mena-gmtdmp

فندقُ أنانتارا جراند كراسنابولسكي ..ضيافة فاخرة في أمستردام

الأسقفُ الزجاجيَّةُ مبهرة في القاعةِ التي تعودُ للقرنِ الـ 19 في مطعمِ وينترجاردن.
الأسقفُ الزجاجيَّةُ مبهرة في القاعةِ التي تعودُ للقرنِ الـ 19 في مطعمِ وينترجاردن

لم يعد السفرُ إلى أمستردام، يقتصرُ فقط على مواسمَ محدَّدةٍ مثل الربيعِ حيث تتفتَّحُ فيه أزهارُ التوليب في حقولٍ واسعةٍ، تشتهرُ بها العاصمةُ الهولنديَّة، إذ تستقبلُ حالياً الزوَّارَ على مدارِ العام لما تمتلكه من مقوِّماتٍ سياحيَّةٍ فريدةٍ من نوعها.

 

فندقُ أنانتارا جراند كراسنابولسكي أمستردام

 


أمستردام هذه المدينةُ السياحيَّةُ الشهيرةُ، تأسَّست أواخرَ القرنِ الـ 12 الميلادي، وقد كانت في الأصلِ قريةً صغيرةً، ينشطُ فيها صيادو السمكِ على ضفافِ نهرِ الأمستل. فيما بعد، أصبحت من أهمِّ الموانئ بالعالم، وتحديداً في القرنِ الـ 17، أو ما يُعرَفُ بـ «العصرِ الذهبي الهولندي»، وهو كذلك، لأن التجارةَ، والفنونَ، والعلوم، ازدهرت خلاله، لتصبحَ أمستردام مركزاً تجارياً مهماً، وواحدةً من أغنى وأقوى المدنِ في الخارطةِ الدوليَّة. ومنذ ذلك الوقتِ، والمدينةُ لم تفقد جاذبيَّتها إلى يومنا هذا.

ونظيرَ ما تتميَّزُ به العاصمةُ الهولنديَّة، حزمنا حقائبنا، نقصدُها في جولةٍ سياحيَّةٍ، واستغرقت رحلتُنا إليها بالطائرةِ نحو ستِّ ساعاتٍ، هبطنا في نهايتها بمطارِ سخيبول Schiphol الشهير، إذ إنه من أكثر المطاراتِ ازدحاماً بالعالمِ في حركةِ الركَّابِ الدوليين. مع ذلك، كانت إجراءاتُ الدخولِ سريعةً، لنصلَ في دقائقَ إلى قلبِ أمستردام، في المنطقةِ المقابلةِ للقصرِ الملكي والنصبِ التذكاري الوطني، فهناك بساحةِ دام، يقعُ مقرُّ إقامتنا، وهو الفندقُ العريقُ أنانتارا جراند كراسنابولسكي أمستردام Anantara Grand Hotel Krasnapolsky Amsterdam.

هذا الفندقُ الجميلُ والأنيق، يمتازُ بموقعه الاستراتيجي وسطَ أبرزِ المعالمِ، والمتاحفِ، ومناطقِ التسوُّقِ في المدينة، بل وعلى بُعد دقائقَ قليلةٍ أيضاً سيراً على الأقدامِ من محطَّةِ السككِ الحديديَّة.

تتميز غرف وأجنحة الفندق بتفردُ الديكورات العصريَّةِ والمريحةِ

 


ويتكوَّن أنانتارا جراند كراسنابولسكي أمستردام من 402 غرفة وجناح، وينفردُ بديكوراته العصريَّةِ والمريحةِ، وسلاسةِ تسجيلِ الدخولِ إليه، وهو ما لمسناه شخصياً حيث حظينا بترحابٍ جميلٍ وودي ومحترفٍ، وتسلَّمنا غرفتنا فوراً، لنتفاجأ عند دخولنا إليها بديكوراتها الأنيقةِ، وإطلالتها الرائعةِ على النصبِ التذكاري في ساحةِ دام الشهيرة.

