زواج في أزمة

زواج في أزمة

سيدتي

مشكلتي هي انني تزوجت زواجا ينقصه التكافؤ الاجتماعي والثقافي, قبلت الزوج لكي اهرب من تحكم اهلي واثمر زواجي عن طفلين اكبرهما في الثالثة عشرة . اعلم ان اولادي لا ذنب لهم فيما يقع بيني وبين زوجي من خلاف. في بداية زواجي حاولت ان اتقبل زوجي واتقبل عيوبه ولكن الخلافات كثرت واتسعت الهوة بيننا واصبحت لا اطيق الحياة معه تحت سقف واحد ولا اطيق العلاقة الحميمة . ابغضه لأنه يفضل اهله علي وخصوصا اخته المطلقة. طلقت ولم يسعدها الحظ بزواج اخر فاذا بها تصوب غيرتها مني نحو بيتي وتثير المشاكل بيني وبين زوجي الذي يسمع ما تقول وينفذ بدون تفكير. وفي اخر حدث افتعلت مشكلة بسبب حقدها علي فادي الخلاف الي اعتداء زوجي علي بالضرب المبرح امام اولادنا وامام الخادمة وامام اهلي. ولذلك طلبت الطلاق فهددني بحرماني من اولادي. وطلبت منه ان يترك البيت فرفض علما بأن البيت ملكي انا. بعدها حاول الاعتذار وطلب ان اغفر له ما بدر منه. وسايرته خوفا من ان يحرمني من اولادي. ومر عام كنت خلاله احاول نسيان ما حدث فابكي احيانا واصلي واطلب العزاء من الله . مؤخرا حدث تقارب بيني وبين طبيب اولادي بالرغم من انه متزوج واب. افصح لي بأن حياته غير مستقرة لان زوجته  تغار عليه بشكل جنوني مما ادي الي هروبه من بيته عد مرات. مشكلتي هي انني لم انس ما فعله زوجي حين ضربني بسبب اخته.  لم يجر بيني وبين الطبيب اي شيء  سوي المكالمات الهاتفية ووقد عرفت انه انفصل عن زوجته. حاليا افكر بالانفصال ولكني اخشي  ان احرم من اولادي. اريد رأيا في مشكلتي

 سوسن ب

 

عزيزتي

هل تظنين ان الرجل لا يشعر بما تكنه له زوجته من مشاعر سلبية كانت ام ايجابية؟ وهل تتصورين انه لو لم تكن العلاقة بينك وبينه تشعره بتذمرك  وبأنك مكرهة علي الحياة معه بسبب الاولاد - هل تتصورين ان يكون تأثير اخته المطلقة عليه بهذه القوة. ببساطة الاخت المطلقة اخته ومن دمه وتعيش ازمة وتشعره بأنها محتاجة لرعايته ولبره. بينما تشعره زوجته وام اولاده التي هي انت انها قبلته مكرهة وانه ملئ بالعيوب وبأنها تنفر منه في الفراش. فماذا يمكنه ان يفعل؟ أنا اسلط الضوء علي بعض المساحات التي يمكن ان تفسر لك ما غاب عنك.

وبما انك لم تكتبي لي تفاصيل المشكلة التي ادت الي انفجار العنف فلا يمكنني ان اتهم هذا الزوج اتهاما صريحا ان لم تواجهي نفسك بما تبادلت معه من كلام ادي الي العنف. هل صدر منك ما يجرح كبرياءه؟ عقد المقارنات بين علاقة الزوج بزوجته وعلاقته باهله لا تجوز لأن للزوجة مكانها ولاهل الزوج مكانتهم ايضا. وان لم يكن الرجل بارا باهله فلا يمكن ان يكون بارا بزوجته. والزوجة التي لا تنفك تشكو من اهل زوجها تخسر المعركة اجلا او عاجلا.  اذا كانت اخت الزوج تغار منك استوعبي الغيرة بالمعاملة الحسنة وتلمسي لها الاعذار الي ان يرزقها الله بزوج اخر.سعادة اولادك لابد ان تأتي في المقام الاول . فلا تحرميهم من ابيهم مهما كانت الاغراءات.  طبيب اولادك اب لاربعة اولاد  ولا يمكن ان تدفعه المشاكل الزوجية الي التخلي عنهم. ولا تستبعدي الا تكوني مغامرته الاولي اخاف عليك من ان يكون تعلقك بالامل في هذا الطبيب هو تكرار لنفس الخطأ الذي ارتكبت حين تزوجت هربا من تحكم الاهل وليس حبا في الخاطب. فكري بعقلك وحاولي اصلاح ما فسد بينك وبين زوجك.

