بشرى صلاح الدين: "زهرة البنفسج" يرصد مصر بعد الثورة

3 صور

فنّانة أخّاذة بكلّ ما تحمله من ملامح فنيّة رُسمت على مدى مشوارها الفنيّ الذي بدأ من سوريا، واكتمل نضوجه في القاهرة؛ مشوارٌ تنوّعت أشكاله، ابتداءً من كونها مذيعة، ثمّ مخرجة، فمنتِجة، وصولاً إلى تحقيق فيلمها "زهرة البنفسج" الذي تقرّر دخوله مهرجان القاهرة للأفلام السينمائيّة القصيرة المستقلّة، والذي أثار ردود أفعال طيّبة في العروض الخاصّة. إنّها الفنّانة بشرى صلاح الدين، مخرجة ومنتجة "زهرة البنفسج"، وقد كان لــ "سيّدتي نت" معها هذا الحوار.
حدّثينا عن فيلم "زهرة البنفسج"...

الفيلم هو مشهد سياسيّ معاصر في حياة المصريين بعد الثورة. بعد عرضه الأوّل، نال إعجاب النقّاد والقائمين على الأعمال السنيمائيّة، ودخل التّصنيف، وسيُعرض بإذن الله في مهرجان القاهرة للأفلام السنيمائيّة القصيرة المستقلّة قريباً.
ماذا عن فكرته، تفاصيل عن قصّته، أبطاله، مؤلّفه؟
قصّته تحكي عن الصّراع الحاصل بين الفكر الليبراليّ والإسلاميين. كان البطل الذي قام بدوره الفنّان عادل أمين يرمز إلى الفكر الليبراليّ مع ابنته التي دخلت في الدّين الإسلاميّ، وبحريّة مطلقة احترمها والدها، وفق ما ربّاها عليه من قواعد. ولم تُسجّل للوالد أيّ معارضة إلى أن أصبحت ابنته من أنصار شيخ ما، وبدا كما لو أنّ الشيخ المشار إليه هو من يُخطط لتلك الفتاة البريئة حياتها، على حدّ ما نستنتج من رفضها أن تُبدي رأيها بعريس قد تقدّم لها إلا بعد أخذ رأي الشّيخ، وهذا المختصر المفيد.
يبدو من اسم الفيلم أنّه يلعب على الرّمز، بدءاً من اسمه "زهرة البنفسج"، فما دلالة هذا الرّمز من وجهة نظركِ؟
القصّة عن زهرة البنفسج للكاتب سليمان فيّاض، أمّا السيناريو، فكان من كتابتي "أنا"، بشرى صلاح الدين، لما يتناسب مع المشهد السياسيّ اليوم؛ وكان الحوار للدكتور السيّد فهيم، فيما قام بدور البطولة الفنّان عادل أمين، وممثلة واعدة اسمها هايدي شعيب، وقام بدور الشيخ الكبير الدكتور حسام أبو العلا، والشيخ الصغير عمر فريد مع باقة من الممثّلين.
هل هذا الفيلم هو الأول بالنسبة إليكِ؟
نعم كانت أوّل تجربة لي على صعيد الأفلام الروائيّة القصيرة.
ولماذا انتقلتِ من إخراج الأفلام الوثائقيّة إلى الروائيّة؟
أخرجت الكثير من الكليبات، وكلّها كانت دراما، وأنا لست متخصّصة في الأفلام الوثائقيّة أو التسجيليّة، وإنّما كلّ الموضوع أنّه عبارة عن درجات ومسيرة تدريجيّة، وهذا هو حلمي في الإخراج السينمائيّ، منذ أن كنتِ صغيرة. ولكنّ دراستي كانت في البداية، في المرحلة ما بعد الثانويّة، التربية الموسيقيّة في سوريا، وعندما أتيحت لي الفرصة لدراسة الإخراج السينمائيّ في مصر، لم أقصّر، وحاولت تحقيق الحلم.
واضح من إعلان الفيلم أنّه يُناقش ظاهرة التشدّد في المجتمع المصريّ، ألا تخشين انتقاد الإسلاميين للفيلم؟
لم ولن أخاف أبداً من التعبير عن رأيي، خصوصاً أنّني أحترم ديني، وأحترم مبادئي، وما تربّينا عليه من خُلق ودين، لكنّني أكره التشدّد والأسلوب المتزمّت؛ وأنا لم أضع حلولاً، لكنّني رميت الضّوء فقط على ما أراه أمامي وبأسلوبي.
أنتِ تعملين كمذيعة، وممثّلة، ومخرجة، فهل تؤمنين بتعدّد المواهب؟ وما الذي ترينه أقرب إلى قلبكِ، ممّا سبق ذكره؟
منذ نعومة أظفاري، وأنا أعشق الفنّ بمجمله، حيث كنت أعزف على آلة الأكورديون، ومنذ عامي السّادس. كذلك وفي سنّ المراهقة، عشقت اللغة العربيّة، وأجدت التّعبير والحوار؛ ووالدي ـــ يرحمه الله ــــ كان يُضفي عليَّ شيئاً من السّحر في التّعبير، وقد دعمني لأنّه كان يعمل صحافيّاً، وكان هو معلّمي الأوّل. وعندما حصلت على الثانوية، درست التربية الموسيقيّة، وأجدت العزف على العود، كما أنّني حين كنت صغيرة، كنت أجيد رياضة الجمباز، وأحبّ رقص الباليه، إضافة إلى دراستي عدّة كورسات للديكور؛ كما قمت بتنفيذ عدّة أعمال، واشتغلت على المسرح مع الأطفال، إذ كنت ألحّن لهم ألحاناً ومسرحيّات هادفة. كلّ تلك الأمور التي مارستها جعلتني أرى نفسي كمخرجة، لأنّ الإخراج يجب أن يجمع كلّ الفنون حتّى تتمّ الرؤية من كلّ زاوية. إلى ذلك، أحبّ أن يكون لي برنامج يخصّني وأن أقدّمه بنفسي.
ما الطموح الذي يراودكِ الآن للعمل عليه؟
أن أخرج فيلماً سنيمائيّاً طويلاً، وأنال عليه جائزة مهرجان كبير. وحلمي الخاصّ أن أعمل على فيلم يُناقش مفهوم الإنسانيّة.
ما الصعوبات التي واجهتكِ منذ بداياتكِ وحتّى الآن؟
مصاعب كثيرة وحواجز كبيرة تواجه كلّ إنسان يجري وراء أهدافه وحلمه، ولست أنا من قال ذلك، فكلّ من وصل إلى أهدافه وقع فى تلك المصاعب، بسبب الحاجة إلى إثبات الوجود على ساحة ما، ومع عمالقة موجودين على تلك السّاحة. وفي الأخير، سيتمكّن من إثبات وجوده كلُّ من كان عنده رأي ومبدأ وثقافة واجتهاد وعمل وإرادة، إذ تلك الصفات هي أهمّ الصّفات التي يجب أن تكون موجودة في الإنسان.
ألا تفكّرين في تنفيذ فيلم وثائقيّ عن المذابح في سوريا؟
أعمل في الوقت الحالي على فيلم يُفيد الثورة السوريّة، وله عمق بأمكانه إفادة الشرق الأوسط كلّه، فالله الموفّق وأتمنّى أن يكون الحظ الحسن حليفاً لي في عملي المقبل.
ماذا عن حياتكِ العائليّة؟
حياتي الخاصّة هي لي، ولا أحب الخوض فيها.