الكلمات تنحني أمام الوطن

أبرار أحمد ملك
أبرار أحمد ملك
أبرار أحمد ملك

كيف لقلمي الصمود وهو يتحدث عن وطن كالـ "كويت"، أرى الحياة رائعة بوجودها، أفتخر بأنني ابنة من أبنائها، وبوجودها أشعر بقيمتي ومن دونها أكون لا شيء، مازلت أتمنى لو رأيت بداية نشأتها لأحيطها بكل الحب والاهتمام والرعاية كما تفعل هي معي، هي بالنسبة لي أم، وهي العاشق والمعشوق، وطن أستطيع أن أتحدث إليه بحرية وأبوح عن كل ما يجول بخاطري إليها من دون خوف وحرج، وهي تنصت إليّ باهتمام بالغ، علمتني أن للوطن لغة وروحاً؛ لذا دوماً أحرص على ألا أفعل إلا ما يرضيها وأطلب رضاها دوماً وأدعو الله لها دوماً، أم ترافقني بكل خطواتي وتقلق عليّ وتفرح لفرحي وتبارك لي إنجازاتي، أكرمتني حينما جعلت أبناءها "أهل الكويت" من مختلف الأطياف يحيطونني كالسور المتين في فصول العمر كافة بأحداثها المفرحة والمحزنة، مهما صنعت لها لم أقدم شيئاً، فالدين كبير لا أستطيع أن أقوم بتسديده، أعمل برفقة أبنائها على إسعادها والارتقاء بها، نعمل من أجل أن تكون دوماً في المقدمة بين سائر الشعوب، حسب استطاعتنا نخدمها كلٌّ منا في المجال الذي يعمل به سواء في مقر عملنا الحكومي أو عملنا الخاص كأدباء وباحثين نجتهد بالمحافظة على تاريخها عبر إصداراتنا الوثائقية المقدمة للمكتبة الكويتية لتفيد الدارسين والباحثين... إلخ، من أبنائها؛ لأننا نؤمن بأن التاريخ هوية الأوطان وثروتها الكبرى، اليوم ونحن نحتفل في عيدها الوطني المجيد، نستذكر ما عاناه الآباء والأجداد من قبل ظهور النفط إلى يومنا هذا لبناء وطن حر وكريم، ومن أجلنا نحن لننعم اليوم بالراحة والاستقرار التي لا تنسينا مسؤوليتنا تجاهه، وأن نكمل مشواراً بدؤوه، ولا ننسى أن الكويت هي وصية من سبقونا، وتضحيات الشهداء والأسرى والصامدين وأبناء الوطن في خارجها أثناء الاحتلال العراقي لها، كيف عمل الجميع على إعادة حريتها لنعيش أحراراً بوطن حر، إن حب الوطن لا يكون بأغانٍ تردد ورقص وإنما بعمل جاد، فهي تستحق منا الكثير والكثير، سعيدة وفخورة بكل الإنجازات الرائعة بكل المجالات في السياسة والاقتصاد والتربية والصحة والرياضة... إلخ، وأتمنى كأي مواطن أن أرى إنجازات أكثر مما نراه اليوم لنسعد معاً، فرحاً بهذا الوطن أقولها لذاتي قبل غيري، فالعيد الحقيقي بالنسبة لها أن ترى أبناءها جميعاً حولها بخير وسعادة، حقاً إن أحرف كلماتي تنحني أمام هذه الأمة الرائعة الصابرة والمناضلة في هذه الحياة.