جاذبية الاختلاف

محمد فهد الحارثي


نصل إلى نهاية الطريق، ولا ندري هل بدأنا أم مازلنا نقرر أي الطرق نمشي. نعيش قصصاً نكررها، تختلف الأسماء والعناوين والنتائج نفسها. فلا نحن الذين وصلنا إلى مبتغانا، ولم نترك الطريق.

احذر أنصاف الحلول؛ فهي وهْم ضائع يخدعك بالحل ليمنحك اللاشيء. فهناك قرارات تحتاج إلى حسم واضح، قولٌ بيّن وقرارٌ قاطع. هذه الألوان الرمادية مزعجة فهي مثل المهدئات التي لا تحل المشكلة، بل تساهم في استدامتها.

هذه المنطقة القابعة في اللاقرار هي مستنقع الفاشلين والمسوفين. هم يعيشون على الهامش، وربما هذا قرارهم الوحيد. والشعوب التي تتعود أن تسلم قراراتها للآخرين وكل خطوة لها لابد من مرجعية تعود لها، تكون أضعف في اتخاذ القرار. تتعود أن تتجاهل أو تتحاشى اتخاذ القرار، وتمارس السلبية الفكرية.

المغامرة جزء من جمالية الحياة. وما العمر إذا كان هو مجرد تكرار لقوالب ثابتة وروتين يتكرر حتى في تفاصيله. اختلاف الفصول، تعدد الألوان وتباين البشر هو سر لجاذبية هذه الحياة التي ربما نشكو منها؛ ولكننا نعشقها.

لا تغلق الأبواب، أعط الفرص وتقبل التغيير. المرونة تمنحنا فضاءات جديدة وعوالم جديدة. نحن بطبيعتنا نرفض التغيير، ونتخوف من الجديد. بينما لو سمحنا لأنفسنا أن نخطو الخطوة الأولى خارج المنطقة المريحة لربما تغيرت وجهة نظرنا، وحمدنا الله على مبادرتنا باتخاذ خطوة التغيير.

الناجحون والمبدعون هم أشخاص مثلنا لكنهم استطاعوا في لحظة ما أن يتخذوا القرار المناسب في الوقت المناسب. ربما كانوا أكثر جرأة منا. ولذلك سمحوا لأنفسهم بأن يبحروا إلى الشاطئ بدلاً من التمترس في نفس الزاوية وفي نفس المكان. الحياة جمالها في الاكتشاف والدهشة، ومتى ما عشناها بهذه الطريقة حافظنا على شغفنا بها، ورغبة انتظار اليوم الآخر..




اليوم الثامن:

الخطوة الأولى في صنع حياة حقيقية

هي التخلي عن أوهام الصور المزيفة