رهان حياة

محمد فهد الحارثي

 

تنثر أفراحك في صفحات حياتي، ترحل بي إلى عالم يتجاوز الخيال. أشعر معك بأنني استثناء في هذا الكون. من حرصي عليك، أصبحت أخاف الوقت، يؤرقني هاجس الفراق. هل يمضي كل شيء كانسياب الماء بين الأصابع، ليصبح ماضياً وذكرى؟ أتأملك، وأعرف أن حياتي بدأت معك وبك. يتعبني المجهول، ويكدّرني الخوف. اللحظات السعيدة هي التي تشاركني فيها إحساساً يغذي الروح، ويعوضني عن كل شيء، احتياجاتي محددة، أنت وفقط. حينما تشرق في حياتي، تغرب عني كل الهموم، وترحل عني كل الأوهام. في ضوء حضورك، أستنير طريقي. في نبرات صوتك، أنسج أحلامي. معك أعيش حياتي، وأصوغ أجمل فصول عمري. نحن نعيش العمر مرة واحدة، وكل ثانية فيه هي جزء من حياتنا. لكنها تظل فارغة رتيبة، إذا خلت من الحب والإحساس بالآخرين. فالنبتة تكافح لتعيش وتنمو، لكنها ستموت إذا لم نغذيها. هي المشاعر أيضاً تحتاج إلى لمسة حنان حتى تزدهر وتثمر. وأنا في داخلي إحساس مهيب، تحركه كلمة واحدة من كلماتك. المشاعر الصادقة، هي التي تصمد في كل الظروف، في أوقات الصعوبات تنكشف معادن الأشياء وصدقها. رهاني عليك رهان حياة، وليس تجربة مرحلة، مصير، وليس طريقاً. خياراتي معك لا تتحمّل القسمة، خيار واحد فقط، والاحتمالات الأخرى كلها ضرب من المستحيل.

اليوم الثامن:
بين ثنايا الضحكة وتغاريد الفرح 
يجول بخاطري احتمال "فرقاك"
فترحل الفرحة وتبقى الأحزان