 أستميح
قارئاتي اليوم، أن يكون حديثي عن نفسي، أحكي عن تجربتي الشخصية في البحث عن شيء
ما، شغلت نفسي به زمنًا طويلاً، ما كنت أبحث عنه في الحقيقة، ليس شيئا، وإنما هو
معنى، اعتقدت أنه أهم قيمة في حياتي، وهو السعادة.. يا ترى ما السعادة؟ وكيف أحصل
عليها؟ وكيف أمنحها للآخرين؟ كنتُ طفلة صغيرة أتابع شاشات التلفزيون، فاسترعى
انتباهي منظرٌ رائعٌ، منظر راقصات الباليه بأجسادهن الممشوقة، وحركاتهن على أطراف
الأصابع، بسرعة محسوبة للأمام وللخلف، على خطوط مستقيمة ومنحنيات دائرية، كأنهن
يرسمن على خشبة المسرح –بأقدامهن- لوحة رائعة لفنانٍ مبدع، وتتكامل تلك الحركات مع
أنغام وإيقاعات موسيقية، لتكمل منظومة جمال، تراءت لي -يومها- أنها السعادة الدائمة،
وسرعان ما انتقل عندي مفهوم السعادة، من مشاهدة ومتابعة عروض الباليه، إلى رغبة
عارمة قوية امتلأت بها نفسي، أن أكون أنا مَنْ تتهادى على خشبة المسرح، مع كل حركة
لكل طرف من أطرافي، الساقين والقدمين واليدين وكل شيء في سرعتها واتجاهها
وتوقيتها، وفق ترتيب ونظام تم وضعه بدقة، والتدريب عليه بإصرار ومثابرة، حتى يتمكن
كامل الفريق من أداء كامل العمل، دون خطأ واحد من فرد واحد، سعادة يشعر بها
المشاهد الذي يُقدّر هذا الفن ويتابعه، وسعادة أخرى يشعر بها من يفهم هذا اللون من
الفن، ويلاحظ الاختلافات بين باليه روسي، وآخر صيني، وثالث ياباني، ورابع نمساوي،
وهؤلاء الذين تمتلئ بهم مقاعد المتفرجين في قاعات الأوبرا، بمبانيها ذات النقوش
التي تجتذب الأعين على الأسقف المرتفعة، والإضاءة المرتبة بعناية، إلى آخر تفاصيل
هذا اللون من الفنون، قررت ـ وأنا فتاة صغيرة ـ أن أخطو خطوات حياتي الأولى في هذا
الاتجاه، حتى وصلتُ إلى نهايته، ولم يثنني عن مواصلة الطريق، ما واجهني من صعوبات،
قد تعجبين منها، وتقولين لنفسك، وأي صعوبات تلك التي يمكن أن تواجه فتاة، تدرس
الباليه في أكاديمية الفنون؟ّ! ولكن إذا كنتِ معي، حين أسقطني زميلي على ظهري،
لتصاب عظام ظهري بإصابة لا أزال أعاني منها بعد مرور عشرات السنين، فسوف تدركين
معي، أن نصيب الإنسان في الوجع والمشاق، يلاحقه، حتى في معاهد الباليه! وهو
بالمناسبة حادث غير نادر في هذا المجال، ذكّرني به فيلم «حياة رائعة»،  وأصبحت راقصة باليه، وسرعان ما توارت سعادة
حسبتها تدوم.
أستميح
قارئاتي اليوم، أن يكون حديثي عن نفسي، أحكي عن تجربتي الشخصية في البحث عن شيء
ما، شغلت نفسي به زمنًا طويلاً، ما كنت أبحث عنه في الحقيقة، ليس شيئا، وإنما هو
معنى، اعتقدت أنه أهم قيمة في حياتي، وهو السعادة.. يا ترى ما السعادة؟ وكيف أحصل
عليها؟ وكيف أمنحها للآخرين؟ كنتُ طفلة صغيرة أتابع شاشات التلفزيون، فاسترعى
انتباهي منظرٌ رائعٌ، منظر راقصات الباليه بأجسادهن الممشوقة، وحركاتهن على أطراف
الأصابع، بسرعة محسوبة للأمام وللخلف، على خطوط مستقيمة ومنحنيات دائرية، كأنهن
