طوني قطان لـ "سيدتي": مرضي لم يجعلني خائفاً من الموت


منذ انطلق المطرب الأردني الشاب طوني قطان في منتصف عام 2005 بصوته الرومانسي، وكان في ربيعه التاسع عشر حقّقت أغانيه نجاحاً عربياً طيباً. لكن إصراره على الإقامة في بلده حال دون حصوله على النجومية العربية التي يستحقّها بعدما تصدّر ألبومه الغنائي الوحيد «مالكش زي» الذي لحّنه كاملاً بنفسه أعلى المبيعات في بلاد الشام، ولكن إصابته بتشمّع كبد مزمن منعته من العمل. وجاء اهتمام الملكة رانيا العبد الله بحالته وشموله بمكرمة علاجه على نفقة الديوان الملكي، ليعزّز أمل شفائه القريب المشروط بعثوره على متبرّع مناسب من العائلة أو من خارجها. «سيدتي» التقته في منزله وبقربه والدته التي لا تفارقه وتلازمه دائماً وتستقبل أصدقاءه وزوّاره الذين لا ينقطعون عنه وتقول: "ثقتي بالله كبيرة وواثقة من أنه لن يحرمني منه".

 

 \

 

اختفاؤك الفــني ورفضك المستمر لإحيــاء حفلات في الأردن والخارج جعل المتعهدين يظنّون أنك اعتزلت الفن. فمَ الصحيح؟

لم أحب إعلان مرضي قبل التأكد من حقيقته وهل هو عارض صحي عابر أم خطر؟ ففي البداية، ظننته وعكة بسيطة نتيجة التعب والإرهاق جراء تركيزي الشديد على الامتحانات وعلى إحياء حفلات مكثّفة في الأردن، ومشاركتي في التحضير والإشراف على حفلي الفني الناجح في مدينة جنين الفلسطينية المحتلة الذي حضره جمهور غفير قبل ثلاثة أشهر. وغنيّت ساعات دون أن أحس بقدميّ على الأرض متحملاً الأوجاع والآلام حتى لا أفسد فرح جمهوري الفلسطيني.

 

لماذا حرصت على إحيائه بالرغم ما فيه من مشقة كبيرة؟

صحتي لم تعد قادرة على تحمل التعب، وأحياناً لا أستطيع الوقوف لأكثر من ربع ساعة. لهذا، كنت أعتذر عن الحفلات المحلية لكني ضعيف أمام جمهوري الفلسطيني الذي تربطني به علاقة خاصة من سنوات.

 

وكيف اكتشفت أن مرضك خطير ويتطلب عملية زراعة كبد لإنقاذك؟

في مطلع عام 2010، شعرت بعوارض حمى وأوجاع معدة حادة وقوية تفاجئني من حين لآخر. فلم أبالِ بها في بداية الأمر ظناً مني أنها أعراض إرهاق أو نوبة برد. لكن استمرارها أوقاتاً طويلة، أقلق أمي فألحت عليّ بالذهاب إلى الطبيب وإجراء فحوصات طبية ومخبرية. فأطعتها حتى أطمئنها وأبدّد خوفها. وبعد ظهور نتائج الفحوصات المخبرية، تبيّن أن هناك ارتفاعاً غير عادي وغير طبيعي في أنزيمات الكبد، فطلب مني الطبيب مزيداً من الفحوصات قبل أن يشخّص مرضي فأجريتها، فتأكّد أني مصاب بتشمّع في الكبد ناتج عن تصلّب القنوات الصفراوية وليس له علاج دوائي لغاية اليوم في العالم، وأكد لي أنه قد يكون ولد معي دون أن أدري وتطوّر حتى أصبح في حالة متقدّمة ومزمنة، ويصاب به واحد من كل مائة ألف شخص، ويحدث كما أكّد لي طبيب مختص نتيجة خلل في المناعة يهاجم الكبد تحديداً.

 

كم تصل تكلفة العملية؟

حوالي المائة ألف دولار لكن العملية ستجرى لي في المدينة الطبية على حساب الديوان الملكي، ولا يؤخّرها سوى إيجاد المتبرّع المناسب.

 

مَنْ وقف إلى جانبك من بداية محنتك لليوم؟

قبل كل العالم والناس، والداي وشقيقاي أسامة وأسيل حفظهم الله لي. ثم، ولأول مرة أعلنها عبر الصحافة، خطيبتي دانة حيث لا يعرف أحد بعد أني ارتبطت رسمياً من فترة. وكان من المقرر إقامة حفل الزفاف قبل شهرين لولا اشتداد المرض عليّ فقررت إرجاءه. وأحمد الله على وجود دانة في حياتي، الذي جعلني أكثر قوة وصلابة وتصميماً على مقاومة المرض والشفاء لأفي بما وعدتها به حين ارتبطت بها.

وما هو هذا الوعد؟

وعدتها بالسعادة لكنها هي التي تسعدني الآن بحبها وإخلاصها وأملي بالله كبير حتى أشفى ونتزوج وأقدّم لها عمري كله.

 

تفاصيل أوسع تجدونها في العدد 1554 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.