الحياة ليست تلك التي في جوالك!!

مبارك الشعلان


«عودت عيني على رؤياك وقلبي سلم لك أمري
أشوف هَنا عينيَّ في نظرتك ليَّ
والقى نعيم قلبي يوم ما التقيك جنبي
وان مر يوم من غير رؤياك
ما ينحسبش من عمري»
هذا واقع الحال مع الحبيب عند الست أم كلثوم 
لكن واقع الحال مع حبيب الشعب الإنترنت 
إن مر يوم من غير رؤياه ماينحسبش من أعمارهم 
فمع وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الناس
تتنفس إنترنت 
وبانقطاع النت الناس تختنق، 
الناس هذه الأيام لديها قدرة مذهلة في التواصل الوهمي الافتراضي
وقدرة أكثر في التباعد الاجتماعي
فنحن في مرحلة التباعد الاجتماعي 
متنكرًا في ثياب التواصل الاجتماعي!! 
قبل وجود مواقع التواصل الاجتماعي.. كان التواصل أكثر اجتماعيًا
أكتب اليوم وأنا أدعو إلى التفكير بطريقة معاكسة وافتراض عكس الواقع الافتراضي 
تصور أننا نعيش حياتنا بلا نت ليوم واحد 
الحياة بالتأكيد ستكون أجمل
أحد المقاهي؛ قام بوضع لافتة كتب عليها 
لا يوجد إنترنت لاسلكي، تحدثوا مع بعضكم البعض 
اتّصل بوالدتك..
تظاهر أنّك في عام 1993
الحياة ستكون أجمل
يمكننا أن نعود إلى أنفسنا إلى زمن الهدوء 
وزمن الناس الطيبين
نبتعد قليلاً عن التلوث اليومي...
ألا يكفي زحمة الحياة، وزحمة الشارع 
وزحمة الأفكار؟
الكل يحذر من الإدمان على كل شيء
أليس إدمان الموبايلات أشد ضررًا 
يتعطل الواتساب لساعات معدودة 
ترتبك حياة الناس كما لو أن إشارة المرور تعطلت
هذا العالم الكبير أصبح صغيرًا 
هذا العالم الواسع أصبح ضيقًا 
جرب أن تعيش ليوم واحد بلا نت ولا تواصل اجتماعي
لحظتها ستعرف معنى التواصل الاجتماعي 
ستعرف أن لديك حياة أخرى رائعة 
فالحياة ليست تلك التي في جوالك 
هناك حياة أخرى أجمل!
شعلانيات:
* عندما أكتب أحاول أن أرسم بالكلمات فالرسم هو مشروع كتابة والكتابة محاولة لرسم شيء ما. 
*من يفتقد الجمال الداخلي فسيعجز عن رؤيته في الآخرين. قدموا الجميل دائماً، وسوف ترون ما هو أجمل.
* لا أحد يستمع هذه الأيّام، هُم فقط ينتظرون دورهم للحديث.
* الألوان قصة لا يفهمها الرماديون، هي فلسفة ورؤية للحياة وهي علاج أيضاً، باختصار هي إحساسك بالحياة.