يحتفل العالم هذا الشهر بعيد الميلاد، وبميلاد عام 2012. فماذا يحمل هذا العام لنا؟
يقول صديقي الرجل الصغير جدًا (الطول 12سم)، الذي هو قلمي:
ولماذا لا نقول: ماذا نحمل نحن له.. من نوايا وأحلام ومشاريع واستعدادات؟ وكيف مضى بنا هذا العام؟
صدقت. فلم أرَ في حياتي الطويلة عامًا مثله.. فجأة تذكرت الجغرافيا أن لدينا فصلا اسمه الربيع.
ذلك الفصل الذي كان يأتي -في شبابي أنا- بالريح الساخنة..
المحملة بالرمال.. أتذكرها أنا أيضًا.
كانت قد توقفت من سنين.. وحلت محلها سحابة دخان.
عرضها السماوات والأرض. نعم. أتذكر.
وفجأة تذكر الورد أنه يجب أن يطلع أحيانًا.
والياسمينة أنهت إجازتها المرضية.
واكتظت الحدائق بالورد الجديد.
وغضب الجراد
وتوالت الأنباء
كان عامًا مجيدًا.. رغم أنه كان عامًا دمويًا
واندفعت تكتب أنت كلامًا عاطفيًا.
وهل أنت صغير؟ أنت كاتب مسؤول. لماذا تركتني أكتب ما أشاء؟
ظننتك قلمًا عاقلاً.. حكيمًا.
وما وظيفتك أنت يا ترى؟.. هل فقط أنت تمسكني بيدك.. لماذا تقبض أنت المال إذن؟ هو من حقي.. فالكلام كلامي.. والحبر حبري.. كل ما تفعله أنت أن تضع اسمك على شقاي وعرق جبيني!
أنت قلمي.. وقد اشتريتك بحر مالي.. أنت مما ملكت يدي.. فلا تتمرد.
ولماذا لا أتمرد؟ هه؟
دعك من هذا. ماذا تتوقع لهذا الشتاء؟ أسيكون ربيعًا؟
يا سيدي العزيز المسألة ليست ما سيأتي.. ما يخبئه الغيب.. المسألة ما نخبئه نحن.. ما ننويه.
لقد صرت ثوريًا.. وأنت قلم عمره ألف عام.
أقدم.. أقدم.. أقدم بكثير. كنت عصا من البوص مبرية في يد الكاتب المصري القديم (كان ذلك من خمسة آلاف عام) وقبلها كنت مسمارًا في يد الكاتب السومري في العراق ينقش بها ألواح الطين بأول أبجدية في الوجود.. وكان ذلك إن لم تخني ذاكرتي من سبعة آلاف عام .. الشباب حالة عقلية.. أو كما يقولون: الشباب شباب الروح.. أنت مثلاً رجل عجوز؛ لأنك تتصور أن الأشياء تحدث للناس، وأنهم لا يملكون سوى انتظارها، والفرح بها أو الصبر عليها أو ندب حظهم حين تحدث. ألم تقرأ كل يوم وتسمع وترى وتشم وتلمس طيلة هذا العام أن الناس هم الذين يصنعون الأحداث؟
يا قلمي العزيز.. لقد صرت جادًا أكثر من اللازم. أليس لديك كلمة لطيفة لقارئاتنا العزيزات؟ لا تنس أننا على مشارف عام جديد؟
طبعًا لديّ كلام كثير لطيف لسيداتنا العزيزات.. هل تظنني لا أفهم في الإتيكيت؟
قل شيئًا إذن
سيداتي آنساتي (وربما سادتي). بالأصالة عن نفسي (محسوبكم القلم المتواضع الفقير إلى الله) وعن صاحبي.. ذلك الكاتب الذي يتركني على حريتي.. يشرفني ويسعدني أن أعبر لكنّ عن أصدق تمنياتي بعام سعيد.. أينما حللتن وفي الدنيا الواسعة وأن يكون لكل فصل ما يبرر وجوده.