عيشة الأبقار

هناك إعلان مشهور لزبدة سويسرية تحاول فيه الماعز والخيول والأغنام أن تنتحل شكل البقرة لتكون أبقارًا، لما تلقاه الأبقار من عناية فائقة جعلت كل الحيوانات الأخرى تحلم بعيشتها، وتحلم أكثر بمستقبل باهر كمستقبلها،

هذا هو حال الحيوانات التي تشعر بالتمييز العنصري، وإعطاء الأبقار أهمية تفوق أهميتها، مع أنها هي الأخرى مهمة، وتحظى بعناية عالية إلا أنها تحلم، والحلم حق مشروع لكل الحيوانات في أوروبا، وينطبق عليها ما ينطبق على كل حيوانات السوق الأوروبية المشتركة.

وإذا كان هذا حال الحيوانات الذي يسر عدوًّا وصديقًا؟! وهو ليس كحال الإنسان العربي لا يسر عدوًّا ولا صديقًا؟! فأقصى أقصى أحلامه أن يحظى بمعاملة لائقة أقل قليلاً من حالة الأبقار في سويسرا، فأبعد حلم لأي إنسان عربي هو أن يعيش عيشة الأبقار المزورة.. الماعز والأغنام؛ لأنها تحظى برعاية وهي بحالتها التي عليها أفضل حالاً من أحواله.

كثيرون يحلمون هذه الأحلام العريضة أنا وأنت أحدهم، وكان أحد أصدقائنا ممن ولد في فمه ملعقة من ذهب يقضي كل عام إجازته في سويسرا، يحــسد أفراد عائلة البقر على ماضيها الزاخر، وحاضرها المتحضر، ومستقـبلــها الــزاهر، ويحلم أن يعيش وأبــناؤه عيشة الأبقار في سويسرا، فماذا ترك لنا ولأولادنا؟ أن تكون أقصى أحلامنا أن نعيش عيشــة الأبقار «التقليد»، التي بدورها تــحلــم بــأن تعــيش عيشة البقر، فقد أصبحت الحــيوانات تــعامل معــاملة «إنسانية»، بينما أقصى طموحات البشر أن يحصلوا على معاملة «حيوانية»، ومن يدري؟! فقد يأتي يوم يقول فيه حيوان لحيوان آخر: لقد عاملونا معاملة لا يستحق مثلها إنسان.

 

شعلانيات

يتصرف الرجل بحكمة عندما يستنفد بقية الوسائل!

لا تتحدَ إنسانًا ليس لديه ما يخسره!

بعض القول فن، وكثير من الإصغاء فن!

أشد الناس خوفًا وقلقًا في السجن هو السجان لا المسجون!

فضيلة الصمت أجمل من متعة الكلام!

مشكلة البعض أنه يطيل الكلام إذا لم يجد لديه ما يقوله، بينما يؤثر الصمت من لديه أشياء كثيرة يجب أن تقال!