يرسمن على خشبة المسرح –بأقدامهن- لوحة رائعة لفنانٍ مبدع، وتتكامل تلك الحركات مع
أنغام وإيقاعات موسيقية، لتكمل منظومة جمال، تراءت لي -يومها- أنها السعادة الدائمة،
وسرعان ما انتقل عندي مفهوم السعادة، من مشاهدة ومتابعة عروض الباليه، إلى رغبة
عارمة قوية امتلأت بها نفسي، أن أكون أنا مَنْ تتهادى على خشبة المسرح، مع كل حركة
لكل طرف من أطرافي، الساقين والقدمين واليدين وكل شيء في سرعتها واتجاهها
وتوقيتها، وفق ترتيب ونظام تم وضعه بدقة، والتدريب عليه بإصرار ومثابرة، حتى يتمكن
كامل الفريق من أداء كامل العمل، دون خطأ واحد من فرد واحد، سعادة يشعر بها
المشاهد الذي يُقدّر هذا الفن ويتابعه، وسعادة أخرى يشعر بها من يفهم هذا اللون من
الفن، ويلاحظ الاختلافات بين باليه روسي، وآخر صيني، وثالث ياباني، ورابع نمساوي،
وهؤلاء الذين تمتلئ بهم مقاعد المتفرجين في قاعات الأوبرا، بمبانيها ذات النقوش
التي تجتذب الأعين على الأسقف المرتفعة، والإضاءة المرتبة بعناية، إلى آخر تفاصيل
هذا اللون من الفنون، قررت ـ وأنا فتاة صغيرة ـ أن أخطو خطوات حياتي الأولى في هذا
الاتجاه، حتى وصلتُ إلى نهايته، ولم يثنني عن مواصلة الطريق، ما واجهني من صعوبات،
قد تعجبين منها، وتقولين لنفسك، وأي صعوبات تلك التي يمكن أن تواجه فتاة، تدرس
الباليه في أكاديمية الفنون؟ّ! ولكن إذا كنتِ معي، حين أسقطني زميلي على ظهري،
لتصاب عظام ظهري بإصابة لا أزال أعاني منها بعد مرور عشرات السنين، فسوف تدركين
معي، أن نصيب الإنسان في الوجع والمشاق، يلاحقه، حتى في معاهد الباليه! وهو
بالمناسبة حادث غير نادر في هذا المجال، ذكّرني به فيلم «حياة رائعة»،  وأصبحت راقصة باليه، وسرعان ما توارت سعادة
حسبتها تدوم.
ورحت أرنو إلى السعادة في مجال التمثيل، وإثبات ذاتي من خلاله، وظهرت لي عشرات الأعمال، وحصلتُ على شهرة ونعمة حب الناس لي، وهي سعادة، ولكنني كنت أشعر -داخل نفسي- أني أبحث عن شيء ضائع ينقصني، فتزوّجت وأنجبت أبنائي، وشعرت وسطهم بالسعادة، ولكن شعوري بضرورة البحث عن شيء ضائع، أصبح يؤرقني.
إلى أن هداني الله سبحانه وتعالى إلى طريق الالتزام بأوامره ونواهيه، وإلى الالتزام بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالتزمتُ بالزى الإسلامي، وتغيّرت أولوياتي في الحياة، وحينها عرفتُ طريقًا للسعادة التي تزيد ولا تنقص، سعادة فيما تجد، وفيما تفقد، إذ تشعرين دائمًا أنها إرادة ربي حبيبي الذي يُقدِّر لي الخير دائمًا، حتى وإن بدا أحيانًا غير ذلك، ووجدت راحة نفسية لم أجدها في غير طريق الله.
واستأنفت المسير في طريق إسعاد الآخرين، بنية مرضاة الله، وهذا هو النبع الحقيقي للسعادة.

 
 
                                            

 
                
             
                                            




 
                            