ما يحدث في عالمنا العربي الكبير خارج حدود العقل؛ فهو حفلة زار، أو منتدى للجنون، تقدم فيه كل أنواع الجنون. وتخرج المؤتمرات بعد ذلك لتتكلم عن الرشد والحكمة.
قبل سنوات وعلى طريقة شاعر المليون؛ قام الأمين العام السابق للأمم المتحدة الاسبق كوفي أنان باقتراح؛ يقوم من خلاله بتقديم جائزة سنوية مقدارها 5 ملايين دولار لأفضل رئيس في أفريقيا تحت عنوان «جائزة الحكم الرشيد»؛ لأنه توصل لقناعة أنه لا يوجد حاكم رشيد في القارة السمراء، باستثناء طبعًا الدول العربية؛ لأن الجائزة مخصصة للأفارقة من غير العرب، أما العرب فكلهم رشد؛ لأنهم كلهم من غزيّة التي قال عنها الشاعر:
أنا من غزيّة إن غوت غويت
وإن ترشد غزيّة أرشد
جائزة كوفي أنان للمجانين فقط، وسيحصل عليها الأقل جنونًا، لكن ما يحدث أن كل حاكم يزيد ويزايد على الآخر أيهم أكثر جنونًا، لا أيهم أكثر حكمة وعقلاً ورشداً! فما يحدث في أفريقيا شيء من العبث والجنون لدرجة أن «أعقل واحد هو كوفي أنان؛ الذي فاز بجائزة نوبل للسلام حصل على مليون دولار فقط، ومن كثرة ما رأى من الجنون تبرع بخمسة أضعاف جائزته لينتشل هذه القارة من مجانينها الذين جعلوها أكبر «عصفورية» في العالم.
أنان عاقل عم يحكي.. وأفريقيا مجنون عم يسمع.. فـأصبحت المسألة مثل حوار الطرشان، هو يتكلم عن السلام، وهم يحرضون على الحرب، هو كان يريد أن يجعل من أفريقيا السوداء أوروبا الجديدة، في حين هم يريدونها قارة للهنود الحمر، هو كان يحلم بأن ينقل نيويورك التي عاش فيها أثناء توليه أمانة الأمم المتحدة إلى أفريقيا، في حين هم يحلمون أن يعيدوه إلى مذابح أفريقيا على طريقة عودة الابن الضال. فهو في نظرهم ضال ويحتاج إلى الهداية، في حين هم هداة مهتدون لا يحتاجون لضلالته.
هذا الوضع أشبه ما يكون بالصراع بين الحكم والواقع. فنيويورك التي أقام بها الابن الضال كوفي أنان هي أرض الأحلام الكبيرة، لذلك فالابن مازال يحلم. أما الواقع المر في أفريقيا فلا يعترف بالأحلام الكبيرة، فالشرق شرق، والغرب غرب، ونامبيا لن تكون نيويورك، وتنزانيا لن تصبح كاليفورنيا، ودارفور لن تتحول بين ليلة وضحاها إلى لاس فيغاس.
إنها لعبة الحرب والسلام في المشرق والمغرب وكل مكان، التي لا يفهمها إلا الراسخون في علم الحرب والسلام معًا، فللسلام رجاله وللحرب عرابوها ومجرموها.
شعلانيات
. الجَمال: ليس فقط شيئًا نراه بل هو شيء نكتشفه.
. إذا خسرت الدنيا كلّها وأنت مع الله، فما خسرت شيئًا، وإذا ربحت الدنيا كلّها وأنت بعيدٌ عن الله، فقد خسرت كلّ شيء!
. لا تستصغر أي معروف تمنحه إلى إنسان؛ فقد يكون هذا المعروف «الصغير» قد احتل جزءاً «كبيراً» في قلبه!! .





