أمل عرفة حالة استثنائية في الوسط الفني السوري. مغنية وممثلة محترفة، تسرق القلوب بحضورها ولباقتها وثقتها بنفسها، وإذا ما سألت عن أفضل ممثلة سورية تجدها من أوائل الأسماء، لأنها "في مكانها" الذي لم تستطع أخرى أن تنافسها عليه. أمل عرفة في حوارها مع "سيدتي" تفتح قلبها وتبوح، تعتب وتلوم وتتوقّع وتعترف:
* ماذا تخطّطين حالياً على الصعيد المهني؟
أعمل على تجهيز مسلسلي الجديد "هدية"، وهو من تأليفي بالشراكة مع بلال شحادات في السيناريو والحوار. ورغم إنجاز عشرين حلقة منه، إلا أنني قرّرت تأجيله إلى العام الحالي بالاتفاق مع الجهة المنتجة والمخرج سامر برقاوي، وذلك حفاظاً على السوية الفنية في التأليف والكتابة، ولضمان أن يكون الوقت معي لا ضدي.
* هل تنجح عادة كل مخططاتك التي تنوين تنفيذها، وكيف يكون ردّ فعلك في حال لم تنفذ؟
تعوّدت دائماً ألا أصاب بالإحباط بشكل سريع، كذلك عوّدت نفسي ألا أتوه بشفافية الحلم. أنا تماماً بينهما. فلنقل إني واقعية حالمة. فلا أخسر الحلم ولا يصدمني الواقع بثوابته وحدوده وسقفه.
* باختصار، كيف تصفين الوسط الفني السوري اليوم؟
اختلافه عن باقي الأوساط الاجتماعية، فهو مباح لكل من أراد العمل به. وفي الآونة الأخيرة، لاحظت أن قيمة رفيعة المستوى قد شارفت على الانقراض فيه وهي "الذوق".
مرض الأعمال الشامية
* خلال غيابك لعامين وهي مرحلة الحمل والولادة. كيف وجدت الساحة الفنية أثناء مرحلة الغياب وما بعده؟
عملياً، غبت لعامين عن الساحة الفنية. ولكنني ما غبت عن قناة "أوربت" المشفّرة التي قدّمت من خلالها أعمالاً. لقد استمتعت بهذا الغياب واستغربت شعوري بالراحة، خاصة أنني كنت خارج الموسم الرمضاني، وهذا أمر صعب جداً بالنسبة للممثل. لكن، بالمقابل، كنت أستمتع بدوري كأم وزوجة فقط، بالإضافة إلى متعتي في المشاهدة، إذ كنت أختار العمل الذي أريد مشاهدته، ولفتني أمر هام وهو التفاصيل التي لم أكن أراها عندما كنت أشاهد العمل كممثلة.
* تفاصيل مثل ماذا؟
كان الأمر أشبه بلعبة ذكاء، ما أن أرى اسم المخرج حتى أتوقّع أسماء الممثلين، وكانت توقّعاتي ناجحة في أغلب الأحيان، وفي أحيان أخرى كنت أرى أشخاصاً ليسوا في أماكنهم، لكنهم قبلوا فيه لأنهم من شلّة فلان أو لأنهم أقلّ أجراً من غيرهم. بالمقابل، هناك أعمال توقّفت عندها، وتابعتها وأحببتها كأي ربة منزل عادية.
* وعندما عدت، كيف وجدت الساحة الفنية؟
أولاً، هناك مرض اسمه "الأعمال الشامية"، لا أعلم إن كانت الجهات الإنتاجية هي المسؤولة عن انتشاره، ولم أفهم بعد إن كان موضة أو أن الشركات الإنتاجية اتفقت كلها أن تنتج هذه النوعية من الأعمال! لكن، في النهاية،إن كمّ الأعمال الشامية الذي ينتج كبير جداً، وأتمنى لو توضع خطة للدراما السورية بحيث تبدّل نهج أعمالها كل خمس سنوات مثلاً، على الأقل نضمن سوية نجاح إلى حدّ معقول، لكن أن تفكر كل شركة إنتاج بأن أعمالها هي التي ستتصدّر وتربح ضاربة بعرض الحائط كل القوانين التي من شأنها الحفاظ على الدراما السورية، فهذا أمر مخيف، لأننا عندما نقول إن الدراما السورية تحوّلت إلى صناعة، فيجب أن نعرف أن واجبنا تهيئة انطلاقتها واستمراريتها، لا أن نحضّر لها نعشها.
* إذاً، هل أنت مع مقولة أن الأعمال الشامية تعيد مجتمعاتنا إلى الخلف؟
عندما يقدّم العمل الشامي بطريقة "متحفية"، ويوثّق المرحلة عبر تفاصيل معينة، كأن يقدّم لنا كيف كانت المرأة في ذلك الزمن، فأنا لست ضده. لكن، عندما يتحوّل الموضوع إلى اجترار فليس من الجيد أن يعلك الشخص علكته أربعاً وعشرين ساعة متواصلة.
* الفنان عباس النوري قال لي مرة إن هذه الأعمال لم تقدم المجتمع السوري بشكل حقيقي؟
وأنا أوافقه الرأي بنسبة كبيرة باستثناء بعض الأعمال كـ "الحصرم الشامي"، و"أولاد القيميرية" و"أسعد الوراق"، حتى ولو أنه لم يلقَ ذلك النجاح الذي كنا نتوقّعه.
* في استفتاء رمضان سألت معظم الفنانين عن نجوم العام، وكلهم ذكروا أكثر من اسم ممثل. لكنّ أحداً لم يذكر اسماً مرادفاً لأمل عرفة. كنت أنت الوحيدة التي ذكرت، لكنني نعيب عليك تقصيرك بحق نفسك إعلامياً؟
سأقولها لك من الآخر، لست من النوع الذي يظهر إعلامياً لمجرد الظهور، إذا لم يكن لدي عمل مشاهد ويستحق النقاش والسؤال، فلن أخرج للإعلام. وهوية وقوام الظهور الإعلامي بالنسبة إليّ تختلف عن الظهور الإعلامي بالنسبة لغيري. ليس بالضرورة أن أكون على صواب أو خطأ.. ولكن، لكل أسلوبه، إلا أنني لا أمرض إذا ما فتحت مجلة أو صحيفة ولم أجد خبراً عني، ولا أشعر أن مكانتي اهتزت، سيما أننا نعرف تماماً كواليس هذه الحالة الإعلامية، وطالما أنني أفهم خريطة الإعلام بشكل صحيح فأنا في المكان الصحيح.
ماذا قالت عن أعمالها الأربعة: "بعد السقوط"، "أسعد الوراق"، "الزلزال" و"تخت شرقي" وماذا قالت لمنى واصف و "الديو" مع تيم حسن ورأيها بالممثلين الآخرين كل هذا واكثر في مجلة سيدتي في المكتبات