بوجودها، مثل الأثاث والديكور والأرضيات، وما إلى ذلك. مع وضع هذه العناصر في الاعتبار، من المهم اختيار اللون الرئيسي المسيطر، والذي سيسمح لك بتنسيق باقي أجزاء الغرفة. مثال شائع هو اختيار لون قوي للجدران، ثم تنسيق إطارات الأبواب والنوافذ بألوان أكثر حيادية. هذا يُضفي على الغرفة مظهراً أنيقاً بسهولة. إذا كانت هناك نقوش خشبية؛ يمكنكِ إبرازها باستخدام لون مختلف عن لون الجدران، كما يمكنك أيضاً تجربة الألوان التي تُضفي تأثيراً بصرياً مميزاً، على سبيل المثال: اختيار لون أغمق للألواح وترك لون أفتح للجدران والسقف، مما يُوحي بارتفاع السقف. أو يمكنك اختيار نفس الدرجة الفاتحة للألواح والسقف، مع إعطاء الجدران لوناً أكثر وضوحاً وكثافة. وأخيراً، لا تنسي إضافة لمسات لونية مميزة إلى الديكور والأكسسوارات، فهذا يُضفي مظهراً أكثر حيويةً وبهجةً حتى على أكثر المساحات جديةً ورسميةً، ويمكن تحقيق ذلك باختيار الوسائد والقطع الزخرفية واللوحات وغيرها.
