مات بالنكتة القلبية!!

كان كامل الشناوي من أشخاصي المفضلين، على طريقة نجمك المفضل، وكامل الشناوي لمن لا يعرفه كان معهدا إعلاميا متنقلا، تخرج منه الصحافيون والفنانون والمطربون والكُتّاب، كان عاشقا ومحبا للحياة بدرجة جعلته يقول يوما: أنا لا يعنيني أن يطول عمري أو يقصر، إنما يعنيني أن أمارس حياتي -وإن كانت أياما معدودة- بعقلي وقلبي، فما جدوى أن أعيش أرذل العمر وقلبي لا ينفعل؟!

الأهم من هذا كله أنه كان «مصنعا للنكتة» فهو عاش بالنكتة ومات بالنكتة، النكتة بالنسبة له كانت بنزين الحياة الذي أحرقه في آخر أيامه.

قال يوما لجمال عبدالناصر: تعرف يا ريس إننا بلديات.

فقال عبدالناصر: إزاي؟ أنا صعيدي وإنت بحيري؟

فقال: إحنا الاثنين عندنا سكر!!

لكن جمال عبدالناصر لم يضحك، بل تجهم أكثر، فالنكتة كشفت سرا قوميا، فمرض الرئيس عورة قومية لا يجوز كشفها، فتكهرب الجو، خاصة أن الرئيس عبدالناصر لديه سوابق مع خصومه الذين يحاربونه بالنكتة، عندما كانوا يمارسون حرب النكت ضده، ولا يكفون عن إذاعة أغنية «البوسطجية اشتكوا» ليذكروه أن والده كان «بوسطجيا»، وحاول كامل الشناوي أن يلطّف الجو، ويخرج من المأزق بنكتة أخرى، فقال -كمن يخرج من حفرة ويقع في بئر-: كان في الثلاثينيات حكومة مكروهة من الشعب، وكان يطلق عليها الناس حكومة اللصوص والحرامية، فقيل إن مواطنا كان يسير أمام مجلس الوزراء فصاح: دي حكومة لصوص وحرامية، فسمعه الحارس وأمسك به قائلا: قدامي على السجن، ليه أنا عملت إيه؟! إنت مش قلت إن دي حكومة لصوص وحرامية؟! يا أخي أنا بشتم حكومة عدلي باشا، حكومة طلعت باشا.. أي حكومة يا أخي، فقال الحارس: أنا موجود هنا من 30 سنة، وماشفتش حكومة لصوص وحرامية غير الحكومة الموجودة دلوقتي!

انتهى كلام كامل الشناوي، وضحك ها ها.. فاكتشف أنه يضحك على نفسه، فجمال عبدالناصر لم يبتسم حتى، وضرب الجرس، فجاء السكرتير، فقال له: هات قهوة سادة هنا (أمام كامل الشناوي) الذي غرق بعرقه وهو يشعر أن وجهه أصبح محل قفاه. وقيل: إنه ظل مهموما، مفزوعا حتى آخر العمر، وقيل: إنه مات من نكتة أطلقها ولم يضحك عليها الرئيس، وأن تشخيص حالة وفاته كان يقول: إنه مات بالنكتة القلبية!!

 

شعلانيات

< الرجل يحب أن يمشي بسرعة خصوصا إذا كان يمشي إلى جواره إنسان يضايقه.. حماته مثلا!!

< الزواج والسياسة لا يحتاج فيهما الإنسان إلى مواهب خارقة في الكذب!!

< كل يوم «تُشيعه» زوجته إلى الباب؛ لأنه «ميت» في حبها!!