"سيدتي" تصطحب ديانا حداد إلى بلدتها مغدوشة بعد سنوات طويلة من الغياب والزيارة تختتم على مائدة فضل شاكر


في إحدى المرّات، حلّت الفنانة ديانا حداد ضيفة على إحدى القنوات العربية في حلقة مباشرة على الهواء. وخلال الحلقة، إتّصلت إحدى السيدات من منطقة مغدوشة جنوب شرقي مدينة صيدا (جنوب لبنان) بالفنانة ديانا حداد، موجّهة إليها عتباً على تقصيرها في زيارة ضيعتها مغدوشة مسقط رأس والدها، الذي هاجر بعدها إلى الكويت حيث ولدت ديانا حداد، ليعود في الثمانينات إلى لبنان ويسكن في بلدة ماستيتا (شرق بيروت). كل هذا كان يحثّ أهل بلدتها مغدوشة على أن يعيدوا إلى ذاكرتها الحنين إلى مسقط رأس والدها وبلدة أجدادها التي كانت تزورها وهي طفلة حيث كانت تلعب في أحضان طبيعتها الخلاّبة، فبلدة مغدوشة تقع على سفح جبل يكشف البحر من تلاله والجبال من سهله.

العتاب الذي وجّهته إحدى السيدات من بلدة مغدوشة إلى الفنانة ديانا حداد دفع «سيدتي» للإتصال بها هاتفياً، موجّهة إليها دعوة للقيام بزيارة بلدتها مغدوشة. على الفور رحّبت ديانا بالفكرة ثم اتّفقنا معاً على اللقاء.



 

 

بعد تحديد الموعد، وجّهت ديانا حداد إليّ سؤالاً: «ما رأيك لو نقوم بزيارة مختار البلدة ورئيس بلديتها؟» (المختار ورئيس البلدية في لبنان هما منصبان رسميان من مهامهما الإهتمام بأحوال الناس وأهل البلدة والسهر على رعايتهم). في اليوم التالي، قمت بالإتصال بالدكتور غازي أيوب رئيس البلدية لإبلاغه برغبتنا في القيام بزيارته وزيارة مختار البلدة قسطا قزحيا اللذين رحّبا بزيارتنا.

 

الإنطلاق

بعد ثلاثة أيام، حان موعد لقائنا بالفنانة ديانا حداد، المحدّد عند الساعة الثانية والنصف أمام مدخل فندق «الكورال بيتش» في منطقة الرملة البيضاء في بيروت. ولقد اختارت ديانا هذه المنطقة تحديداً لقربها من منزل خالتها حيث حلّت عندها ضيفة عزيزة.

بعد تبادل التحيات وقبيل الإنطلاق، وبعدما اطّلعت ديانا على الموضوع، إلتفتت إلينا أنا ومصوّر «سيدتي» محمد رحمة قائلة: سنبقى على اتصال ونحن في طريقنا إلى مغدوشة، مضيفة، من الممكن أن نتوقّف عند أي بائع حلوى لنأخذ معنا هدية لرئيس البلدية ومختار بلدة مغدوشة.

 

عند بائع الحلوى

بعد خمس عشرة دقيقة، وصلنا منطقة خلدة حيث توقّفنا أمام أحد الأفران المختصّة بصناعة الحلوى العربية والإفرنجية. فترجّلنا وديانا حداد التي ما إن دخلت الفرن، حتى رحّب بها العاملون فيه. وبدت السعادة على وجهها، لأنها ما زالت في ذاكرة الجمهور اللبناني رغم ابتعادها وعدم تواصلها الفني معهم.

 


الزميلة زلفا وديانا والمختار ورئيس البلدية في مغدوشة

الوصول إلى مغدوشة

وصلنا ساحة البلدة عند الرابعة والربع من بعد الظهر، وكان في انتظارنا رئيس البلدية الدكتور غازي أيوب والمختار قسطا قزحيا، وقد رحّبا بوصولنا في ساحة البلدة التي تجمّع أهلها فيها.

وقد وعدت ديانا حداد رئيس البلدية بإحياء مهرجان في بلدتها خلال الصيف الحالي. ودلالة على الإلفة والمودّة المتبادلتين بين أهالي مغدوشة وديانا، قامت الأخيرة بمساعدة زوجة المختار حيث دخلت معها المطبخ تحضّران الحلوى.

 


ديانا في بستان البرتقال في مغدوشة

في منزل رئيس البلدية

إنطلقنا مجدداً باتجاه منزل رئيس البلدية الدكتور غازي أيوب الذي استقبلنا وزوجته كلير قسطنطين، حيث تمحورت الأحاديث حول أمور الفن ومسيرة الفنانة ديانا حداد، وأعرب  رئيس البلدية عن رغبته بتلبية ديانا حداد دعوته للمشاركة في مهرجان مغدوشة السنوي.  

لكن قبل ذهابه إلى موعده، عرض علينا القيام بجولة سياحية في بلدة مغدوشة على أن يكون هو الدليل السياحي لنا، فرحّبنا بالفكرة وبدأنا الإستعداد للجولة.

