mena-gmtdmp

علاء الزيبق: أحب نادين وأتمنى العمل مع تامر حسني

شارك الشاب علاء الزيبق باسمه الحقيقي في مسلسل «وراء الشمس» ولفت بأدائه الطبيعي أنظار المشاهد العربي إليه. فهو بالإضافة إلى كونه أصبح فناناً معروفاً بسبب نجاح مسلسل «وراء الشمس» الذي ناقش قضية أطفال التوحّد ومصير وواقع أطفال «متلازمة داون» (المنغوليين)، فقد تركّزت عليه أنظار الناس وشدّ الإعلام إليه مثله مثل أي  فنان آخر شارك في المسلسل. والحقيقة، لم يكن المنتج هاني عشي ولا المخرج سمير حسين مخطئين عندما قرّرا  الإستعانة بشاب من فئة ذوي الإحتياجات الخاصة ليقاربا الواقع في العمل. وكانا صائبين باختيارهما علاء الزيبق في دور يناسب واقعه المعاش، ولم يأتيا بفنان ليجسّد شخصية الشاب المريض. «سيدتي» زارت علاء في أحد الأماكن التي كان يتدرّب فيها على ممارسة رياضة السباحة، استعداداً للأولمبياد الخاص لذوي الإحتياجات الخاصة الذي شارك فيه في سوريا. وكانت شقيقته رنا الزيبق التي ترافقه في كل تنقّلاته في استقبالنا.

 حدّثينا عن علاء قليلاً؟

علاء بلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً وهو الأخ الوحيد لنا المعوق عقلياً. عندما أنجبته والدتي، لم نكن نعلم معنى الإعاقة العقلية وطبيعة حالته، ولم نكن نفهم معنى «منغولي». بحثنا عن حالته وتعلّمنا عنها الكثير حتى توصّلنا للطريقة المثلى للتعامل معه في البيت.

ما هي ميول علاء وهواياته؟

منذ صغره أحبّ علاء الرياضة وبرز فيها سواء في الروضة أو مع أصدقائه. بالإضافة إلى ذلك، هو يجيد تقليد الأصوات والممثلين. في البداية، تدرّب علاء في الملاعب وهو في عمر الست سنوات. وشارك في الأولمبياد الخاص بوقت مبكر، وتدرّب على السباحة وألعاب القوى وبرع فيها. بعدها، سافر إلى المغرب وحصل على الميدالية الذهبية في رمي الكرة الحديدية. وفي عام 2001، اتّجه للسباحة وتدرّب عليها وبرع فيها وشارك دولياً في مسابقات السباحة، وهو الآن يتقن أربعة أنواع من السباحة. وقد حصل على الميدالية الذهبية في عام 2007 في شنغهاي في الصين، وكانت هذه فرصة لينجح ويحقّق ذاته وطموحه حيث أصبح عالمياً بإنجازه هذا. وهو للآن لديه طموح لتحقيق المزيد في مجال الرياضة.

كيف اكتشفتم موهبته الفنية ومن اختاره ليشارك في مسلسل «وراء الشمس»؟

علاء منذ صغره يحب التقليد وخاصة تقليد الفنانين وهو خفيف الظل ومرح جداً. وكان المخرج سمير حسين يبحث عن شاب من مرضى «متلازمة داون» ليشارك في عمله «وراء الشمس». وبالفعل، قابل الكثيرين من أمثال علاء وأصدقائه. ومن ضمن من قابلهم، كان علاء الذي بدا مميّزاً في أدائه أمام المخرج عندما سأله إذا توفيت والدتك ماذا ستفعل؟ وطلب منه تمثيل هذا المشهد. فأنجزه علاء بنجاح. ولهذا، وقع الإختيار عليه. الحقيقة علاء شاب موهوب. بعد ذلك، اجتمعوا معه أكثر من مرّة وأُجريت له تجارب فنية نجح فيها كلّها. المخرج سمير حسين التقى بأكثر من مئة شاب من نفس فئة علاء في سوريا، ولكن الإختيار وقع على علاء في النهاية.

