عباس النوري...خجول وهادئ ومؤدّب ولم يكن يتحدّث عن مستقبله الفني

الفنان السوري عباس النوري

 

"قبل الشهرة" زاوية جديدة تطرحها "سيدتي" دورياً، تسلّط الضوء من خلالها على حياة المشاهير قبل سلوكهم طريق الشهرة، من خلال البحث عن أصدقاء الطفولة. وتقلّب معهم صفحات من الذكريات التي تربطهم بهم.
الدكتور محمد حلاق، حقوقيّ وأكاديمي، تعود علاقة الصداقة التي تربطه بالفنان عباس النوري إلى أكثر من ثلاثين عاماً، وإلى سنوات الدراسة الأخيرة في المرحلة الثانوية، حيث كان كل من محمد وعباس زميلين في ثانوية دمشق الوطنية. كيف كان يفكر عباس، وماذا كان يقول، وما هي أبرز طباعه وأخلاقياته؟ وهل كان مغرماً بالفن والتمثيل؟ وكيف كانت البدايات، وكيف انطلق إلى عالم الشهرة ليصبح نجماً مشهوراً؟ كل ذلك يجيب عنه ضيف زاوية "قبل الشهرة" الصديق القديم للفنان عباس النوري الدكتور محمد حلاق:     

ذكريات الدراسة
عندما طلبنا من الفنان عباس النوري اختيار صديق قديم ليتحدّث عنه لزاوية "قبل الشهرة" رشّحك لنا. برأيك، لماذا اختارك أنت بالذات؟
لأنّ صداقة قديمة تعود إلى أكثر من ثلاثين عاماً تجمع بيننا، وقد استمرت دون انقطاع. كنا ولا زلنا صديقين حتى اليوم. عباس النوري من الأشخاص الذين لا يختارون أيّ صديق. فهو يفكر ملياً في اختيار أصدقائه، ولا يعتبر أيّ صداقة عابرة صداقة حقيقية. فالصديق عنده هو من يعاشره ويعرفه تماماً. أول لقاء لنا كان عام 1974م، عندما كنت طالباً في الثانوية العامة القسم الأدبي في ثانوية دمشق الوطنية في منطقة شارع النصر. وكان مستوانا الدراسي متقارباً تماماً. بعدها، التحقت بكلية الحقوق رغبة مني بالعمل فيما بعد في المجال الدبلوماسي. بينما هو درس في قسم التاريخ. فهو كان مولعاً بالتاريخ. والحقيقة، كانت لعباس النوري فلسفة خاصة به. فهو طالب مميّز، خلوق، شهم، طيّب ومؤدّب يحمل في شخصيته وطبيعة تكوينه صفات الدمشقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
حدّثنا عن مرحلة الجامعة، وعن أبرز الذكريات فيها؟
كنا في تلك الفترة ندرس ونعمل. فكنت أدرس في الجامعة وأعمل أيضاً لأنفق على نفسي. وكان هو كذلك يعمل أحياناً مع والده أو في التدريس. كان عباس النوري أيضاً مميّزاً بمسرح الجامعة. واشتهر بعد مشاركته بمسرحية "رسول من قرية تميرة للاستفهام عن الحرب والسلام" التي انطلق منها واشتهر عدد من الفنانين، منهم: رشيد عساف ومحمد الحوراني وسلوم حداد وصباح السالم. كانت لنا جلسات ليلية. وأحياناً، كنا نذهب إلى أحد مطاعم منطقة الربوة بدمشق (أبو شفيق) لتناول العشاء، خاصة أكلات التسقية والفول والمسبحة والمشاوي وغير ذلك. وكنا نسهر في بيوتنا كطلبة ونتحادث ونتسامر. فنسرد ما يجري معنا في الجامعة أو في التدريس من قصص غريبة ونتحدّث عن همومنا ومشاكلنا. أنا وعباس تأخرنا عاماً عن التخرّج من الجامعة لأننا كنا نعمل. فعباس كان يمثّل في المسرح.
وعما اذا كان يتوقع أن يصبح عباس ممثلاً في يوم ما، واذا ما كانت النجومية قد أثرت على طريقة  تعامله مع أصدقائه وكيف يتحرى النور آراء الأخرين بفنه، وكيفية معاكسته الفتيات في سن المراهقة وتفاصيل أخرى في العدد الجديد من مجلة "سيدتي" في الأسواق.