15 عاماً انقضت على الدعوى التي أقامها المخرج الشهير عامر الحمود على بطلي العمل السعودي الأول «طاش ما طاش» ناصر القصبي وعبد الله السدحان بسبب اسم العمل، ليأتي بالنهاية الحكم لصالح الحمود. ولكن، كيف وما هي الأحداث؟ وهل ينهي الحمود مسيرة المسلسل الأشهر عربياً. «سيدتي» جمعت من خلال التفاصيل التالية كل المعلومات بشأن هذه القضية.
بدأت القصة بعد انفصال بطلي العمل السدحان والقصبي عن المخرج عامر الحمود الذي أخرج معهما جزءين متتاليين، حيث رفع الحمود قضية بعدها لإثبات حقه في اسم العمل «طاش» والخاص بمؤسسته، وأخذت حينها القضية صدى إعلامياً كبيراً، وذلك لشهرة العمل وأبطاله من ناحية، وأيضاً كون القضية تعدّ الأولى من نوعها في الساحة الفنية وهي المطالبة بإثبات حقوق الملكية الفكرية لاسم العمل. ومع ذلك، استمرّ «طاش» في أجزائه المتتالية حتى رمضان هذا العام، واستمرّ الخلاف بين أبطال العمل والمخرج الحمود لسنوات.
بالرغم من كل ما كان يتردّد في الصحافة الفنية عن الخلافات بين الثلاثي القصبي والسدحان والحمود، إلا أن الأيام كانت كفيلة بنسيان الموضوع خصوصاً مع إصرار كل طرف على أن اسم «طاش» من حقه وذلك حسب تصريحاتهم لـ «سيدتي» سابقاً. فلقد ذكر عبد الله السدحان في أحد حواراته معنا أنه هو صاحب اقتراح اسم «طاش». وفسّر لنا معناه حينها حيث قال إن اسم «طاش» مستوحى من لعبة ودّية تؤخذ فيها قارورة المشروب الغازي المصنوعة من الزجاج، فيقوم أحدهم بخضّها عدّة مرّات ليقول لخصمه «طاش أو ما طاش»، أي عند فتح القارورة هل تفور ويخرج ما فيها من مشروب خارج القارورة (طاش) أم لا (ما طاش)، فيختار الخصم إحداها وتفتح القارورة والفائز من يصحّ قوله، وهي لعبة حماسية قد تشترك فيها مجموعة من الأشخاص. وكذلك الحمود الذي التقيناه أكثر من مرّة وأكّد لنا أنه صاحب الملكية الفكرية لـ «طاش» وأنه لن يتوقّف عن المطالبة بحقه مهما طالت السنون.
في عام 2006، قام المخرج عامر الحمود بإنتاج وإخراج مسلسل تحت اسم «طاش ما طاش الأصلي»، في محاولة حينها للإعلان عن أنه المالك الحقيقي للإسم وأنه لن يقف بوجهه أي عائق. وبالرغم من أن مسلسله «طاش ما طاش الأصلي» لم ينجح، إلا أنه لم يتوقّف عن المطالبة بحقه. والطريف بالأمر أن الجمهور كان على موعد لاستقبال «طاشين» في العام نفسه، أحدهما على الـ mbc للسدحان والقصبي والآخر على الـ LBC لعامر الحمود.
لم تعد قضية «طاش» والموجودة في أدراج لجنة المخالفات بوزارة الثقافة والإعلام منذ أكثر من 15 عاماً تذكر، خصوصاً بعد فشل «طاش ما طاش الأصلي» الذي قدّمه عامر الحمود وتقدّم ونجاح «طاش» القصبي والسدحان في المقابل، لاسيما بعد انتقالهما مؤخراً للـ mbc، حتى جاء إعلان لجنة النظر في المخالفات، في وزارة الثقافة والإعلام السعودية، بحسم الجدل الدائر بين الشركاء في مسلسل «طاش ما طاش»، وحكمت على جميع الأطراف بغرامات مالية، بلغ مجموعها حوالي مليون و400 ألف ريال (373 ألف دولار)، إلا أن القدر الأكبر تمّ تحميله للنجمين الشهيرين القصبي والسدحان.
وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة، صادق على قرار اللجنة الذي غرّم كلاً من عامر الحمود (المدّعي)، وناصر القصبي وعبدالله السدحان (المدّعى عليهما)، بدفع 5 آلاف ريال لخزينة الدولة، نظير مخالفتهم الأنظمة والتعليمات بسبب عدم وجود عقود. لكن اللجنة الإعلامية لم تكتفِ بذلك، في ما يخصّ النجمين القصبي والسدحان، بل قضت بإلزامهما دفع حوالي مليون و300 ألف ريال، لغريمهما الحمود «تعويضاً للحق الخاص، لاستغلال النجمين اسم المسلسل لمصلحتهما من دون أخذ موافقة خطيّة من صاحبه، الصادر باسمه الإذن الرسمي وباسم مؤسسته عن جميع الأجزاء، من الجزء الرابع حتى الـ 16، بمعدّل 100 ألف عن كل جزء». وأيضاً جاء في الفقرة الثامنة من قرار اللجنة، «أخذ التعهّد على المدّعى عليهما ناصر القصبي وعبدالله السدحان بعدم إنتاج المسلسل الكوميدي مستقبلاً بعد الجزء السادس عشر باسم «طاش ما طاش» أو «طاش كذا» واختيار اسم آخر لحفظ حقوق هذا المسمّى «طاش ما طاش»، وكل ما يدلّ عليه من حق لاسم المدّعي أي اسم «طاش» إلا بعد الموافقة الخطيّة من صاحب الحق على ذلك.
«سيدتي» حاولت الوصول لأطراف القضية لمعرفة ردود أفعالهم حول الموضوع، لكن عبد الله السدحان وناصر القصبي كانا موجودين خارج السعودية، ولم يتم التجاوب مع كل اتصالاتنا إلى أن دخل العدد المطبعة. ولكن، علمنا من مصادرنا أن بطلي العمل فوجئا بالقرار، ولم يكن لديهما علم مسبق به وأنهما لم يستلما شيئاً من الوزارة.
اتصلت «سيدتي» بعبد الرحمن الزايد مدير الإنتاج في مؤسسة «الهدف» المنتجة للمسلسل فأجابنا: «لم يصلنا قرار اللجنة الذي تمّ تداوله بالصحف، ولست مخوّلاً للردّ على ما جاء في الصحف دون اطلاعنا رسمياً عليه، وصاحبا القضية هما المعنيّان بالردّ على الموضوع وهما لم يستلما القرار حتى هذه اللحظة».
اتصلنا بالمخرج عامر الحمود وكانت السعادة واضحة على صوته. سألناه عن شعوره فقال: «أنا بالتأكيد سعيد لهذا القرار الذي جاء بعد 16 عاماً من المباحثات المستمرة، وحسم قضية مثل قضية اسم «طاش» والتي تعتبر قضية رأي عام سيعطي الفنانين ثقة أكبر ودعماً، خصوصاً وأنه أصبحت هناك حقوق للملكية الفكرية واعتراف بهذه الحقوق. وهذا كلّه بالتأكيد لم يكن لولا وجود الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام. وبهذه المناسبة، أوجّه شكري له على حلّ المسألة واعتماد قرار لجنة المخالفات والأنظمة. وهذا متوقّع منه لأنه رجل يراعي الحقّ الأدبي والفكري. وسيشهد له التاريخ بالحكم الذي بقي 16 سنة معلّقاً، والحمدلله أنه لم يضيّع حقي».
اتصلت «سيدتي» بوزارة الثقافة والإعلام السعودية، فقال الناطق الرسمي باسمها عبد الرحمن الهزاع عن القضية إنه تمّ اتخاذ القرار فيها وإبلاغ الأطراف المعنيّة وإرسال القرار لمؤسسة «الهدف» ومؤسسة «ليالي» لعامر الحمود. وعمّا إذا كان يحقّ لناصر وعبد الله التظلّم أجاب: «لديهما 60 يوماً منذ استلام القرار لتقديم اعتراض في ديوان المظالم، وإذا تمّ نقض الحكم تُعاد القضية للجنة وتدرس من جديد. ولكن، في حال عدم الإعتراض خلال هذه الفترة يتمّ توثيق القرار بشكل نهائي». وأكّد أنه لا علاقة أبداً لقضية حسن عسيري بقضية رأي عام مجدوَلة لديهم منذ 16 عاماً وتأخر صدور القرار فيها بسبب تغيير اللجان وأخيراً تمّ حسم الموقف».