لمشاهد الحزينة التي قام بأدائها علاء في المسلسل حرّكت مشاعر الناس وأبكت الكثيرين. أنتم عائلته في المنزل، كيف تلقّيتم هذه المشاهد وكيف كان وقعها عليكم؟

خفت كثيراً على والدتي من  مشهد وفاة والدته في العمل (الممثلة نادين خوري) وبكائه وانزعاجه الشديد عليها. فقد بكت بحرقة وهي تتابع  هذه المشاهد (بدأت رنا هنا بالبكاء....وقد قطعت المقابلة عدّة مرات حتى تهدأ قليلاً). كما خفت على كثير من الأمهات لأنه مشهد مؤثّر وخاصة على الأمهات اللواتي لديهن أطفال يشابهون علاء. الكثيرات بكين وتساءلن عن شكل مستقبل أبنائهن بعد وفاتهن أو تعرّضهن للأذى، ومن سيهتم بهم بعد رحيلهن. وهذا كان سبباً كبيراً لتأثّر الكثيرات بهذا المشهد الرائع والحزين والإنساني. (عادت للبكاء مجدداً وتحدّثت بصوت يخالطه البكاء). وهذا المشهد كان أول مشهد قام به علاء أثناء تصويره لدوره في المسلسل. سأخبرك أمراً، إن هذا المشهد قبل أن يصوّره علاء في التلفزيون مثّله معي وأنا مستلقية على الأرض. وبدأ يبكي متأثّراً أمام المخرج، وهذا ما لفت نظر المخرج إليه ليختاره لدوره في العمل.

التقى علاء رئيس الجمهورية السوري بشار الأسد وعقيلته السيدة الأولى أسماء الأسد. حدّثينا عن هذا اللقاء وماذا جرى فيه؟

 حدث اللقاء أثناء تكريم السيدة الأولى أسماء لأبطال الأولمبياد الخاص بعد مشاركتهم في دبي. وكانت التقت بأهاليهم أيضاً. وأفضّل أن يجيبك هو على سؤالك. عندها قال لنا علاء: «قالت لي شو هالتمثيل الحلو». وطلب علاء من السيدة الأولى أسماء أن يصبح شرطياً، وفعلاً بعد يومين حقّقت له حلمه وارتدى ملابس الشرطة ووقف لمدّة ساعة  لينظّم السير والمرور في إحدى ساحات دمشق. وكنا سعيدين جداً بذلك.

ما هي رسالتك للناس عن هذه الفئة من المجتمع؟

أتمنى أن يشاهدهم الناس بشكل صحيح وألا يفهموهم خطأ. نحن لا نريد أن يشفقوا عليهم. أطلب منهم أن يتعرّفوا عليهم وأن يتعاونوا معهم، فلديهم قدرات. ولذا، علينا الإستفادة منهم ومن قدراتهم.

 

حديث مع علاء

ما علاقتك بالفنانة نادين التي جسّدت دور والدتك بالعمل؟

أحبها وهي أمي. (وقال لنا) هي «فخامة» (راقية). وقد أحببت العمل معها في المسلسل، وهي طيّبة جداً. وقد التقيت بها في حفل قبل يومين وقبّلت يديها لأنها رائعة وجميلة. كذلك الأستاذ رضوان عقيلي فنان جميل، وكان دوره في العمل شبيهاً بالأب الحقيقي.

هل أحببت التمثيل أم الرياضة أكثر؟

أحب الرياضة والتمثيل معاً.

مع من تريد التمثيل مستقبلاً؟

أحب تامر حسني كما أستمع لأغانيه، وأتمنى أن أشارك معه في عمل تلفزيوني مستقبلاً. كما أحببت الفنانة صبا مبارك التي كانت تعاملني خارج  التصوير بحب شديد وهي فنانة رائعة.

 

تفاصيل توسيع تجدونها في العدد 1544 من مجلة "سيدتي" المتوفر في الأسواق.