ما رأيك بالاطلاع على 7 نشاطات سياحية جذابة لقضاء أوقات ممتعة في أمستردام

حقولَ التوليب

 


وبعد راحةٍ قصيرةٍ في الفندق، قمنا بأوَّلِ رحلةٍ قصيرةٍ بالسيارة، قصدنا فيها حقولَ التوليب Tulip Experience Amsterdam، وهي رمزُ هولندا، ووصلنا إلى أحدها في40 دقيقةً. هناك استمتعنا، وتعرَّفنا على تاريخِ هذه الزهرة، التي كانت يوماً ما أغلى من الذهبِ، وعلمنا أنها دخلت القارةَ الأوروبيَّةَ عن طريقِ الإمبراطوريَّةِ العثمانيَّة.

وإثر جولةٍ جميلةٍ، عدنا إلى الفندقِ، وكان في انتظارنا عشاءٌ فاخرٌ في جراند كافيه كراسنابولسكي، وهو مطعمٌ عريقٌ، يطلُّ على ساحةِ دام، ويُقدِّم مأكولاتٍ أوروبيَّةً بنكهاتٍ محليَّةٍ.

وفي صباحِ اليومِ الثاني، أيقظنا الحماسُ مبكِّراً جداً حيث خضنا تجربةً فريدةً في المدينةِ، شاهدنا فيها شروقَ الشمسِ الرائع بأمستردام، وكيف تُنير بأشعَّتها الذهبيَّةِ القنواتِ المائيَّةَ المنتشرةَ في أرجاءِ العاصمة من خلال قاربٍ كلاسيكي تقليدي خاصٍّ، تجوَّلَ بنا عبرها قبل أن نتناولَ وجبةَ فطورٍ شهيَّةً.

وأكملنا الجولةَ بالوصولِ إلى رصيف دار جاسان بقاربٍ آخرَ، وتعرَّفنا وراءَ الكواليسِ على ورشةٍ عائليَّةٍ، يمتدُّ تاريخها لأربعةِ أجيالٍ في المصنعِ العريقِ للألماس. شاهدنا هناك الحِرفيين، ولمسنا شخصياً أناقةَ الحجرِ الثمين، واطَّلعنا على الطرقِ الحِرفيَّةِ لتقطيعه، وصياغته، إذ ينفردُ المصنعُ بشكلٍ خاصٍّ لحجرِ الألماس، يحملُ الرمزَ GASSAN 121.

تتميز غرف وأجنحة بتفردُ الديكورات العصريَّةِ والمريحةِ

 


وعند عودتنا، تناولنا وجبةَ الغداءِ في مطعمِ Satchmo الذي يُقدِّم مأكولاتٍ هولنديَّةً تقليديَّةً، ويقعُ في مبنى تاريخي، ويحملُ طابعاً خاصاً، ويتميَّزُ بجلساتٍ خارجيَّةٍ رائعةٍ.

وعندما حان موعدُ وجبةِ العشاء، أبهرتنا الديكوراتُ في الغرفةِ البيضاء The White Room بفندقِ أنانتارا جراند كراسنابولسكي حيث توجَّهنا. ويمكنني القولُ: إنها من أفضلِ تجاربِ الطعامِ في أمستردام، كيف لا، والمطعمُ الحاصلُ على «نجمةِ ميشلان»، يُقدِّم أطباقاً، أقلُّ ما تُوصَفُ به بأنها رائعةٌ بأناملِ الشيف تريستان دي بور Tristan de Boer. وهذا ليس كلَّ شيءٍ فهناك أيضاً الضيافةُ الراقيةُ، والنكهاتُ المميَّزةُ، وطريقةُ تقديمِ الطعامِ الاحترافيَّةُ، والديكورُ الفخمُ في المكانِ الذي يعودُ تاريخه إلى عامِ 1885.

