مع دخولِ العامِ الجديد، تقفُ صناعةُ الموضةِ الخليجيَّة أمامَ مرحلةٍ جديدةٍ من النضجِ والوضوح، فاليوم، لم يعد المصمِّمُ الخليجي مجرَّد موهبةٍ صاعدةٍ، أو اسمٍ محلي لافتٍ، بل أصبح جزءاً من مشهدٍ عالمي، يبحثُ عن الأصالةِ، والهويَّةِ، والمعنى. وبين التحوُّلاتِ الاجتماعيَّة، وصعودِ دورِ المرأة، وتغيُّرِ ذائقةِ المستهلك، تتشكَّلُ حالياً ملامحُ مستقبلٍ مختلفٍ للأزياءِ الخليجيَّة.
إن المسؤوليَّةَ باتت واضحةً، وضخمةً، وعليه المصمِّمُ المحلي مُطالبٌ بأن يتحوَّلَ من مبدعٍ إلى مؤسِّسِ علامةٍ تجاريَّةٍ مكتملةِ الأركان ومستدامةِ النمو. لم تعد المنطقةُ، تنتظرُ مجموعةً ملهمةً، ومبهرةً، وتخطفُ الأنظارَ فقط، فجمالُ التصاميم، ليس كافياً في مرحلةِ النموِّ الاقتصادي للمنطقة، والعلاماتُ التي ستحظى بفرصٍ أكبر للتوسُّعِ والاستمراريَّة، هي التي أسَّست قواعدَ وهويَّةً خاصَّةً لها، وصارت جاهزةً لتكون أكثر من مُنتجةٍ للتصاميم، بل وتُقدِّم أيضاً حلولاً وسلعاً، ما يجعلها الخيارَ الأوَّلَ للمستهلك الخليجي وغير الخليجي.
اليوم، الأنظارُ على المنطقةِ، لذا من الواجبِ الاهتمامُ بهويَّتها، وإبرازُ أصالتها، وتقديمُ تصاميمَ، تُعبِّر عن أسلوبِ حياةٍ لا عن موسمٍ عابرٍ، فالمستهلك العالمي الآن، يبحثُ عن قصصٍ جديدةٍ، تحملُ روحاً مختلفةً، تُطلِعُه على عوالمَ متنوِّعةٍ، وثقافاتٍ أخرى، وهنا ما يُميِّز المصمِّمَ الخليجي قدرتُه على دمجِ الاحتشامِ العصري بالفخامةِ الهادئة، مع التعبيرِ عن القوَّةِ الناعمةِ، والأناقةِ الواثقة.
إن السوقَ الخليجيَّةَ حالياً، لم تعد المستهلك المُستقبِل الذي يتبنَّى الفكرةَ العالميَّةَ بسذاجةٍ، بل أصبحت شريكاً أساسياً في صياغةِ الموضةِ وتوجُّهاتها، وهذه فرصةٌ عظيمةٌ للمصمِّمين المحليين لترجمةِ هذه الشراكةِ إلى علاماتٍ سفيرةٍ لهذه السوقِ في الأسواقِ العالميَّة.
في المقابل، هناك تحدِّياتٌ واضحةٌ قد تُعيق بعض المصمِّمين، أبرزُها الاعتمادُ على التقليد، وضعفُ النموذجِ التجاري، أو التركيزُ على العروضِ الإعلاميَّةِ أكثر من فهمِ العميلِ الحقيقي! وإذا كان مستقبلُ المصمِّمِ الخليجي في 2026 واعداً، فهو في الوقتِ نفسه ليس مضموناً. النجاحُ سيكون حليفَ مَن يفهمُ أن الموضة، لم تعد مجرَّد جمالٍ بصري، بل صارت صناعةً متكاملةً، ورسالةً ثقافيَّةً، وأداةَ تأثيرٍ، وعليه العلاماتُ المحليَّةُ التي ستقودُ المرحلةَ المقبلةَ، هي تلك التي تعرفُ مَن هي، ولماذا وُجِدَت، وكيف تنمو دون أن تفقدَ خصوصيَّتها. وفي عالمٍ، يبحثُ عن الاختلافِ قد يكون المصمِّمُ الخليجي أحدَ أكثر الأصواتِ المطلوبةِ على الساحةِ العالميَّة.