 

فاقدة الحب

سيدتي

انا فتاة في العشرين  مخطوبة لابن خالي منذ اربع سنوات. وكنت ناضلت مع اهلي لكي اقنعهم بالموافقة علي الخطبة. بعد ثلاث سنوات من الخطبة اتهمني زورا بأني اكلم شابا اخر ولم يترك لي فرصة لللتفاهم او الدفاع عن نفسي. طرق باب امي وانطلق يكيل لي الاتهامات. فاعتدت علي امي بالضرب حتي فقدت الوعي وحبسوني لمدة اربع ساعات وبعدها شعرت بانني محطمة و رثيت لحالي لاني طول عمري احمل اهلي علي راسي.  بعد ان انجلت الحقيقة ببراءتي اعتذر لي اهلي وطلبوا مني السماح. وامضيت مدة بدون الاتصال بخطيبي ولكن امي اقنعتني بأن علي ان اسامحه وسامحته وعادت العلاقة بيننا ولكن ليس كما كانت. فقد نزل من عيني خاصة وهو يشعرني دائما بأنه يشك في سلوكي .  احساسي بالقهر دفعني للحديث مع شاب رغم انني كنت مخلصة لخطيبي اكثر مما توقع . ولكن احساسي بالوحدة وعدم ارتباطي بصديقة قريبة مني كنت بحاجة الي شخص اشكو له همي. والشاب الذي تعرفت عليه كان لي نعم الاخ وساعدني في تجاوز محنتي. تحسنت نفسيتي . والمشكلة هي اننا تعلقنا ببعض كثيرا واصبحت المكالمات هي زادنا اليومي. هو يريد ان يتزوجني وقد كلم اهله ولكن كيف افسخ خطبتي دون ان اسبب مشاكل بين اهلي واهل خطيبي؟ لقد اكتشفت من خلال فحصي لهاتف خطيبي النقال انه علي علاقة ما وحين واجهته قال لي إن  صاحب الرقم رجل علما بأن نص الرسالة يفيد بغير ذلك ويتضمن كلمات اخجل من ذكرها. اشعر بعدم ارتياح وابكي كثيرا ولا اعرف الي اين المصير.

المحتارة ن.ن

 

عزيزتي

يبدو انك مندفعة وانك من النوع الذي تسوقه الاحلام. حين كنت في السادسة عشرة اي مراهقة متقلبة حملت اهلك علي قبول خاطب من غير جنسيتك . وحين اتهمك خطيبك بالعبث ثم اعتذر سقط من عينك وذهب الحب الذي كان. الان ظهر في الافق شاب اخر واري انك تتصيدين الاخطاء لخاطبك وانك تجسست علي جواله بحثا عن قرينة تدينه ونسيت ان التجسس عيب وحرام. وقد وجدت مالا يسر. انا لا اري مشكلة سوي مشكلة واحدة وهي انك ربطت بين فسخ الخطبة ورغبتك في الاقتران بالاخر. نصيحتي لك هي التروي واستخدام العقل. خطيبك مازال هو الشخص الذي تحديت اسرتك من اجله. لم يتغير فيه شي؟ وفي المرة الاولي التي دب فيها بينكما خلاف هرب الحب. فما ادراك ان هروب الحب لن يتكرر اذا ما خطبت للشخص الجديد؟ ليس هناك انسان خال من العيوب. وان كنت تبحثين عن خطيب كامل فالكمال لله وحده.لو كانت عندك اسباب منطقية لطلب فسخ الخطبة افصحي عنها لاسرتك. وان فسخت الخطبة يجب ان تمر فترة انتقال قبل ان يتقدم الخاطب الآخر لخطبتك.

 

 

