أحداث مصر هل تهدّد دراما رمضان 2011؟

القاهرة: أحمد عاشور ومحمد خالد ـ عمان: سميرة حسنين ـ جدة: وحيد جميل ـ الرياض: وليد عنتر ـ الكويت: «سيدتي»

 

 

ضربت الأزمة الأخيرة التي طالت مصر مؤخراً صناعة الفن في مقتل، وجعلتها تتراجع بشكل كبير خاصة في ظل تدهور السينما قبل هذه الأزمة، إضافة إلى انهيار سوق الحفلات. السينما المصرية التي لم تمرّ في يوم من الأيام بمثل هذه الظروف لم تفلت من أحداث التظاهرات، فقد أصيبت بالشلل التام عقب الأحداث مباشرة، حيث توقّفت دور العرض عن بثّ أيّ فيلم، وأغلقت أبوابها تماماً في وجه الجماهير للمرة الأولى منذ ما يقرب من 40 عاماً. وأيضاً طال التخريب بعض دور العرض حيث تمّ تدمير سينما «الزعيم» بالهرم عقب هذه الأحداث، وكذلك الحال مع سوق الحفلات الذي تأثّر كثيراً، خاصة أن تلك الأحداث وقعت في موسم إجازة نصف العام، ما تسبّب في خسائر كبيرة للفنانين ومنظّمي الحفلات. ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل طال كذلك صناعة الدراما. «سيدتي» تابعت تأثير تلك الأحداث على صناعة الفن في مصر، كما تطرّقت إلى محور هام شمل ممثلين، منتجين وممثلين من مختلف الدول العربية ألا وهو: ما تأثير الأحداث في مصر على دراما رمضان 2011؟

 

 

يؤكّد ممدوح الليثي، رئيس جهاز السينما، أن الصناعة تعرّضت لكارثة فعلية حيث أغلقت جميع دور العرض والاستوديوهات منذ اندلاع الاحداث، وهو ما تسبّب في خسارة تقدّر بملايين الجنيهات، كما أن حظر التجوّل الذي فرض في الشارع جعل الموظفين يهربون ويستقرّون في بيوتهم لحمايتها مثلما فعل الآخرون. وهو ما أوقف الإستوديوهات بشكل كامل.

أما منيب شافعي، رئيس غرفة صناعة السينما، فقد أشار إلى أن السينما توقّفت تماماً بعد أن رأى الجميع ضرورة الحفاظ على دور العرض التي يمتلكونها، وأيضاً الأفلام الجديدة المعروضة فيها، من النهب والسرقة في ظل الحالة التي تمرّ بها مصر الآن.

وأضاف منيب شافعي، أن الساحة السينمائية حالياً تمرّ منذ ما يقرب من عامين بظروف قاسية. لكن هذه الأزمة، رغم أنها وقتية، إلا أنها سوف تضربها في العمق، وخاصة أن القلق يسود الشارع المصري.

المنتجة إسعاد يونس، رئيسة مجلس إدارة «الشركة العربية»، قالت: "أعتقد أن الخسائر مفتوحة، ولا يمكن حصرها الآن، لأن العاملين في صناعة السينما لم يعودوا حتى الساعة إلى عملهم. ولا أعتقد أن الجمهور سيرتاد حالياً دور العرض، لأن الجميع يجلس ويشاهد الأحداث أمام التلفزيون والفضائيات على مدار 24 ساعة. كما أن الشوارع خالية بسبب قيام الشباب بحراسة ممتلكاتهم وبيوتهم".

يبدو أن سوق الدراما لم يتأثّر كثيراً بالأحداث الراهنة، حيث أشار المنتج أحمد الجابري إلى أنه لم يبدأ بعد تصوير مسلسله الجديد «النيل الطيب»، الذي سيقوم ببطولته محمود حميدة. وقال: "لقد حدّدث بداية مارس موعداً للتصوير، ونحن في مرحلة التحضير حالياً، وأتمنى أن يعود الاستقرار إلى مصر قريباً".

وأضاف الجابري أن الإنتاج سيقلّ بشكل كبير هذا العام؛ نظراً للظروف الصعبة التي تعيشها مصر، والتي قد تؤثّر بشكل مباشر على الإعلانات نتيجة عدم استقرار الأوضاع، ولتعرّض الكثير من أصحاب الشركات لخسائر فادحة. وعموماً، ستحدّد الفترة المقبلة شكل الخريطة الدرامية في رمضان المقبل.

