اعتذار طارئ متأخر جدًا

سلمى الجابري


- من ذا الذي يخونُ أولًا؟ هل العين، أم الأذن، أم القلب، أم الروح، أم اليد، أم جميعهم دفعةً واحدة؟
- من ذا الذي يعلم من أين يؤكل القلب؟ حتى يصيبه بكل هذا الوهن!
- من ابتعد فينا أولًا، هل أنت، أم أنا أم الذاكرة!
- من أين يبدأ هذا البؤس، كي يطيح بنا وجعًا؟
- كم من خيبةٍ علينا أن نعيش، حتى نصل إلى البرودِ العاطفيّ!
- كم من أسئلةٍ عليّنا أن نشذبها، حتى نتقن فن الصمت!
من أبشع الصور المؤذية للقلب، هي الخيانة التي قد تبدأ من مجردِ فكرة مارقة، لتنتهي بواقعٍ مفزع قد تحقق، وكأن كل ذاك الحب لم يكن، حتى وإن كان لم يكن ليسمح بهذه المهزلة العاطفية ولو على سبيل اللهو.
ليس عليك أن تثبت نظرية بأن من نحبهم بصدق هم أول من سيقومون بخذلنا، ليس عليك أن تدّب الوجع في روح من تحب، كي تستمتع بلحظتك الراهنة، لكن في الحقيقة أنت من سيتألم في نهاية المطاف حتى لو لم تعترف بذلك، أنت من سيفقد جزءًا من روحه الطيبة، روحه الصادقة من أجل متعةٍ زائفة، ستصحو منها على خرابٍ سيؤلمك، حينها سيكون الوقت قد تأخر كثيرًا على اعتذارٍ طارئ أو حتى عناقٍ دافئ.