ابغض الحلال هو السبب

سيدتي

أتمنى أن أجد لديك نصيحة تعينني على تحمل حياتي وماضيِّ وحاضري، أريد أن أتغير وأن أمشي على طريق الصواب.  ولدت لأبوين لم يوفقا في الزواج، بسبب اختلاف العادات والتقاليد، انفصلا وأنا عمري عامين، ولم تكمل أختي عامها الأول، وتزوج أبي امرأة من جنسية أخرى، وعشت أنا وأختي عند جدتي حياة جيدة بلا منغصات حتى بلغت السادسة، وتعرضت للتحرش، كان عمي المراهق يتحرش بي ويضربني حتى لا أفضحه، وكانت أمي تسكن في منطقة نائية، ولا تزورنا إلا مرة واحدة في الشهر، وكان أبي يسكن بعيدًا ولا يزورنا إلا زيارات متفرقة.. ولذلك طالب بأن نعيش معه أنا وأختي، فانتقلنا إلى حيث يقيم مع زوجته، وهنا بدأت زوجة الأب عملها من ضرب وتعذيب وتنكيل، وأبي لا يحرك ساكنًا. بعد ذلك تعرفت على رجل لفترة قصيرة، ثم انفصلنا، ولم أشعر بخسران، وبعد عام تعرفت على رجل آخر وشعرت بأنه أكثر نضجًا، لم يصارحني بأنه متزوج إلا بعد مضي عام ونصف، وبعد أن تعلقت به جدًّا، علمت أنه أب لطفلين، وأنه دائم السفر، وبأن زواجه منتهٍ، ولكنه يستمر بسبب الأولاد، علمًا بأنه طلّق زوجته مرتين من قبل أن نتعارف.. انصبت أحلامي على الارتباط به برغم علمي بوضعه، وبأنه  يحمل جنسية أخرى، كانت مكالماتنا عبارة عن نصائح يقدمها لي، وكنا نلتقي فأشعر بأنه عوضني عن كل ما افتقدت في حياتي. وفي أحد اللقاءات غلبنا الشيطان، فبكى وبكيت، وأكد لي أنه نادم لأنه يتمنى لي الخير، وفيما بعد تعرّف على أحد أقاربي، وطلب منه أن يرشح له زوجة من معارفه وقريباته، فرشحني له، وكلم والدي وامتدحه عنده، فقبل والدي شريطة أن يحصل من أحبه على الجنسية، وفعلا سعى بكل قوة، وتعرض للنصب عدة مرات، في تلك الفترة كانت زوجة أبي مستمرة في البطش وكافة أصناف الإذلال، فقررت أنا وأختي أن نذهب إلى جدي وأمي، ووقف جدي معنا، وعين محاميًّا لكي يحصل على الوصاية علينا، وعلمت أمي بعلاقتي مع من أحب، وكانت أحيانًا ترافقني لكي ألقاه، ما لم أعلمه هو أنها اتصلت به بدون علمي وطالبته بالمال، وابتزته نظير سكوتها، وحين تأخر يومًا في الدفع أخبرت جدي بأمري، فثار واتصل بوالدي وطلب منه أن يأتي ليأخذنا؛ لأنه لن يتحمل وجودنا بعد ما عرف بأمري.. أدهشني موقف أمي التي لم تشعر بأسف حين تركناها، ولم تفكر بشيء إلا ما يمكن أن تكسبه من ورائي، الحقيقة هي أنني كرهت ما فعلت، وانسحب كرهي لأفعالها على إحساسي نحوها.. فهي لم تنصحني كما تفعل الأمهات، ولا احتضنتني يومًا أو عاملتني بحنان. ولما سمعت زوجة أبي بما حدث منعتني من الخروج، ورفض أبي مشروع الزواج بمن أحب، فانهرت واعترفت لزوجة أبي بأنني أخطأت معه، والحقيقة هي أنها ساعدتني على إجراء جراحة ترميم البكارة، وأنا ممتنة لها.  لم ينقطع الاتصال بيني وبين من أحب، وكان دائم الاطمئنان عليَّ، ونصحني بالزواج.. ولكني كنت أفضل الموت على الزواج بغيره؛ لأني أحببته ومازلت أحبه. أنا الآن في الخامسة والعشرين، وقد تزوجت قبل عام مجبرة، وحملت وأصبحت على وشك ولادة طفل، لست مرتاحة مع زوجي، فهو غير متعلم وإمكانياته المادية ضعيفة، ولا أشعر بالأمان حين أخرج معه؛ لأنني أشعر بأنني مطمع للرجال، وزوجي لا يحرك ساكنًا. أنا مدمرة نفسيًّا، وأتمنى أن يكون الطفل الذي سوف أنجبه أوفر حظًا مني، حالتنا المادية صعبة جدًّا، والرجل الذي أحبه يرسل لي بعض المال حين أحتاج، أمنياتي منصبة على أن يغفر الله ذنبي، وأن يكرمني في الطفل؛ لأنني لن أترك زوجي فأفعل بطفلي ما فعله أبي وأمي بي، أريد نصحك ودعاءك.

 

عزيزتي

لقد وضعت يدك على أول طريق التوبة والاستغفار، حين أنهيت رسالتك بأنك لن تتركي زوجك حتى لا يتعرض طفلك لما تعرضت له من جراء طلاق أبويك. ولكن لكي يقبل الله توبتك ويرزقك حلالا طيبًا يجب أن تحسمي أمرك، وتمتنعي عن كل ما يثير الشبهات، قبولك لهبات مالية من الرجل الذي، أخطأت معه، إثم كبير بحق نفسك وحق زوجك الذي لم يسئ إليك. لقد فتح لك الله باب الاستقامة حين مَنَّ عليك بالزوج ولم يفتضح أمرك عند زوجك، ومَنَّ عليك بحمل سوف يثمر عن طفل جميل، وكل تلك أدوات يمكن أن تبني عليها سعادة منك وإليك. قلة المال ليست سببًا للتعاسة لأن الرزق من عند الله؛ ولأننا غير مخولين لاستعجال الرزق.. أنت الآن زوجة، إفتحي قلبك لزوجك، وحاولي أن تتعاملي مع ما تعتبرينه نقائص بود ورحمة.. عامليه بمعروف يثّبك الله.