أما المخرج محمد سامي، مخرج مسلسل تامر حسني الجديد «آدم» فقال لـ «سيدتي»: المسلسل كان متوقفاً بالفعل لأننا كنا نقوم بتصوير الجزء الثالث من «عمر وسلمى»، لأن محمد السبكي قام بحجز بلاتوه ضخم وتمّ تنفيذ ديكورات خاصة بالفيلم، وأي توقف للتصوير كان سيكبّده خسائر فادحة. وقال سامي: «ستسافر أسرة الفيلم إلى جنوب أفريقيا لتصوير 3 أسابيع هناك، نعود بعدها لتصوير المسلسل الذي أعتقد أنه لن يتأثّر بالأحداث الجارية في مصر الآن. فأنا كمخرج سأقوم باختيار موقع التصوير المناسب، والمنتج محمد السبكي سيتباحث معي حول ما إذا كان هذا «اللوكيشن» آمن. وإن لم يكن كذلك، عندها، سأبحث عن موقع بديل كي لا يتعطّل التصوير، حتى يتمّ عرض المسلسل في موعده في رمضان المقبل إن شاء الله».

أكّد منظّم الحفلات وليد منصور أنه قام بإلغاء عدد كبير من الحفلات من بينها حفلتان للمطرب هيثم شاكر كانتا ستقامان بجامعتي القاهرة وعين شمس. كما قام بإلغاء حفل ميريام فارس في الجامعة البريطانية وحفل كارل وولف في الجامعة الأمريكية، بالإضافة إلى حفل ضخم كان سيحييه الفنان محمد حمّاقي في يوم 14 فبراير.

 

أحداث مصر تصيب نجوم الأردن بالشلل

النجمة نادرة عمران قالت: «لا شيء مهماً عندي الآن لا عملي ولا راحتي، ولا أفكر حالياً سوى بتأثير هذه الأحداث الصعبة على مستقبل مصر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي ستكون له انعكاسات على الوطن العربي كله. وأنا حالياً في حالة شلل فني غير قادرة على دراسة الأعمال الفنية المعروضة عليّ لرمضان المقبل".

حال النجم زهير النوباني كحال المواطنين الأردنيين المتضامنين مع الشعب المصري وقال: "قلبي مع المصريين، وأتمنى أن ينالوا ما يصبون إليه من عدالة اجتماعية وحرية في الأيام المقبلة. وأنا متأثر جداً بأحداث مصر ومتفرّغ جزئياً لمتابعتها عبر القنوات الإخبارية".

 

الأحداث تسبّب التفاؤل

الممثل والمنتج محمد بخش لا يعتقد أن أحداث مصر ستؤثّر سلبياً بأي شكل على مسلسلات رمضان2011، ولن يتمّ التأجيل أو التأخير، بل بالعكس سيكون التأثير إيجابياً، ويوضح قائلا: "الأحداث في مصر ستنتهي قريباً، ولن تستمرّ حتى شهر رمضان لتؤثّر سلبياً، لكن سيتمّ استغلال هذه الأحداث في طرح موضوعات جديدة ومتنوّعة".

المخرج الشاب ضيف الحارثي يقول إنه رغم انشغاله بتصوير مسلسل «من عيوني» خلال الأحداث، إلا أنه تابعها. وعلى ضوء ما شاهده، يرى أن الأحداث ستثري الدراما المصرية.

 

أعمال مؤجلة

أكّدت النجمة ميساء مغربي أنه كان من المقرّر أن يتمّ تصوير جزء من أحداث مسلسلها لرمضان المقبل الجزء الثالث من «هوامير الصحراء» في مصر. وقالت: «لكن التظاهرات ستدفعنا للتفكير في استبدالها خصوصاً وأن التصوير سيبدأ بعد شهر ونصف تقريباً».

سافرت النجمة اللبنانية دوللي شاهين وزوجها المخرج باخوس علوان إلى بيروت قبل اندلاع التظاهرات بأيام، وعبّرت دوللي عن شعورها بالأسى حيال ما يدور بمصر، وشدّدت على أنه لا يعنيها تأخّر مشروعاتها الفنية بالقاهرة أو إلغاؤها، ولكن ما يهمّها هو أن تعود الأمور للاستقرار في البلد الذي تعشقه.

شدّد النجم السوري جمال سليمان الذي عاد إلى سوريا قادماً من مصر قبل أيام من اشتعال فتيل الأزمة الأخيرة على أنه يشعر بالأسف الشديد لما يحدث في مصر، وتابع: "الأحداث في مصر صعبة جداً ولكني أحترم خيارات الشعب المصري، وبالطبع لا يعنيني توقف أعمالي الفنية في مصر. وما يهمّني هو أن تعود الأمور للاستقرار في مصر وينعم شعبها الطيب بالسلام".