mena-gmtdmp

الطعنة

وافقت على الارتباط به، وأن أكون الزوجة الثانية، ووعدني بالاستقرار وبالبيت الهادئ والراحة التي كان محرومًا منها مع زوجته الأولى، ولم أدخل في التفاصيل، فيكفي أنه كان إنسانًا من عائلة مرموقة ومتعلمًا ومهذبًا، ولم يكذب عليّ بأن له زوجة وأبناء، وكنت أدعو الله أن أستقر وأعيش حياة هادئة، تعوضني الحرمان والشقاء اللذين عشتهما.. وبدأت أولى المفاجآت بعد الزواج، عندما أخبرني بألا أفكر مطلقًا بالإنجاب، لأن لديه أبناء، ورغم غرابة طلبه وعدم تقديره بأنني أطمح بأن أمارس أمومتي، إلا أنني وافقت، فلربما يُغيّر رأيه مع مرور الوقت، لكن كان إصراره وإعادة التنبيه عليَّ يثيران دهشتي واستغرابي، وبعدها شعرت بأنه يفرق في المعاملة بيني وبين زوجته الأولى، التي يقضي معها خمسة أيام في الأسبوع، بينما يبقى معي يومين، وصدّقته عندما كان يخبرني بأنه لا يجد الهدوء ولا السعادة وراحة البال إلا معي، واستمرت الحياة ووقفت إلى جانبه مثلما تفعل أي زوجة تبحث عن السعادة الزوجية، فقد كنت له الزوجة والصديقة والحبيبة، وفي أول محنة مرت عليه في حياته، وهو معي، نجحت في احتوائها، فقدّمت له ما يُمكّنه من تجاوز أزمته المالية ويقف على قدميه مرة أخرى، وتوالت الأزمات، وعلى قدر قسوتها بقدر ما كانت تفرحني، لأنه كان يُشعرني بأنوثتي ويتحول لإنسان عاطفي ويسمعني أرق الكلمات وأجمل العبارات، التي لا أسمعها إلا في وقت أزماته، ورغم علمي بذلك إلا أنني كنت سعيدة، لكن حتى شعوري المؤقت بالسعادة أدار لي ظهره، فكان يصطحب زوجته وأبناءه للسفر أو لزيارة الأهل ويحرمني أن أعيش مثل هذه اللحظات، فلماذا يخصها بكل الأمور التي تشعرها بأنها زوجته، أما أنا فليس لي الحق بالمطالبة بأي أمر، وبعدها بدأت زوجته تفتعل المشاكل معي وتثيرها، وعندما كنت أخبره ينهرني بكل قسوة، فتحملت حتى تعقدت المشاكل بيني وبينه، وإلى أن جاء اليوم الذي دخل فيه المستشفى لإجراء عملية جراحية، وذهبت للاطمئنان عليه، وإذ بزوجته تطردني أمامه، لم أصدق ما حدث، وخرجت وأنا مجروحة من تصرفه، وكلما حاولت التحدث إليه ترد زوجته على الهاتف بدلا عنه، وتهينني وتغلق الهاتف في وجهي، ومر الوقت وأنا أعاني من هذا الأمر، حتى طلبت من والدي أن يحدثه، وإذ به يفاجئنا بأنه طلقني قبل دخوله للمستشفى، لأن الحياة بيننا قد انتهت، لم أصدق ما قاله أبي، أكيد لم أكن أتمنى يومًا أن تنتهي حياتي بهذه الطريقة، لكنها اللحظة الفارقة في حياة الإنسان، أي إنسان، وكم حاولت أن أبحث له عن عذر واحد يبرر فعلته، يمكن قبوله بالعقل والمنطق، لكنني لم أوفق فإذا كان سعيدًا في حياته، لماذا تزوجني وما كان هدفه؟ واكتشفت أنه كان يتسلى بكل ترف وطيش، وكنت بالنسبة له نزوة أو كنت الجسر، أراد أن يقهر زوجته ويغيظها ويثير غيرتها، فارتدى رداء الصدق والوفاء أمامي ونجح في تصوير نفسه بأنه كان زوجًا تعيسًا وجرَّب حظه، لكن لم يبتسم له، وأظهر أحاسيس رقيقة تمكنت من قلبي وصدقته بعد أن احتواني وفي النهاية لم يتجرأ أن يواجهني وطعنني في ظهري.

 

 

أنين العلاقة

الزوج والزوجة تمامًا مثل الكبد والكلى.. الزوج هو الكبد.. والزوجة هي الكلية.. إذا فشل الكبد يحدث فشل كلوي.. بينما إذا فشلت الكلية يتعامل الكبد مع الكلية الأخرى. 

الدكتور عبد العزيز السعود