رامي عياش فنان لكنه... (شبيح)

غلبت الصورة في إنتاج رامي عياش على الصوت، الذي ميّز هذا الفنان الشاب المجتهد والباحث عن التجدّد، إلا أن تكوينه الفيزيائي يأخذ المخرجين الذين يعملون على "كليباته" نحو عالم (الأكشن) في الصورة، وهو الخارج من التجربة اللبنانية المليئة بالصور المستوحاة والمرتبطة بالمليشيات التي تشكّل المافيا بحضورها السينمائي جزءاً من تكوينها المحبّب في ذاكرة الشباب.


(شبّيح) مصطلح كان معروفاً في أوساط محدودة قبل أن ينتشر في نشرات الأخبار... وباتت كلمة لها مدلولات معيّنة ومخيفة في آن، بينما (الشبّيح) هو من شباب يقتنون سيارات "سبورت" فخمة، رياضيون قد يحملون سلاحاً، ويتصرّفون بطريقة لا تحترم النظم والقوانين. إلا أن مطربنا رامي عياش قد يلتقي مع هذا المصطلح من الناحية السياحية فقط بعيداً عن مضامين (الشبّيح) الذي تتناوله نشرات الأخبار.

صورة رامي في كليب "الشمس بتشرق" مع مايا دياب وهو يقود درّاجة هارلي ديفيدسون تقول الكثير عن مكنونات العياش المتّجهة نحو الاستعراض الشخصي وليس الفني، وما قدّمه "الكليب" هو الصورة فقط لأن الأغنية غابت عن الاستماع وبقيت الحالة التي استعرض فيها كل من مايا ورامي طريقة فهمه (للتشبيح)..

في أغنيته الجديدة "مجنون" أو "طال السهر" يأخذ المخرج رامي إلى أماكن بعيدة في الاستعراض التمثيلي خصوصاً وأن الإنتاج أتاح هذه الفرصة، وساعدت دبي كونها مسرح التصوير الذي يتّسع لرغبات المخرجين الراغبين في استخدام الأرض والبحر والسماء، والعارضات اللواتي يصعب إحضارهن إلى مدن لا تحمل مواصفات دبي الجذّابة.


لعلّه في المطلع الثاني من الأغنية يذكّر رامي عياش محبّي صوته بقدراته على التفاعل وتقديم الصعب في المغنى حين يصعد في كلمة (آه) على طريقة (كريشيندو) صعوداً ويعيد الكرّة في كلمة (مجنون).. لا بأس أن يحاول رامي عياش في هذا الإطار، فهو على الأقل من الناحية المنطقية قد يكون جذاباً لفتاة تبحث عن شاب جميل أو فتى أحلام وليس كبعض المطربين الآخرين الذين لا يملكون من نعمة الشكل ما يكفي لتلحق به عشرات العارضات في "كليب" مزوّر ولا يمتّ للحقيقة بشيء.


يبقى العمل الفني هو الأساس ويبقى أن يخرج رامي عياش من الدائرة التي يضع نفسه بها وهي "الصورة" الجميلة بالنسبة إليه... وأن يعود للعمل على الصوت وعلى اختيار أغانٍ تحمله نحو مراحل هو يحتاجها في مشواره الفني.