وعقب ليلةٍ رائعةٍ، بدأنا يومنا الثالثَ بأناقةٍ أيضاً حيث تناولنا الإفطارَ في مطعمِ وينترجاردن The Wintergarden بالفندق. لقد أبهرتنا بحقٍّ الأسقفُ الزجاجيَّةُ في القاعةِ التي تعودُ للقرنِ الـ 19. هو مكانٌ أيقوني بأجواءٍ مميَّزةٍ، أعجبنا فيه أيضاً التشكيلةُ الشهيَّةُ من المخبوزاتِ، والعصائرِ الطازجةِ، والفواكه، والأطباقِ الهولنديَّةِ العريقة، إضافةً إلى منصَّةِ الطهي المباشر.

وبما أن أفضلَ وقتٍ لاستكشافِ المدينةِ في الصباحِ الباكر قبل ازدحامِ الأرصفةِ بالمشاةِ، والسياراتِ، والدرَّاجاتِ الهوائيَّةِ التي تشتهرُ بها أمستردام، لذا خضنا تجربةَ السيرَ على الأقدامِ متجوِّلين بين معالمها التاريخيَّةِ، وأزقَّتها، وواجهاتِ مبانيها الرمزيَّة، وتذوَّقنا الحلوياتِ التقليديَّة، كما زرنا متحفَ الأجبانِ برفقةِ مرشدةٍ سياحيَّةٍ، زوَّدتنا بمعلوماتٍ قيِّمةٍ عن تاريخِ المدينة والمنطقة.

يمكنك أيضًا التعرف على 9 مدن جديرة بالزيارة عند السياحة في هولندا للمرة الأولى

 

أجملِ التجاربِ للانتعاشِ، والدلالِ في سبا فندق أنانتارا جراند كراسنابولسكي أمستردام

 


وبنهايةِ جولتنا اللطيفةِ، كان اللقاءُ في المنتجعِ الصحِّي، سبا فندق أنانتارا جراند كراسنابولسكي أمستردام. تمتَّعنا هناك بجلسةِ علاجِ الوجه بزهرةِ التوليب السوداء، وأستطيعُ التأكيدَ أنها من أجملِ التجاربِ للانتعاشِ، والدلالِ، لا سيما مع التدليك الخفيفِ للرأسِ والكتفين.

وختامُ يومنا الحافلِ، كان في الفندق، وتحديداً في «ذا تايلور the Tailor»، هذا الاسمُ الذي تكمنُ خلفَه قِصَّةٌ جميلةٌ، إذ إن مؤسِّسَ المبنى التاريخي، كان خياطاً بولندياً، يُدعى أدولف فيلهلم كراسنابولسكي، وصلَ إلى أمستردام قادماً من بلاده، لينطلقَ برحلةٍ مُلهمةِ من إدارةِ مقهى في شارعِ وارموست إلى إنشاءِ فندقٍ راقٍ في موقعٍ متميِّزٍ. وفي عامِ 2023، تمَّ تجديدُ أنانتارا جراند كراسنابولسكي أمستردام بالكامل.

بقي أن نشيرَ إلى أن فندقَ أنانتارا جراند كراسنابولسكي أمستردام، لا يقتصرُ دورُه على توفيرِ الإقامةِ الراقيةِ فقط، إذ يُؤمِّن المَقصدُ الجميلُ أيضاً تجاربَ طعامٍ استثنائيَّةً، ومنتجعاً صحياً احترافياً، وخدماتٍ أخرى كثيرة بمنتهى الروعة. ويمكن الحجزُ في الفندقِ من خلال الموقعِ الرسمي قبل الوصولِ، أو في «الكونسييرج» عند القدومِ إليه.

وختاماً، من المعروفِ أن أمستردام، تُقدِّم تجاربَ لا تُنسى للقادمين إليها، وبعد زيارتنا العاصمةَ الهولنديَّة، تأكَّدنا من ذلك على أرضِ الواقع، لكنَّنا لمسنا أيضاً الجمالَ الذي يُضيفه فندقُ أنانتارا جراند كراسنابولسكي أمستردام لهذه الرحلةِ، التي أنصحُ الجميع بها، إذ ستبقى خالدةً في ذاكرتي، وسأحلمُ دوماً بتكرارها، والعودةِ مجدَّداً إلى هذه المدينةِ الجميلةِ، والفندقِ العريق.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط