الطفل ريان‮:‬ ‬هذه وصيتي‮.. ‬‬‬‬‬

عبد الحميد جماهري
عبد الحميد جماهري
عبد الحميد جماهري

ريان وحَّد الآهات
وحَّد الأمم الحزينة‮.. ‬ومات‮.‬‬‬‬‬
لأن الجنة،‮ ‬ليلة السبت تلك‬‬
كان‮ ‬ينقصها ملاك‬‬
وتنقصها نجمة‮..‬‬‬
‮ ‬‬‬
‮ ‬الملاك ترك وصية: أحبوا بعضكم‬‬
احفروا عميقاً في‮ ‬قلوبكم تجدونني‮..‬‬‬‬‬
علموا أبناءكم
أنني‮ ‬الطفل المدلل للمعجزة‮..‬‬‬‬‬
وأني‮ ‬في‮ ‬غياهب الجب‮..‬ كُنْتُكم جميعاً!‬‬‬‬‬‬‬
‮علموا أبناءكم أن الملك‮ ‬في‮ ‬البلاد رب الأسرة الكاملة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮ ‬وأن قلبه الشاسع والقوي‮ ‬وحده كان‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يخبر أبناء شعبه بنعي‮ ‬الطفل الريان‮.. ‬فمن سوى القلب القوي‮ ‬ينوب عنا في‮ ‬تحمل أول هذا الألم الكبير‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
علموا أبناءكم أنه لا شيء‮ ‬يعلمنا مثل الألم‮..‬‬‬‬‬
‮ ‬أن الوطن حين‮ ‬يدافع عن حياتي،‮ ‬تصفق البشرية كلها‬‬‬‬‬‬
وأن الوطن عنزة تنتظر عودتي‮ ‬وترعى في‮ ‬غيابي‮ ‬عشب أحبتي‬‬‬‬‬‬
وأن أمي‮ ‬صديقة البشرية،‮ ‬ترفع لها الدعوات وصحن ماء من نهر المحبات‮..‬‬‬‬‬‬‬
هنا من حوض النبي‮..‬‬‬
‮ ‬وأن صورتي‮ ‬على قلب أمي،‮ ‬فلا تمسوه‮ ‬بألم بعدي‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
علموا الآخرين أن‮ ‬يتعلموا لغة القلب العميقة‮ ‬والإنسان‮   ‬‬‬‬‬‬‬
علموا‮ ‬البلاد‮ ‬أن الأطفال‮ ‬يعطون الدروس ابتداء من السنة الخامسة‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮ ‬ويعلمون البشرية حب بعضها ابتداء من فجر العمر‮. ‬‬‬‬‬

لم تكتمل المعجزة،‮ ‬لكن الألم ربح وحدةً‮ ‬لقياس قامته‬‬‬‬
‮ ‬وقياس طوله الفارع‮:‬‬‬‬‬
32‮ ‬ متراً في‮ ‬باطن الأرض‮.‬‬‬‬‬‬‬
الأطفال‮ ‬يعرفون الآن أن طريق الجنة تمر عبر قرية في‮ ‬شفشاون‬‬‬‬
وجسد قليل في‮ ‬بئر‮..‬‬‬‬‬
‮ ‬وصارت ثلاث كلمات‮ ‬على لسان الطفل المصقول بالرجاء،‮ ‬قاموس الناس منذ آدم‮...‬‬‬‬‬‬‬‬‬
يا الله
يا أبي
يا أمي
‮ ‬يا الله‬‬
يا أمي‮ ‬‬‬
يا أبي‮..‬‬‬
جعتُ‮ ‬بردت انكمشت عشت اختنقت تعلمت بكيت حمدلت بسملت دعوت وتقلصت وتمددت وتكوكبت مللت سئمت سكنت أفقت‮ ‬غفوت سهوت نشجت أغمي‮ ‬علي‮ ‬عرقت نشفت دعوت دمعت سكت صرخت لكني‮ ‬ما‮ ‬يئست‮ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
‮ ‬وقد سمعت‮ ‬‬‬‬‬
جبلاً بكامله‮ ‬سُيِّر لي‮ ‬‬‬‬‬
وتحركه إرادة الحياة
في‮ ‬بلادي‮..‬‬‬‬‬
كان الجبل سخياً معي،‮ ‬أسعف المنقذين‮..‬‬‬‬‬
الجبل كان أقرب نقطة إلى الجنة
يمتد إلى تراب السماء‮!‬‬‬
البشرية برمتها رأت نفسها في‮ ‬أعماق بئر خاوية‬‬
البشرية أطلت على ذاتها،‮ ‬وتحسست ما تبقى فيها من جمال‬‬
وأيقظت قلبها‮..‬‬‬
ريان أيها الطفل المدلل للمعجزة.