أكتب
اليوم عن الأيام.. فللأيام فلسفة لا يفهمها إلا الراسخون في علم الأشياء.. والرموز
والدلالات،
أتذكر إعلانًا شهيرًا لمنتج استوائي يقول: »الطعم يأخذك إلى هناك«.. فالأيام الاستوائية أيضًا تأخذك إلى هناك.. فكل يوم له طعم.. قد يكون حلوًا.. أو مرًّا.. أو يكون يومًا حلوًا ويومًا مرًّا.. على حسب طلب الأيام.
> يوم الأربعاء:
هذا اليوم يصالحني مع الحياة ويصالحني مع نفسي ومع الناس الذين أحبهم.. في هذا اليوم تأخذ الحياة شكلاً آخر، فهذا اليوم من فصيلة أيام الزمن الجميل.. لا أعرف سببًا لذلك.. لكن بالتأكيد هناك أسباب كثيرة.. منها أنني أجلس فوق أوراقي لأكتب إليكم.. فهو يوم »رايق« للكتابة «الرايقة».
> يوم الخميس:
أشعر دائمًا بأن هذا اليوم يوم أنيق فهو يشبهنا..أو نحن نتشبه به.. لذلك نحاول أن نكون «أنيقين» مثله، لدرجة أننا نتأنق في بعض الأحيان لكي نشبهه.. لا أدري من منا يشبه الآخر.. لا أدري من منا يطارد الآخر.. نلقي بأنفسنا عليه وكأننا هاربون في أيامنا الأخرى.
> يوم الجمعة:
هذا اليوم يشعرني بالخوف من شيء ما.. نخاف من الله.. نخاف من أنفسنا.. نخاف من شيء ما!! في الصباح تسبقنا خطواتنا.. نركض إلى بيوت الله.. نبحث عن زمان افتقدناه في هذا العالم.. وقبل الغروب نخاف من أنفسنا، من أخطائنا وخطايانا! وبعد الغروب نخاف من شيء ما.. نخاف من «بكرة»!
> يوم السبت:
من منا من ليست لديه عداوة مع هذا اليوم.. مع أننا لم نذبح أباه أو نتشاجر مع »بنت خاله«، لكنه لا يحبنا..أو بالأصح أننا لا نحبه.. كده «لله في لله».. «ما نحبوش ليه.. من غير ليه»!!
> يوم الأحد:
هناك صلة قرابة من الدرجة الأولى بينه وبين يوم السبت.. فهما من «عيلة واحدة».. «عيلة نكد»! لا يريد للناس أن تنسى أنها خارجة من يوم السبت.. فيقول لها «أنا هنا هوه»!
> يوم الإثنين:
هذا اليوم أقل ما يقال عنه: «يا لذيذ.. يا رايق».. فهو يوم منعش.. فهو الخط الفاصل بين متاعبنا وانكساراتنا وبين أحلامنا وأيامنا المفقودة.
> يوم الثلاثاء:
هذا اليوم «مالوش لازمة».. مثل كثيرين وكثيرات.. ولكنه يلقي بنفسه في أحضاننا، مستغلاً «قرابته من يوم الأربعاء الذي نحبه ويحبنا» مثل كثيرين وكثيرات يقتربون منا ونقترب منهم.. لكنهم غير مؤثرين في حياتنا.. ذلك هو يوم الثلاثاء!
شعلانيات
< لا يكفي أن تحب إنسانًا.. اجعله يشعر بذلك!!
< لو كان أصدقاؤك يصارحونك قبل أعدائك.. لأصبحت إنسانًا آخر بلا أخطاء..أو ربما بلا أصدقاء!!
< الخلاف بينه وبين زوجته بسيط جدًّا، فهي تريد أن تجعل أمها أمه.. وهو يريد أن يجعل أمه أمها!!
< من لديه صغار.. وضمير.. سيكون أجبن الناس!!