أعتبرها أميركا!!

مبارك الشعلان

 


«أرت بوكوالد» كاتب أميركي ساخر، تنتشر مقالاته ومقتنياته الساخرة في 240 مطبوعة، تصدر في أميركا وفي العالم في وقت واحد. هذا الكاتب لم يحكم أميركا، ولكنه كان أهم من كل الرؤساء الأميركيين، الفرق بينه وبين أي رئيس؛ أن الرئيس يحكم أميركا، بينما «أرت بوكوالد» يحكم أميركا أيضاً!! فهو باعتراف معاهد استطلاعات الرأي واحد من ثلاثة رجال غير رسميين يتحكمون في الأمريكان!


لديه فلسفة جميلة في الكتابة، فهو يقول:
- أنا لا أكتب.. وإنما أفتح النوافذ ليتنفس القراء.
- لست مهرجاً يمتلئ قلمه بالأصباغ.. وإنما أنا كاتب يحلم بأن يتعود الناس البكاء من الضحك.
- أريد أن يثور الناس على حياتهم وقناعاتهم بالضحك.
- اضحكوا.. يتغير العالم.


مشكلتنا أننا لا نضحك.. لذلك لا يتغير العالم، ولو ضحكنا لتغيرنا.. ولو تغيرنا لتغير العالم.. وأنا شخصياً لديّ تجربة عملية في تغيير العالم.. ففي كل مرة «أنزل» فيها إلى «المحروسة» يتغير العالم.. أو على الأقل يتغير «عالمي» أنا؛ لأنني أضحك بـ«حُرية كافية».. وأجد من يحرضني على الضحك!! 


وكنت دائماً أقول لمن يريد أن يعمل ريجيماً لهمومه: اذهب إلى مصر.. فإذا لم تعرف كيف تضحك؛ فإنهم يعلمونك؛ لأن في مصر أقدم مدرسة لتعليم الضحك، فالناس هناك يثورون على حياتهم ومتاعبهم بالضحك.
وأختتم بما بدأت، «فصاحبنا» أرت بوكوالد، مثله مثل كل رجل شرقي؛ لا يملك إلا أن يسخر من حماته، فهو يقول: «مسكينة حماتي.. إنني أضعها في كل الجمل المفيدة وغير المفيدة التي أكتبها.. لكن عذري الوحيد أنني أعتبرها أهم شيء في حياتي؛ لأنها أنجبت أهم شيء في حياتي..
أعتبرها أميركا... أعتبرها المخابرات المركزية.. ومصلحة الضرائب.. ورقابة غش السلع.. والبنتاجون.. والرئيس... وهيئة الطاقة الذرية.. وأنا هنا رجل طبيعي (مئة بالمئة)، وإلا دلوني على رجل لا يرى في حماته كل هذه السلطات!!».



■ شعلانيات:
* أتذكّر الطرقات جيداً، ولكني أضعت الخطوة!
* ما لا ترغب أن يحدث لك، لا تؤذِ به الناس!
* الحديث مع صديق قديم، يجعلك تدرك كم تغيرت حياتك!
* إماطة الأذى عن طريق القلوب أعظم أجراً من إماطة الأذى عن طريق الأقدام!
* القلق لا يغيّر أي شيء، لكن الثقة بالله تغيّر كل شيء!!