 


لحظة وصول فضل شاكر إلى المطعم

في مطعم فضل شاكر

كانت الساعة حينها قد قاربت السابعة مساء. وقبل انطلاقنا من بيروت، كنا قد اتّفقنا مع ديانا على قبول دعوة «سيدتي» لتناول العشاء في مطعم «ألحان» العائد للفنان فضل شاكر، ويقع، على طريق عودتنا، في صيدا. ونحن في طريقنا إلى المطعم، إتّصلت «سيدتي» بالفنان فضل شاكر الذي رحّب بحضورنا، واعداً إيانا بالحضور لاستقبال الفنانة ديانا حداد. وصلنا المطعم عند السابعة مساءً، ولحظة وصولنا، كان في استقبالنا مدير المطعم معروف الحلبي الذي رحّب بنا قائلاً: «طاولة العشاء جاهزة وتحت أمركم. لقد أوصانا الفنان فضل شاكر بحسن ضيافتكم لحين وصوله، فهو في طريقه من بيروت إلينا». جلسنا جميعاً وقد لفت ديانا حداد موقع المطعم على شاطئ البحر وديكوره ذو الطابع الكلاسيكي المتطوّر.

وقد قام فريق العمل في المطعم بتقديم الأطعمة البحرية بكافة أصنافها. بعد وقت قصير من وصولنا، أعلن مدير المطعم معروف الحلبي عن وصول الفنان فضل شاكر الذي ما إن رآنا حتى رحّب بنا. فالجود والكرم صفتان يتحلّى بهما فضل شاكر. تقدّم فضل شاكر مرحّباً بديانا حداد والمخرجة الإماراتية نهلة الفهد التي رافقتنا طيلة الوقت. ثم رحّب بـ «سيدتي» ترحيباً خاصاً لعلاقته المتينة بها. جلس معنا لبضع دقائق سائلاً عن أحوال ديانا حداد التي بدورها هنّأته على نجاح ألبومه الأخير «عالبال» مباركة له مطعمه.

ثم التفت إلى المخرجة نهلة الفهد قائلاً لها: «لقد سمعت باسمك مراراً لكني لم أتشرّف بلقائك من قبل. كنت أعتقد أنك أكبر سناً». ثم تحدّثا بأمور الإخراج، وأعرب عن إعجابه بإخراجها قائلاً إنه من الممكن التعاون معها مستقبلاً.

 

فضل مرحّباً بديانا

بعد دردشة قصيرة، إستأذن الفنان فضل شاكر بلطف قائلاً: سأترككم الآن تتناولون العشاء براحتكم، وسأعود إليكم مرّة أخرى، مضيفاً: المطعم مطعمكم، أهلاً وسهلاً بكم. ثم انتقل إلى طاولة جانبية يجلس إليها شقيقه فادي شاكر ومدير أعماله عبد الأمير رمضان وصديقه ويده اليمنى هشام مكي. بعد عشرين دقيقة، عاد إلينا الفنان فضل شاكر وشاركنا الحديث شارحاً لنا بعض أطباق السمك المتخصّص بها مطعمه. فكان يطلب من ديانا أن تتناول بعض الوجبات التي قدّمت على الطاولة. ثم جلس فضل شاكر يشرح لديانا نوع الحلويات المقدّمة على الطاولة، وهي عبارة عن دبس الخروب وبعض القطع من الراحة قائلاً لها: لا نستطيع تقديم أنواع أخرى من الحلوى  لحساسية تناول السمك مع أنواع من الحلويات (يقصد أنها قد تتفاعل سلباً لدى بعض الأشخاص لا سيما إذا كانت تتضمّن الحليب أو الكريما). وقام بنفسه بتقديم الحلوى لديانا حداد التي شكرته على ضيافته الكريمة وتواضعه وإنسانيته التي نادراً ما نشهدها عند العديد من الفنانين، مثنية على صوته وإحساسه.



الحلوى من يدي فضل إلى ديانا

ديانا تشكر فضل

ثم تكلّمت ديانا معه عن ألبومه الأخير «بعدا عالبال» وعن حسن اختياره لأغنياته، كما شكرته على حضوره رغم وعكته الصحية بسبب ألم ألمّ بأحد أسنانه. وعندما همّت «سيدتي» بدفع الفاتورة، سارعت ديانا للقيام بهذه المهمة، ولكن فضل قطع الطريق علينا، مرحّباً بنا في مطعمه. ثم قمنا استعداداً للعودة إلى بيروت بعدما قاربت الساعة العاشرة ليلاً. وعندما شكرنا فضل شاكر على حسن ضيافته، قال: «أهلاً وسهلاً بـ «سيدتي»، فأنتم مجلة محترمة. ثم طلبنا من فضل السماح لنا بالتقاط صور خاصة له مع ديانا. وكان فضل شاكر كعادته متجاوباً ومرتاحاً. وقبل صعود كل منّا إلى سيارته، تقدّمت ديانا حداد والمخرجة نهلة الفهد شاكرين «سيدتي» على فكرتها الجديدة وعلى الموضوع الذي قمنا بتصويره معها قائلة: «إنني أنتظر هذا الموضوع بفارغ الصبر». ثم استقلّت سيارتها مودّعة إيانا، على أمل اللقاء بها قريباً.

 

إكسترا

عمَ كان يسأل فضل ديانا وما إذا كان بحوزتها وبمَ أجابته؟

ثم سألها فضل إن كانت تحمل ألبوماً خاصاً بها لكي نسمعه في المطعم. لكن ديانا لم يكن في حوزتها نسخة من ألبومها الجديد، شاكرة فضل على ذوقه واحترامه لزملائه الفنانين.

 

تفاصيل أوسع وصور أكثر تجدونها في العدد 1476 من مجلة «سيدتي» المتوفر في الأسواق.